الخميس، 4 أغسطس 2011

من وحى المحاكمة الطاعة بالحب أفضل من الطاعة بالخوف

(ما لم يعجبني فى محاكمة مبارك)
محاكمة مبارك هي تغيير فى ثقافات تم توارثها لقرون عديدة بأن الحاكم ملهم ولا يخطئ والحاكم هو ولى النعمة ولا يجوز الخروج عليه ولا يمكن تخيل مجرد فكرة النيل منه،ولقد كانت محاكمة مبارك درسا قاسيا على كافة الحكام العرب،وأثبتت بالفعل أن مصر كبيرة بشعبها وأن الثورة نجحت بالفعل وأنها رسمت رؤية جديدة للحساب مهما كبر أو صغر موقع أي مسئول وأن العجلة لن تعود للوراء.
لكن الملاحظ فى المحاكمة شيئ محزن تحدثت عنه كثيرا وهو فى العقلية الأمنية للقائمين على حماية المتهمين من مبارك ومرورا بالعادلي وكافة المسئولين حيث لوحظ أن ضباط الشرطة يتعاملون مع وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي بإحترام شديد يتجاوز حدود المعقول فى التعامل مع متهم ومسجون وبالطبع هذا يرجع للأسباب التالية:-
1-أن كبار المسئولين فى القطاع الشرطي او الأمني: الثورة نزعت منهم صلاحياتهم الإلهية (وسبحان الله الذى يملك كل شيئ ولا يظلم عبيده)التي كانوا عليها حيث كانوا ملوكا متوجة على رقاب العباد فكيف يتساوى رجل الشرطة مع الرجل العادي فى المحاكمة.
2-الوزير السابق هو من كان يتستر/يخفى جرائمهم تجاه من يريدون البطش به.
3-الإمتيازات المادية التي سيحرمون منها نتيجة سيادة القانون التي ستسود حيث سيمنع الجباية من قطاعات المرور وأقسام الشرطة وغيرها من مواقع التعامل مع الجمهور الذى لن يقبل بتقديم رشاوى أو جباية لأنه سيحتمى بالقانون.
من هنا فثقافة رجل الأمن يجب أن تتغير وأن تسود قوة القانون لن ثقافة رجل الأمن هي أخذ كل شيئ بالقوة وفرض الواقع بالقوة والحقيقة لابد وأن يدرك الجميع أن القانون العادل هو الذى سينقل الشعب من الطاعة بالخوف إلى الطاعة بالحب لأن الخوف سقط من القلوب.
إحترام رجل الشرطة واجب وكذلك احترام الشعب قانوني ومنطقي ولكن من غير المنطقي أن تنحاز كل طبقة عمل أو مهنة إلى نفسها على حساب المهن المجتمعية الأخرى.
الشعور بالتساوي مع البشر هو قيمة نفسية وفطرية تستحق بها الإحترام لأنك لم تشارك فى قهر إنسان مثلك
إن أشد قوى الدفع الإنتقامية هي الشعور بالدونية وأشد قوى التعصب هي الشعور بالعلو
كارثة مجتمعاتنا أنها لا تقبل بالنقد الذى يغير من دوافع النفس مع أن تخلصك من عادتك المصلحية وإستعادتك لإنسانيتك هي قمة الجمال
جرب أن تستبدل الكراهية بالحب بصدق وانظر للفارق ولا تعتقد أنه هبة منك على إنسان مثلك بل هو استحقاق متبادل.
لا تتمسك بالماضى الخاطئ لأنه لن يفيدك
المحاكمة أثبتت أن بعض الحكام أضاعوا على أنفسهم المحبة بالإختيار بدلا من الخوف
خالد ابراهيم...مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

هناك 3 تعليقات:

شهرزاد المصرية يقول...

نعم يا عزيزى فالمحاكمة رسالة من الله تعالى انه يمهل و لا يهمل و هى حقيقة يعرفها الجميع و يتجاهلونها و لعل كل حاكم يتعظ فالتاريخ يصنع الآن فى مصر و على الجميع أن يراقبوا و يستفيدوا من دروسه
و معك حق فى أسلوب معاملة رجال الشرطة للمتهم و المحكوم عليه فى قضية أخرى حبيب العادلى فكأنه ما رال فى منصبه و هو شئ إستفز الجميع

تحياتى لك و رمضان كريم

Khaled Ibrahim يقول...

مبدعتنا المتميزة دوما أ.د شهرزاد
كالعادة أنتظر مرورك الرائع وبالفعل التاريخ يصنع الأن وينتهى عصر ويبدأ عصر جديد لكننا فى حاجة لنتوائم مع العصر الجديد بفكر جديد بعيد عن جمود الماضى الذى كلفنا الكثير
كل سنة وحضرتك طيبة وبخير ورمضان كريم
وتحياتى الدائمة مع باقة ورد
خالد ابراهيم

غير معرف يقول...

أخي الأديب خالد
السلام عليكم
أوافقك الرأي في هذا التحليل
فللأسف هناك ثقافة سادت لدي بعض رجال جهاز الشرطة في العهد البائد قائمة علي العصف بالناس واستباحة كرامتهم
وتغيير هذه الثقافة تحتاج إلي وقت طويل جدا فما تم إفساده في عشرات السنين يصعب علاجه في شهور معدودة
ولكن هناك إشارات في نهاية النفق بتصحيح مسار الثورة
خالد جوده