الاثنين، 26 سبتمبر 2011

تستطيعون أن ترحموا أنفسكم

معنى الحياة أن يكون لديك وقت للحياة،وهذا يعنى أن تقضى ما عليك من واجبات،ثم تتفرغ للحياة،ومن العجائب اننا نمر على أية قرآنية عظيمة "ولا تنسى نصيبك من الدنيا" مرور الأغبياء.
هنا نطرق ملف هام وهو لماذا نحن تعساء،وتفككت اواصر الترابط فيما بيننا؟؟
نبدأ هذا الملف بأحد أسباب الفشل الكبير المسببة لمرض فقدان السعادة الذى أصابنا جميعا أو معظمنا على الأقل وهو ملف التعليم ولننظر إلى الفشل الإداري للعملية التعليمية المتراكم منذ عشرات السنين،سنجد أن المعلم فى المدرسة لا يحصل على مرتب يكفيه فيعمل على إعطاء دروس خصوصية بعد انتهاء الحصص الدراسية بالمدرسة ويستمر المعلم فى إعطاء هذه الدروس حتى فترات متأخرة من الليل يوميا وهنا نحن أمام تلك النتائج:-
- مدرس يستهلك طاقاته الصحية والنفسية على مدار اليوم ولأنه ليس سوبر مان فإنه لن يعطى الحصص الدراسية حقها فضاعت المادة التعليمية
- التلميذ/الطالب الذى من المفترض أن تنتهى واجباته بانتهاء الحصة الأخيرة بالمدرسة،وعليه بعد ذلك أن يتفرغ للجلوس مع أسرته وأصدقائه كما فى الدول المتحضرة إنسانيا لكن عندنا نجد الطالب يخرج من المدرسة ويلتقى مع معلميه يوميا من خلال الدروس الخصوصية فيكره العملية التعليمية ويمل من وجوههم الشاحبة من كثرة الكلام والأوامر،وبدلا من أن يصبح العلم متعة "للتلميذ/الطالب" يصبح لديه عبئا ثقيلا يبحث من خلاله على شهادة يقتات من ورائها أو يتحكم بها فى عباد الله الأضعف منه بعد أن يتخرج وهو الشاب العجوز.
- المعلم/المدرس أيضا فقد حياته الخاصة فهو يفرح بحجم ما يدخل فى جيبه اليومي ولو أدرك أنه سيدفع ثمن ذلك من صحته من أمراض الضغط والقلب والعيون لتوقف عن تقديم الدروس الخصوصية ولجلس مع أسرته واستمتع بحياته.
الطالب – المعلم- أولياء الأمور مظلومون
الدول العربية يحكمها نظام حكومي خائب لا يرى فى نجاح الأخرين ما يستفاد منه ولا يهمه سوى إرهاق الشعوب العربية ماليا ونفسيا ويظلون هم جالسون على كراسيهم يحصلون منا على التكريم وكأن وظيفتهم فقط هي أن نكرمهم.
هنا ما هو الحل ؟؟؟؟
الحل أن تقدم الدولة رواتب معقولة للمعلم وعلى أن يشارك أولياء الأمور بنسبة فى الدعم للخدمة التعليمية ولو افترضنا مثلا أن كل أسرة تتكون من ثلاث أفراد وهم يدفعون مبلغ يساوى= رقم ،فلماذا لا يتم حساب متوسط ما ينفق على الدروس الخصوصية وأن يتم دفعه فى بداية العام مصاريف الكتب والخدمة التعليمية من الأسرة التي لديها أبناء يحصلون على المادة/الخدمة التعليمية.
وهنا نكون دعمنا التعليم فنحصل على خدمة تعليمية جيدة ونقضى على الدروس الخصوصية ونخرج بجيل يحب العلم تجمعه علاقة جيدة مع معلم له حياته الخاصة ويرتاح أولياء الأمور من هذا الضغط العصبي والعبئ النفسي والمالي.
لنطبق كل ذلك على مناحي الحياة سنجد وقتا يجمعنا على أن نفكر ونفرح ونعالج ونستمتع ويحدث الترابط بدلا من هذا الخراب الإجتماعي الذى الذى نقتل فيه بعضنا من أجل المادة.
نسيان نصيبك من الدنيا يضر بالإنسان والمجتمع ضررا بليغا وإذا تعلمنا ان نعطى التعليم حقه والعمل حقه والأسرة حقها هنا سيحصل الوطن على حقه ولا خوف على وطن أكثره من الأسوياء أما هؤلاء الغارقون فى الاستحواذ فهم جهلاء لأنهم يقصرون أعمارهم التي يجب أن يكونوا فيها أصحاء وسعداء.
لن يضيرك ان تفكر من اجل نفسك ولكن الأجمل والأفضل أن تفكر من أجل مستقبلك فهل لا زلت هاويا راغبا مستميتا من أن تشيخ بمحض إرادتك قبل الأوان.
إذا كنا غير قادرين على تغيير الواقع فليس أقل من ان نحلم/ نفكر من أجل الأخرين.
"ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء"
خالد ابراهيم...مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com/

هناك 4 تعليقات:

همت لاشـين يقول...

السعادة

كلمة حلقنا مع حروفها شرقاً وغرباً لمعرفة أسرارها ... ومازلنا نحلق لفك رموزها

رائع هذا التنوع الجميل في كتاباتك استاذ خالد

تحية وتقدير

همت لاشـين يقول...

"ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء"

نهاية ممتازة لمقالك

Khaled Ibrahim يقول...

مبدعتنا الرائعة همت لاشين
شكرا لهذا الإسم الرائعة الذى يبدأ بـ "همة" ودائما وهمتك عالية
أشكرك على روعة الحضور والإحساس
وأهدى إليك باقة ورد
خالد ابراهيم

غير معرف يقول...

Unter diesen steht aber das Terpentinol oben an,