الأحد، 9 أكتوبر 2011

حقك الطبيعى والعقلية البهلوانية



نتسائل بداخلنا لماذا تنجح المؤسسات الإقتصادية التي تدار فى العالم العربي بواسطة أجانب خاصة من الدول الصناعية الكبرى وللإجابة عن هذا التساؤل لابد لنا من أن نتخلص من عنصريتنا التي اكتسبناها عن طريق الجهل المتوارث بأننا نأت بمن نريد بأموالنا فهذه عنجهية فاسدة.
يخالطنا مع هذا السؤال سؤال أخر لماذا يقبل الناس على العمل فى هذه الشركات/المؤسسات الكبرى
Multi National
بل ويفخرون بذلك وهل ليس لدينا كفاءات تستطيع أن تدير هذه المؤسسات بنفس الحرفية
وفى التساؤل الأول أكثرنا يدرك حجم التنظيم الجيد داخل العقلية البشرية فى الدول المتقدمة وإدراكهم بأنه لكل وظيفة مسمى ومسئولية
“Job Description”
لابد وأن تنفذ كل البنود المتفق عليها فى التعاقد مع القائم بالوظيفة ولابد ان يحصل على القيمة المادية لمخرجات هذه الوظيفة تبعا للإتفاق
ومعرفتك بوصف وظيفتك المحدد وبيئة العمل الذى ستتم خلالها يخضع لإشراف إداري لا تشعر به طالما أنك تنجز مهمتك بنجاح
الشق الأخر من أسباب النجاح هو اعتياد هذه القيادات الإدارية الأجنبية على مفهوم الجماعية فى تحقيق الأهداف فلا شعور بالفوارق بل النتيجة الإجمالية تعنى النجاح أو الفشل
أيضا الشعور الد اخلى المكتسب من التعليم الذى حصل عليه فى بلاده ورعاية الدولة له جعلهم مؤمنون بأن الغاية من كل عمل لا تتحقق إلا بالمساواة بين القائمين بالأعمال فى حقوقهم الإنسانية من بيئة عمل مناسبة إلى تدريب إلى تأهيل إلى جزاء ودفع المتميزين
لدينا للأسف عقد نفسية فصاحب المسئولية لا يؤمن بحقوق الإنسان إلا لنفسه ومجموعة العمل تحول العمل الى منظور أخلاقي وليس اقتصادي وتحاول رد ظلم المسئول من وجهة نظرهم عن طريق إرهابه من أن الله سينتقم منه
هذا البعد الأخلاقي هو بعيد تماما عن البعد الديني لأننا نستغل هذا الفكر الشاذ فى تعطيل إخراج أفضل ما لدينا لنثبت أننا بشر نستحق الحياة
لذلك سنظل تابعون فى ذيل الأمم لأننا نشوه أخلاقنا بتفكيرنا البهلواني وللحق نحن بؤساء الرفاهية
متى نبتعد بالمصطلحات الأخلاقية عن تنفيذ خطط اقتصادية فإذا نجحت مؤسساتنا الإقتصادية والعلمية فى تقديم مخرجات ناجحة ومتقدمة هنا يتم التعامل بالمصطلح الأخلاقي فى رعاية المحتاجين والمرضى
لا داعى أن نفسر فشلنا فى العمل الإحترافي بأن نلبثه ثوبا أخلاقيا ونحن أبعد ما يكون والأفضل أن نطور ذاتنا ونعمل جماعيا فلولا التنظيم العلمي ما خرج البترول من الأرض ولكان معظم الدول العربية تجرى وراء قطيع الأغنام حتى يومنا هذا أو أن نكون مثل شعوب تعيش فى عصر الغابة
نحن نفهم البعد الأخلاقي خطأ لأننا نفضل التسول على العمل
وعلينا أن نسرع فى بناء الإنسان داخلنا حتى نصبح قادة أعمال وليس "موظفون" مستعمرون فى بلادنا بسبب جهلنا
أخلاق المهنة هي أن تكون مخرجاتها لخدمة البشرية وأفضل الأخلاق أن تعطى لكل ذي حق حقه أما أولئك البؤساء المتحدثون باسم الأديان دون علم بحقيقتها العظيمة هم أناس بهلوانيون يقنعون من هم أكثر منهم جهلا ويرون أن الدين غلاف يتمثل فى مظهر خارجي أما الداخل فيه بيت خرب
"وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض"
نحن نمثل أننا أصحاب أخلاق وفى هذا نحن فنانون
أدعوكم جميعا للإستغناء عن التكنولوجيا وجميع وسائلها وأمامكم إحدى الخيارين :إما أن تصنعون تكنولوجيا جديدة بديلا لها أو البديل الثاني أن تقنعونا أن هذا عصر الخيمة وأنكم سعداء فى غير حاجة للجلوس داخل غرف مكيفة وأنكم مكتفون بأن عقولكم مكيفة.
توقع أي شيئ من الإنسان البهلواني
.......
خالد ابراهيم....مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com/

هناك 14 تعليقًا:

حياتي يقول...

مساء الورد ا/ خالد

كلامك كتير صح وهى دى المشكلة

اللى واقع فيها كثير منا

ولا يدركوا حقيقة ان

==============

أخلاق المهنة هي أن تكون مخرجاتها لخدمة البشرية وأفضل الأخلاق أن تعطى لكل ذي حق حقه .

========

دمت بكل خير

زهرة

nour alqamar يقول...

مساء الخير استاد خالد
موضوع رائع وكلامك صحيح واتمنا لك التوفيق
مع تحياتى
نور

Khaled Ibrahim يقول...

زهرتنا الساحرة زهرة"حياتى"
عطر زهرتك جمل مدونتى وعطر كل الحروف
الحقيقة أحيانا قد تكون مؤلمة للبعض خاصة الذين جمدوا الواقع
شكرا لروحك الزهرية المتفاعلة
تقديرى دائما
خالد ابراهيم

Khaled Ibrahim يقول...

وجه القمر الأجمل الرائعة نور القمر
أشكرك على هذه الطلة القمرية الفاتنة
تفاعلك شرفنى وأسعدنى وشكرا على روحك القمرية واحساسك الراقى
خالد ابراهيم

حياتي يقول...

استاذ خالد احب اشكرك مرتين

الاولى :على الاغنية الرائعة لسيد مكاوى

الله يرحمه

ثانياً : على مدونتك الاكثر من رائعة

ومواضيعك المتميزة

بالتوفيق دايماً

زهرة

Khaled Ibrahim يقول...

مبدعتنا الساحرةزهرة"حياتى"
وأنا بدورى أشكرك مرات عديدة على شرف تكرار مرورك وروعة احساسك النفسى والروحى والفنى
ويالجمال الشعور بأن مدونتى تعجب الزهور

وباقة ورد لأجمل الورد
خالد ابراهيم

شهرزاد المصرية يقول...

أ خالد

أتفق معك تماما
نحن عندنا القدرات العقلية لإدارة المؤسسات و لكننا للأسف لا نفعلها لأننا قد تعودنا على الإستهبال سواء كمديرين أو عاملين
فالمدير يريد أن يحرم العامل من حقوقه و يقلص إمتيازاته طالما سكت العامل و لم يتمرد
و العامل يرد بعدم الإخلاص فى العمل و استغلال مكان عمله بأكبر قدر يستطيعه و و ألله كنت أرى البعض و فى مراكز ليست صغيرة يشحنون هواتفهم فى العمل لتوفير الكهرباء فى المنزل و يستعملون تليفون العمل لمكالماتهم الشخصية و غيره
أما عن فرق الإدارة المصرية عن الأجنبية فأنا أستطيع أن أكتب كتابا عن هذا الأمر و لكنه جرح يؤلمنى و لا أحب أن أنكأه

تحياتى

Khaled Ibrahim يقول...

مبدعتنا النموذج شهرزاد
تحياتى دائما
للحق عملت مع أجانب من دول صناعية كبرى ولم أشكو يوما من حق ضائع أو تقييد حريتى وكان على أن أطور نفسى دائما لأننى كنت أحظى بتقدير خالى من المجاملة لأنه يصب فى مصلحة العمل وهذا فكر ادارى هم تربوا عليه وتعلموه طوال مراحل تعليمهم
أمامنا الكثير ولكن البداية تبدأ بحلم واعتراف بأننا فى حاجة للتعلم ثم نبدأ وننفذ بعزيمة قوية
سعدت جدا بتواجدك الساحر
خالد ابراهيم

غير معرف يقول...

مساء الورد خالد

عندنا أشكالية في فهم منظومة العمل بشكل عام ففي حين الدول الغربية تلتزم بمجموعة من الأنظمة التي تحكمها ولايحق لأي فرد فيها أن يخالفها نجد هنا تخلف في تطبيقها بشكل فاضح يخلخل أركان العمل فلا نجد الأنضباط ولا نجد الفكر الصحيح في تطبيق العدالة ولا نجد أيضاً روح العمل الجماعي فنشاهد تناحر وتناحل وبيئة سلبية تزيد الطين بلة وأضف عليها عدم الرقابة والتي قد تؤدي برأس المال لحساب الفساد وهذا منتشر بشكل مخيف في الوطن العربي لذلك لن نستغرب إذا وجدنا أكثر الشركات نجاحاً هي ما تدار بعقلية أجنبية تعرف تماماً ما تفعل ...

مقال أكثر من رائع

تحياتي وإحترامي

Khaled Ibrahim يقول...

ريبال بيهس
تحياتى لمرورك ولإيضاحك لحقيقة الواقع
سعدت جدا بتشريفك لمدونتى بمرورك الأول وأتمنى أن يتكرر
بالتأكيد جميعنا يرغب ان تدار مؤسساتنا بعقلية عربية بشرط ان تكون على النمط الإدارى الصحيح ونحن عندما ننقد ذاتنا ليس من أجل تقزيم انفسنا بل من أجل أن نتعلم ونستفيد بما يجعلنا أهل للمسئولية بدلا من الديكتاتورية التى عفا عليها الزمن
تقديرى وشكرى ومحبتى
خالد ابراهيم

أم يــــــاسمين (بـلقيس الهـــــامل) يقول...

مساء الورد والمسك والريحان سيدي خالد

الحقيقة تلبس ثوبها الزاهي معك رغم مرارتها
ومعك كل الحق في كل ماقلته


موضوع مميز فعلا .......

خالص تحياتي

الحره

محمد شعبان عبدالعزيز يقول...

السلام عليكم استاذي كلام مهم جدا وليس مجرد كلام ولكنها مجموعه من المباديء تتعلق بمنظومة القيم داخل المجتمع والتي نفتقر اليها كثير في كثير من الاحيان، ومن هنا يمكننا الحديث عن حلول عمليه وليس مجرد عبارات عشنا لسنين بل لقرون نتغتى بها نحتاج بشده لاحترام الانسان لذاته اولا ولآدمية الآخرين وقدراتهم فن موضوع منظومه القيم اعتقد انه هو حجر الاساس لرقى الفرد اولا ثم المجتمع ثانيا لان بكل بساطة الفرد هو وحده التحليل الاساسيه للمجتمع فالمجتمع هو بالاساس مجموعه من الافراد ومن هنا يجب علينا عن التخلي عن شخصنة العمل وثقافة الانا وتهميش الاخرين بل والتقليل من الكثير من الافكار والهادفه احيانا لكونها نادره او لانها لا تتماثل مع ثقافة القطيع السائده ............ عذرا للاطاله استاذي الرائع بس حقيقي ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسم

Khaled Ibrahim يقول...

الصديق العزيز سعادة السفير محمد بك شعبان
شكرا لشرف تعليقك الأول وأشكر لك تلك الرؤية الثاقبة للحدث
وتقبل شكرى على مرورك الذى سأنتظره دائما
خالد ابراهيم

خالد جوده يقول...

أستاذ خالد
السلام عليكم
هذه من التدوينات المتميزة بحق في المدونة، ولعلى استعين بما نعرفه مثلا من مستشفي دولي في مصر لها سمعة عالمية لا يستعين إلا بممرضات فلبينيات أكثر بكثير من المصريات رغم أن حاجز اللغة قد يكون عبقة في التواصل مع بعض المرضى المصريين، ورغم ذلك فمن يذهب إلي هناك يلمس قدر الانضباط في الأداء والتفاني والدقةوقل ما شئت يا عزيزى مما تفضلت بذكره في تدوينتك القيمة من ضبط العمل والوصف الوظيفي والأسلوب العلمي في اقتناء الموارد البشرية وربط الجر بالانتاجية مما تفضلت بذكره في هذه التدوينة المتألقة
طاب قلمك
خالد جوده