الأحد، 18 سبتمبر 2011

المرأة بين الحقيقة والإنصاف



بعد الإنتهاء من ندوة رائعة لأحد فناني مصر الكبار الرسام والفنان التشكيلي العالمي عز الدين نجيب،أصبحت وجها لوجه مع سيدتين رائعتين إحداهما فنانة تشكيلة رائعة والأخرى كاتبة متميزة وبعد تبادل التحايا أحسست فى عيونهما شيئا يريد أن يقفز ليقول شيئا،وبطبيعتى شعوريا فهمت الموضوع سريعا وبدأنا حوار عن مقالاتي فى المرأة المصرية والعربية،وكلتاهما أظهرتا لي أنني متحامل على المرأة لحساب الرجل وكان أول رد لي أن المرأة أجمل من ذلك الواقع الذى ارتضته لنفسها.
ظهرت رغبتهما فى الدفاع عن المرأة بصورة حماسية لكنهما محافظتان برقة الأدب الحوارى،وواجهانى لماذا التركيز على المرأة ولماذا أترك الرجل بلا نقد وكأنه ليس شريكا فى الواقع والمرأة تعمل وتجتهد وهناك نماذج كثيرة ناجحة ولأن صديقي الفنان الضيف كان بانتظاري لم نكمل حوارنا واتفقنا على ترتيب مقابلة بنادي الأدب بقصر الثقافة نناقش فيها القضية.
وهنا القضية ليست قضية تآمر على المرأة وليست قضية يتم تعميمها على كل النساء أو قضية شخصية بين الكاتب والمرأة فى محيطه ولكن القضية هي أن المرأة أخذت دور ليس لها وهنا المشكلة الحقيقية أن تأخذ ما ليس من حقك.
تداخل الأدوار يحدث خلل اجتماعي رهيب وللقارئ/القارئة أن يذهب إلى قاعات محكمة الأسرة.ليفاجئ أن نسبة الطلاق والمشاكل الزوجية بلا حدود على مستوى الوطن العربي وأنا اعترفت من قبل أننا مجتمع ذكوري من حيث الشكل أو الغلاف الخارجي لكنه يدار فى الغرف المغلقة بطريقة بعيدة عن مفهوم الرجل القائد فالسيدات أصبحن خبيرات فى علم المجادلة والرجل وجد أن القوانين تنصف المرأة فبدأ مرحلة "تكبير الدماغ"بمعنى أن يتغاضى عن الأخطاء لأنه دفع دم قلبه وماله من أجل الزواج ولو طلقها سيخسر كل شيئ من بيت ونفقة ومشاكل الأبناء وهذا يظهر أن المرأة تستند فى الواقع الزوجي منذ البداية على البعد الإقتصادي وليس العاطفي وهى غير مقدرة لحجم ما أنفق الرجل وقدم من أجل أن يفوز بها وبدلا من أن ترد له مقابل تلك التضحية بالنفس والمال احتفظت بأنانيتها بأنها لابد وان تحصل منه على مقابل كل ما تقدمه لها.
المرأة المجادلة هي حالة من فقدان المرأة لجماليات الطاعة والتي تحصل من خلالها على ما تريد مضافا اليهم قبلة رضا وهنا هي فقدت التوازن النفسي الذى نسيت معه انها أنثى وأنها قبل الزواج كانت وديعة بالقدر الملائكى وبعد الزواج صارت خديعة
معروف علميا ونفسيا أنك تهرب لشيئ جميل تستريح فيه من عناء الواقع لذلك تذهب للمنتزهات او للشواطئ أو إلى أي مكان جميل لتتخلص من حالة الملل أو الإرهاق والمفترض أن "المرأة المخلوق البشرى الأجمل" هي الشاطئ والبستان والزهرة لأنها مجهزة بكل إمكانيات الجمال الفاتن.
المرأة هذا المخلوق الجميل لا ادرى لماذا تحرص على الحصول على ما ليس من حقها وهو الذكورة التي تشوهها وبدلا من ان تفتن الرجل بانوثتها تفاجئه بأنها مثله وتقول له أنا أقدر اعمل ما تستطيع انت فعله وأستطيع أن أرفع صوتي مثلك وأستطيع أن أصنع عضلات مثلك وأنا عارفة حقوقي وكأنها تحذره من مغبة الإعتراض على رأيها ،وهى ترى أن الجمال يجعل منها سلطانة وهنا نقول لها أنت فعلا لست جارية ولكنك حالة بشرية من الجمال المتعدد المخلوق للعطاء وإلا ما فائدة جمالك وقدراتك إذا لم تقدمي السعادة لمن هم أصحاب حق عندك.
المرأة الحقيقة هي ملكة متوجة من دون كرسي عرش فلا يوجد أيا منا يكره أمه وإلا كان مريضا نفسيا وهى ليس مطلوبا منها سوى أن تقدم الإحساس الجميل ان تستقبل مخرجات الأخرين بحنان يبدد شرورهم فهي مثل الأرض تحتضن الجميع.
الأدباء قديما وحديثا قطعوا كل زوايا المرأة مدحا ومن المفترض أن تتطور المرأة بعد أن تعلمت وقرأت وأن تجلس مع نفسها وتقول كل هؤلاء الكتاب كتبوا من أجلى أنا بالفعل مدينة لكل رجل كان حريصا أن يجعل منى جميلة وسأكون وسأتخلص من عاداتي السيئة وسأفعل ذلك دون مقابل لأنني متأكدة يوما ما أن الأمور ستعود لصالحي لأنني لم أقدم سوى ما هو جميل وسأشطب من حياتي ذلك الماضي الذى ظننت أنني أصارع فيه من أجل نفسي ولأنني جميلة فلن أشوه صورتي بعد اليوم.
عيوبنا القاتلة اننا نضع شماعة جاهزة لكل مشكلة تواجهننا ونجيب على الأسئلة بالمنطق وننسى أن الجماليات بداخلنا هي المنطق الأقوى والمحفز الأكبر على التغيير وعلينا ان نتذكر أن صراعنا المشترك رجل/إمرأة كان مضيعة لعمرنا ولجماليات فقدت فأصبحت خزينتنا العاطفية خاوية لأننا تركنا الجمال من أجل استعراض منطق الحقوق ومنطق التساوي دون النظر لمنطق الهام فأصبحت حياتنا بلا منطق
أقول للمرأة عودي لمهام الجمال وستحصلين على رجل يستحق الحياة فى بستانك يستريح إليك وليس منك وينظر إليك لا إلى غيرك ويحدثك كأنه يحدث نفسه واعلمي أن الحب ذكر والقلب ذكر والوفاء ذكر فلا تجعلي من الجريمة أنثى.
سأظل أستدعى جمالياتك على طريقتي ولن أخشى تاريخك الخطير وسأظل أقدم الورد إليك حتى تقطعي كل أشواكك وتأكدي ان التغيير فقط جدير بمن يستحق.
ودائما ما حييت لنا عودة فإما النصر أو ..................؟؟؟؟؟
المرأة تكره المنطق لأنه يجعل الرجل دائما قادرا على أن ينطق.......
خالد ابراهيم أبو العيمة .... مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com


هناك 6 تعليقات:

همت لاشـين يقول...

"المرأة الحقيقة هي ملكة متوجة من دون كرسي عرش"

رائعة هذه الكلمات التي اتمنى ان تدركها كل امرأة تعتز بانوثتها وتقدر مكانتها

Khaled Ibrahim يقول...

الكاتبة المبدعة همت لاشين
سعدت جدا وشرفت بمرورك
باقة ورد
خالد ابراهيم

غير معرف يقول...

أديبنا الكريم
إذن هي رؤي متعددة للموضوع
مكانة المراة عاليه، واعجبني قولك انها تقلل من قدر هذه المكانة ولا تقوم باستحقاقاتها طبقا لمعني ما استوعبته
لعل طريقة كتابتك مثيلة بالمثل الصيني (علي ما أذكر): ارمي المراة ولو بزهرة
خالص مودتي
خالد جوده

Khaled Ibrahim يقول...

المبدع والناقد الكبير أستاذ خالد جودة
شرفت بتعليقك والحقيقة هى أن المرأة والرجال تكامل لجمالى حين يفهما ادوارهما وطبعا الجمال ليس هبة استعلائية أو جدلية بل أنت جميل إذا لك مهمة فلا تشوه جمالك بأفعالك
تحية لوعيك وشكرا على كلماتك الرائعة
خالد ابراهيم

غير معرف يقول...

Hello There. I found your weblog the usage of msn. This is an extremely well
written article. I will be sure to bookmark it and return to read more of your useful information.
Thank you for the post. I'll definitely return.
Look into my web site my blog guest

غير معرف يقول...

Reinlichkeit mehr entsprochen.