الأحد، 31 يوليو 2011

آلة الزمن


بداخل كل منا آلة زمن يسترجع بها ماضيه بما فيه من أحداث مختلفة وهامة تطيب لنفوسنا الرجوع إليها لنستعين بها على غرائب الواقع،وكم سمعنا من والدينا أو من أشخاص يكبروننا سنا أنهم فعلوا فى ماضيهم مواقف كذا وكذا... ولن تجدهم أكثر سعادة من القلب إلا فى تلك اللحظة التي يحكى فيها،وجميعنا يميل للذكرى فى الماضي لأنها مسئوليتها أصبحت فى نطاق ذاكرتك فقط فتستطيع أن تضيف لها قراءات جديدة وأهم ما يميزها هي حالة الطفولة البريئة والشباب المتدفق التي كانت عليها.
من هنا فصناعة واقعك ستكون الذكرى الأعظم فى حياتك يوما ما،والذين تخلفوا عن صناعة واقعهم،أو المشاركة فى أحداث تتسم بالأهمية وتستحق إلقاء الضوء عليها هم من خسروا جمال العمر،ولست أدرى ماذا لدى قادتنا من ذكريات صنعوها ليختال التاريخ بها،وليسعدوا هم بها وتتوارثها الشعوب ليعيدوهم إلى الحياة وهل كان حق الكرسي الجلوس عليه فقط.
مهما صغر واقعك أو كبر اصنع ما يحلو لك ذكره عندما لا تستطيع سوى أن تتملك آلة زمن تعيد لك الذكرى والطفولة والشباب فتشعر حينها بالحياة وبالأهمية.


فى المسئوليات الكبيرة تصبح الذكرى العظيمة عظيمة ليس لصانعها فقط بل للشعوب وكل منا يدير آلة الزمن ليسترجعها

آلة زمنك جميلة بالقدر الذى أمكنك أن تجعلها فيه ممتلئة بالأفضل وربما يوما ما تتركها لورثتك ليعيدوك إلى زمنهم فهل نستطيع تحسين الآلة بالقدر الذى يطيل فى عمرك .
خالد ابراهيم...مدونة سور الأزبكية

السبت، 30 يوليو 2011

التغيير والحقيقة

ا   نتقال المجتمعات من واقع إلى واقع جديد يحدث حراكا ثقافيا بعضه منظم وكثير منه عشوائي .
   الطبيعة المعتادة للعوام من الشعب أنهم تشكلت لديهم قناعات نتيجة من فرض عليهم من إعلام مرئي ومسموع ومقروء ومواريث مجتمعية وعقائدية كما أنهم يغلب عليهم التفكير العاطفي مما يستدعى فهم طرق إرساء التغيير لمن يقوم على التوجيه أو لديه قدر من المسئولية.
    التغيير هو ولادة متعسرة تأخذ وقتا لتغيير هذه القناعات وهذه الولادة المجتمعية تنجب مولودا بآمال وأحلام جديدة لتشكل وطنا شابا مثل أبنائه لأن الوطن لا يشيخ إلا إذا شاخت أفكار الصناع بداخله وانقطعت بين أبنائه سبل التفاهم وانعدمت الأحلام المشتركة.
   هنا تظهر مشكلة مجتمعية أثناء التغيير يتم فيها وصف الماضي بأنه كان واقعا جامدا وأن المجتمعات خلال هذه الفترة كانت تساوى صفرا وأن التغيير الثوري جاء لينقل المجتمع من ظلام الجهل إلى نور العلم وهذا فيه ظلم كبير للذين جاهدوا بأنفسهم وعقولهم وأقلامهم خلال فترة ما قبل التغيير الثوري.
   الثورة التي لا ترى سوى نفسها هي ثورة ديكتاتورية عمياء والذين يقفزون على الثورة وهم لم يشاركوا فيها من قبل هم انتهازيون والذين يريدون قتل الثورة هم أغبياء لأنهم يريدون قتل مستقبل المولود القادم.
  إذا أغلقت عقول الثائرين والانتهازيين عن قراءة التاريخ والواقع فسيمتد بهم الشقاء والبلاء فعلى الجميع أن يتعلم على سبيل المثال لا الحصر من صدام الكنيسة بالعلم في العصور الوسطى وإعدامهم للعلماء باعتبار العلم كفر ولنتعلم من الذين ظنوا أنهم يطبقون شرع الله في الصومال كيف وصل الحال بالناس إلى مجاعة وهذا الاقتتال الشديد بينهم ما ذنب الضعفاء والعوام .
 الأديان بريئة تماما من سياسة البشر الخاطئة ولو أراد الله قتل الناس جميعا لفعل وبالطبع لم يخلقهم لأجل ذلك والاختلاف العقائدي هو فقط من يحاسب عليه كما أن هذا الاختلاف يحدث حراكا وقناعات وتنافسا يفيد المجتمعات برغبة كل طرف في التميز وهذا يمنح المجتمعات قوة .
  أحكام القتل فقط يتم توجيهها لمن قتل أو أفسد أو اعتدى على الحرمات وكل هذا بقوانين وليست بعشوائية وتطبق على كافة البشر .
 دولة الإسلام أقيمت في قلب كل مسلم والمسلم عليه أن يبرهن أنه من سلم الناس والمسلمون من لسانه ويده وفى هذا قبول لمبدأ كف الأذى باللسان والقول والسلاح أما أن تقتلني لأنني أفكر بطريقة غير طريقتك فهذا دليل على أنك ليس بمسلم حقيقي أو ليس بمسيحي حقيقي أو ليس بيهودي أو أيا كانت طريقتك ومنهجك حقيقي كما أن في المجتمعات ذات الأغلبية الإسلامية غير المسلم هو إنسان له حق كما قال الله عز وجل (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم)(إنه يحب المقسطين) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم( من آذى لي ذميا فقد آذنته بالحرب) وعلى الإنسان أن يثبت أنه حضاري في تعامله وفى صدقه حتى ولو خانك الأخر في بعض المواقف فإن سلوكك الحضاري هو دليل صدقك الحسي والروحي.
 البعض يمنح نفسه الحقيقة لدرجة حمل السلاح ظنا منه أن لديه صك ليدافع عن حق الله (سبحانه) في أن يعبده كافة الناس وينسى أنه (ولو شاء ربك لهدى الناس جميعا) مع إن الإنسان مطلوب منه فقط (فذكر إنما أنت بمذكر لست عليهم بمسيطر).
 أقول المنطق هو استحضار السلوك (إن أقربكم منى مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا) وغيره الكثير من هدى السلوك المتحضر البعيد عن التعصب الأعمى (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى).
 يؤلمني قسوة ملامح بعض المتدينين من أي دين فلو لم تكن السماحة عنوان فى وجهك وقولك وفعلك فأنت معقد وغير متدين لأن الدين علاقة بين الناس وخالقهم والله عز وجل أعظم من يبسط وجهه لخلقه وهو الذى يقبل التوبة ويعفو عن كثير الحقيقة أن هناك الكثير من البشر لا يفكر بالإستقرار لغيره بل يفكر فى إستقرار مميزاته فقط ولكنه يتشدق بما لا يعبر عن داخله. أقول لشركاء الوطن المسيحيين وأي دين أو مله أو غير ذلك كونوا فاعلين وشاركوا فى صناعة الوطن وابتعدوا عن السلبية والشعور بالقهر والتعصب فالكل شركاء فى الوطن ومطلوب أن تتواجدوا بفاعلية حيث يتواجد كل مصري فأصفياء الأوطان هم المخلصون له دونما أي طائفية،وأياً من كان قدره الملك فسوف يحمى كل الحقوق لأن الله لن يرضى بظلم وإياكم والتخوين فإنه سلاح الأعداء ليفرق فيما بيننا،فى نفس الوقت أقول لكل مسلم أن الأكثرية مكانها فقط صندوق الإنتخاب.
 التدين الحقيق يعنى تطبيق مراد الله في العدل بين الناس والمشاركة في البناء والأحلام والعيش المشترك دون اعتداء ودون بغضاء ودون ضعف.
 القابعين لا يؤمنون أن كل الأشياء تتحرك نحو الأهداف التي خلقت من أجلها وأن الأوطان تبنى بالحركة وليست بالشعارات وأن الأديان أساسها الإخلاص.
رأس الحكمة مخافة الله والحقيقة أن العاقل لا يخشى إلا الله
خالد ابراهيم...مدونة سور الأزبكية

الجمعة، 29 يوليو 2011

الصيام هو

خواطر حول الصيام
  • الصيام هو اختبار لقدرتك للتغلب على الذات الشهوانية والإلتفات إلى الجانب الروحي الذى غيبته الشهوة الحسية
  •  الصيام دافع للإحساس بالإحتياج والضعف يذكرك بأنك إنسان خاضع لقانون أعلى تمتثل فيه للأمر الإلهي بالإمتناع عما تحب أو تشتهى.
  • الصيام هو قانون الإنضباط الذى يعيد إليك نفسك العزيزة الكريمة المتعاونة التي لم تكن ترى سوى نفسها وهو تدريب على الصبر
  • الصيام شعور بالجماعية والوحدة الإسلامية فتشعر بمعنى الأمة الواحدة
  • الصيام هو منتهى العون لك للهروب من معاصيك
  • الصيام هو إستبدال لعادات بعادات أخرى فتشعر بالتغيير
  • الصيام هو فرصتك لتعرف مدى حبك لخالقك
  •  الصيام هو اختبار لمدى إيمانك عند الشدائد وعاقبة الصبر وهو الفرح وهو دعوة للتأمل فى التغلب على الشدائد مثل ما حدث من اختبار نبى الله إبراهيم عندما أمره الله أن يذبح إبنه وأيضا عند نبى الله يوسف مع إمرأة العزيز وما حدث مع موسى النبي وعيسى النبي وحصار الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وغيرها ......
  • الصيام عدالة إلهية على كل البشر حيث قال (كما كتب على الذين من قبلكم) فلم يفرق بين الأمم،فيشعرك بعدالة التكليف الإلهي للإنسان منذ خلقه وإلى يوم القيامة
  • الصيام له معاني جليلة لم ولن تنتهى ولا يعلمها كلها ويحيط بها إلا الله
  • شهر رمضان هذا العام هو شهر يأتي فى وقت فيه تحولات سياسية وثقافية وما أحوجنا لدعاء جماعي نطلب فيه من الله أن(( يولى أمورنا خيارنا )) وأن لا ندعو بقول ولا تولى أمورنا شرارنا لأن الله يؤتى الملك من يشاء.
تقبل الله صيامكم وكل عام وأنتم صائمون،مخلصون ،سالمون،قريبون
خالد ابراهيم.....مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

الاثنين، 25 يوليو 2011

لن ننجح سوى بالحب والعقل


هناك شخصيات غيرت معالم بلادها،لأنها كانت غير مقلدة بل كانت لها هوية حقيقية،وسواء اتفقنا أو اختلفنا على قيمة هؤلاء الناس إلا أن المنطق يقول علينا أن نتعلم من دراسة وتأمل حالات أناس قادوا بلادهم إلى تغيير وليس مطلوبا على الإطلاق تقليدهم لأننا لن ننجح بل لابد من نحافظ على هويتنا من التقليد وأن نقدم منهج جديد بعيدا عن التهليل والضجيج،منهج لم نراه من قبل،لأن الواقع حاليا يعبر عنه أصحاب الصوت العالي وتلك كارثة.
ألمانيا .... هتلر
روسيا .... ماركس
ماليزيا .... مهاتير محمد
الصين .... ماوتسى تونج
وغيرهم ...
واقعنا يتطلب شخصا لديه نظرية إقتصادية جديدة تتسم بالحذر وليس السرعة لأن الإقتصاد سيغير واقع الناس سريعا وسينتشلهم من العشوائية لذلك نحن فى حاجة لمن يقدر على بناء هيكلا إقتصاديا يتم ضبط أبعاده تبعا للمتغيرات الداخلية والخارجية لأنه أصبح علم كبير مبنى على التحليل الفني والمالي والموهبة فى الربط والتوقع لأن التحليل الفني طفرة فى علم الإقتصاد وصوت العلم يؤيده لأن الإقتصاد ليس رسما يتم وضعه بثبات،ولابد التخلص من فكرة التخوين لمن يدير النظرية الإقتصادية.
إستدعاء الناس للمشاركة فى عمل ما لا بديل عنه ولنتعلم من (ذو القرنين عندما أراد أن يبنى سدا طلب منهم المشاركة معه مع أنه هو الذى بنى السد)
الآية :
{قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما}
سيدنا يوسف هذا الإنسان المظلوم الموجود الذى كان بداخل السجن خرج ليدير العملية الإقتصادية فى مصر فى ظروف كانت سيئة جدا("قال اجعلني على خزائنِ الأرض إنّي حفيظٌ عليم")
نحن فى حاجة لرؤية جديدة نتخلص فيها من ذاتنا ومن الصوت العالي لأن الشعب لم يختار أحدا بعينه ليعبر عنه،وأنت عندما تمرض فانت تختار الطبيب المناسب لحالتك المرضية وتذهب إليه،وعندما تريد عمل إجراء قانونى فأنت تذهب لمحامي بعد ان يحصل منك على توكيل ليحصل لك على حقك القانوني ومن هنا أقول لأصحاب الصوت العالي الشعب لم يعطيكم توكيلا لتتحدثوا عنه.
هنا دور المثقف أن يزرع الفسيلة الفكرية لأن عجلة التغيير لن تتوقف ولكننا نريدها رشيدة تتحرك بحكمة وحب لأنه لن ننتصر على واقعنا سوى بالحب فيما بيننا
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه))
                                          : (( لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا و لن تؤمنوا حتى تحابوا , ألا ادلكم على شىء إذا فعلتموة تحاببتم ؟ افشوا السلام بينكم))
( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )

شهر رمضان هو شهر التغلب على الذات وهو فرصة لتصحيح مسارنا فهل نستغله لجمع الناس على الحب لأننا لن ننتصر بدون حب فيما بيننا.
نصيحة أقدمها لأصحاب الصوت العالي العشوائي المصلحي قصير النظر إنكم فى حال سقطت البلد ستكونون أول من يدفع الثمن فالشعب يسمعكم ويراكم واويلكم من غضبة الحقيقة التي ستكون بلا رحمة لأن البلاد ليست ملك لأشخاص يظنون أنهم موكلون عن الشعب وهم غير ذلك.
يؤلمني أن كل المرشحين للرئاسة حاليا ليس من بينهم رجل إقتصاد يدفع الناس لفكر جديد يغير الواقع المشتت كما يؤلمني أيضا أنه لا يوجد إسم عالم إقتصادي صاحب نظرية جديدة تتناسب مع واقعنا وهويتنا وغير مقلد،وفى بلادنا الإسلاميون لم يقدموا هذا النموذج ولا المسيحيون قدموا هذا النموذج ولا غيرهم إستطاع أن يقدم نظرية جديدة وهذا لأننا أصحاب أبواق عالية الصوت بدون أفعال.
ترى هل نجد من يستطيع وهل نعطيه الفرصة من دون تخوين وهل نشاركه البناء ونصبر عليه أم أننا لن نتنازل عن الميكرفون،هنا الصمت ستعقبه العاصفة.

لن ننجح سوى بالحب والحب أن تعطى الفرصة لمن يستحق وأن تعينه وتصبر عليه وأن تتخلص من ذاتك المغرورة
خالد ابراهيم...مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

الأربعاء، 20 يوليو 2011

نهاية عصر الممالك وعصر الألهة


ما يحدث حاليا هو حالة من التغيير الكبير الذى سيغير ملامح الخريطة البشرية لأن الممالك العربية تتهاوى بعد فترة من الزمن ليست بالقصيرة وقف فيها التاريخ خجولاً من واقع الحكم العربى الذى ظل فيها الوطن مملكة الرئيس/الملك.
علينا أن ندرك حجم الحدث أنه أكبر من كل توقعاتنا،ولنقرأ المشهد "زووم" على تونس ثم مصر ثم اليمن ثم ليبيا ثم سوريا ثم... ولن تتوقف ثم لأنها ستصبح اتوماتيكية.
آن الآوان أن يندم كل حاكم لم يعمل من أجل مستقبل وطنه وأن يدرك أنه يدفع ثمن جهله وذاتيته المرتعشة.
تذكروا جيدا التاريخ يسجل الأن الممالك تترنح،تتهاوى،الشعوب ستقود،العدل سيعود.


أدعوكم للإبتسامة ثم نكمل مع الرئيس القادم
الفرق بين العقلية اليابانيه ... والعقلية العربية بعيد عنك  جااااااااااامده.
كان هناك سباق تجديف بين فريقين((عربي)) ((يابانى
وكل قارب كان يحمل على متنه تسعة أشخاص
وفي نهاية السباق وجدوا أن الفريق الياباني انتصر بفارق رهيب جداً
وبتحليل النتيجة وجدوا أن الفريق الياباني يتكون من1 مدير قارب و 8 مجدفين
والفريق العربي يتكون من8 مديرين و 1مجدف
حاول الفريق العربي تعديل التشكيل ليتكون من مدير واحد .. مثل الفريق الياباني
وتمت إعادة السباق مرة أخرى وفي نهاية السباق وجدوا أن الفريق الياباني انتصر بفارق رهيب جداً تماماً مثل المرة السابقة
وبتحليل النتيجة وجدوا أن الفريق الياباني يتكون من1 مدير قارب و8 مجدفين
والفريق العربي يتكون من1 مدير عام و3مديري اداراة و4 رؤساء اقسام و1 مجدف
فقرر الفريق العربي محاسبة المخطئ
فتم فصل المجدف
---------------------------
الحاكم هو كل من يحكم من على قمة هرم السلطة،وهو الذى يعبر عن أحلام الشعوب ويعمل على تحقيقها من خلالهم والثورات الحالية هى انتفاضة على اللامعقول وتغيير الواقع المصرى والواقع العربى يتطلب وجود حكام بقناعات جديدة اولها التخلص من عبادة الذات،والإيمان بالعمل الجماعى والشورى وحقوق الإنسان ...،لأن الثقافة السابقة والتى كانت سائدة كانت هى تقوم على قدرة البطانة فى تقديم أقصى درجات الولاء الشكلى من خلال فن النفاذ إلى أحلام الحاكم الذاتية ورغباته النفسية عبر تصدير المواصفات القياسية لشخص الحاكم الزعيم وجمع كل المواهب من الشعب وحجزها فى شخصه باعتباره العقلية الملهمة للجميع وهو صانع الحياة.
بطانة الحكام لديها مواصفات القدرة الفنية الإبداعية على التملق ودراسة الزعيم نفسيا ثم تبدأ بالسيطرة على الزعيم بإيهامه بعبقريته وألوهيته وجاذبيته وأن حضوره لمكان ما هو نور بدل حال الواقع المظلم بقدوم الزعيم وأن وجود الزعيم هو عماد الإنشاء والتعمير ولولا الزعيم لغرق الشعب فى فوضى الجهل وتقاتل لكن الزعيم يمنحهم العقل والحكمة طالما هو معهم أينما كانوا بل إن وضع صورة الزعيم فى كل مكان فهذا يعنى أنه يراقبهم وهم غير قادرين على ممارسة الشر
المنافقون بارعون فى تقديم دوافع تعجيزية ويعملون على شغل الحاكم بأهواء الشعوب عبر إيهامه بأنه يحكم شعب تافه ليس لديه قدرات قد تحقق له أحلامه وأن الشعب لا يريد سوى الأكل ومشاهدة مباريات الكرة وعروض الأزياء وأجهزة كهربائية وسيارة وتليفونات.
عندنا خطاب الزعيم دائما ما يكون تاريخى والعالم أجمع ينتظره لأن البشرية جميعها ستتعلم من حكمة الرئيس
يوم ميلاد الرئيس هو يوم ميلاد الوطن
أموات الرئيس هم شهداء الخصوص لأن الجنة كانت تنتظرهم
إذا ضربك الرئيس بالقدم فهو يدفعك للأمام(شلوت سيادتك دفعة للأمام)
بصر الرئيس ثاقب وحكمته بالغة فهو يدرك أن أعداء الوطن الحقيقيون من داخله.
أذن الرئيس تسمع الولاء فى كافة أرجاء الوطن
ابتسامة الرئيس هى شروق الشمس وهى نور الرضا الذى الذى تزول معه كل مشاكل الحياة
الرئيس ملهم يعرف الأقدار والأسرار
الشعب ينتقى منك الحكمة
أنت الزعيم
أنت الأمين
أنت العظيم
أنت الحكيم
وأنت بكل أمر عليم
أنت الأب والشعب هو الجنين
الشعب جاهل وأنت العليم
أنت الوطن والنهر والميادين
أنفاسك عطر ورياحين
أنت مغنى الأغنياء وكافى المساكين
أنت حلم النساء وقدوة العالمين
....................................
سيدى الرئيس لكى تنجح كن بهذه المواصفات
لا تصدق من يقنعك بأنك الأفضل
كن قوى النفس لأنك تحكم بإرادة الشعب
تخلص من أعباء من تعرفهم بممتلكاتهم ووظائفهم واجعل من يعرفك وتعرفه شخصيا مساويا تماما لمثل من لا يعرفك
كن مرسل ومستقبل
إذا أخطأت أسرع واعتذر
إذا أصبت أذكر من عاونك على النجاح
لا تتدخل فى رغيف الخبز والزراعة وإذا بلغك وجود مشكلة فقم بعزل كافة المسئولين عن هذه القطاعات
إبحث عن الأحلام الكبيرة جدا
لا ترضى بالواقع مهما كان
نحن فى حاجة ماسة فى هذه المرحلة لحاكم له كاريزما تجمعنا حوله بشرط أن تكون له شخصية القائد الذى يحرص على تنفيذ برنامج إنقاذ الوطن وتقدمه لأن هذه الفترة الإنتقالية تتطلب شخص يعرف كيف يجمع الناس على هدف قومى يحرص على تنفيذه مهما كان الثمن الذى سيدفعه الشعب لأن كثرة الحديث فى هذه المرحلة عن الديموقراطية والنظام البرلمانى سيطيل الأمور كثيرا.
خالد ابراهيم...مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim,blogspot.com

الأحد، 17 يوليو 2011

الديكتاتورية هبة من شعب ضعيف لحاكم أضعف

الديكتاتورية هي صفة المركزية والأحادية التي تمنح لشخص ما قادر على إدارة قطيع بلا شخصية أخذ منهم موافقة نفسية وقلبية على أن يقوم بإدارتهم كيفما شاء واستغلالهم وفق ما يرى دون مشورة مع أحد،فهو لا يرى سوى نفسه،ولا يسمع سوى صوته.
الديكتاتورية هي شكل من أشكال الحكم الذي تكون فيه السلطة مطلقة في يد فرد واحد.
كلمة دكتاتورية مأخوذة من الفعل
(Dictate)
فى اللغة الإنجليزية والمصدر هو فى كلمة إملاء

Dictation
الديكتاتورية: ليست ديمقراطية.لا تستند إلى الدستور.حكم يستند إلى القوة والقمع والاستبداد.
الفرق بين الديكتاتورية والديمقراطية هو أنه فى الديكتاتورية ليس هناك أسس قانونية وعدالة من حيث احترام القوانين أو استخدام القوة والقمع, أي أن الديكتاتورية هي نقيض للديمقراطية.
كل نظام لا يستند إلى الديمقراطية هو بالأكيد نظام ديكتاتوري مسيطر ومتحكم، الدكتاتور هو حاكم مسلط (مطلق أو أوتوقراطي) الذي يتولى السلطة الوحيدة والمطلقة دون تعيين وريث كما الملوك المطلقين.
المثقفون هم أعداء الديكتاتورية لأن الديكتاتور يعمل على تجهيل وتسطيح الناس بحيث يصبح هو ولى النعمة وهو المثل الأعلى والمثقفين هم من يعرف سره ويفضح أمره وسأقدم لكم قصيدة رائعة لمحمود درويش يفضح فيها الديكتاتوريات ويفضحنا وادعوكم لتناول كوب قهوة من يد من تحبون وأن تأخذوا نفسا عميقا وهو "شعر" مغاير تماما للتجربة الدرويشية


القصائد التي يمكنكم البحث عنها هي ’خطاب الجلوس‘ , ’خطاب الضجر‘, ’خطاب السلام‘, ’خطاب الأمير‘, ’خطاب النساء‘, و ’خطاب الخطاب‘ وهنا سأقدم لكم خطاب الجلوس وياليتنا جميعا نقرأ ونتعلم ليتغير واقعنا
الدكتاتور حولنا.. بيننا.. فينا!
"هل تعرف ماذا يشغلني في هذه الأيام؟ إنه الدكتاتور, نقيض ملاكك.. الديكتاتور.
إني مشغول بالدكتاتور إلى درجة عينت معها نفسي كاتبا لخطب الدكتاتور!.
ما أصعب هذه المهمة, وما أشد ما تثيره من متعة حين نعي أنها لعبة أدبية, سأواصل كتابة خطب الدكتاتور, أليس هذا مسليا؟"
"الدكتاتور فينا حد التماهي, شخصا وفكرة, الدكتاتور في نسيج حياتنا, بأسلوب آسيوي كما يقول الاستشراق, سواء كان الدكتاتور ’معبود الجماهير‘ أم ’عدو الجماهير‘ ولكنه مازال مغلفا بالتجريد, لا أحد يعرفه, لا أحد يراه, مخبأ بأغلفة سميكة من الكوادر والمصالح والأقنعة لأنه مشغول بتأمين مستقبل مزدهر للأمة تارة, لأنه مشغول بتفكيك الأمة وإعادتها الى مصادر تكونها الأولى تارة أخرى, ولأنه دائما متأرجح بين المصطلحات الأيديولوجية المرنة وتوزعنا التلقائي والقسري على خنادق أوهامنا.
الدكتاتور حولنا.. بيننا.. فينا"
"حين باشرت كتابة خطاب الدكتاتور الأول ’خطاب الجلوس‘ كنت أنوي كتابته نثرا, ولكن امتلائي بالسخرية جرني إلى الإيقاع, ورغبتي في الضحك جرتني إلى القافية. لماذا تثير القافية الضحك إلى هذا الحد؟ ألأنها تسلط الحواس على النتوء, ولأن الدكتاتور نتوء في الطبيعة؟ لا أعرف تماما".
"من هو دكتاتوري"؟
إنه مجمل خصائص الحكم العربي الفردي الاستبدادي المجافي للطبيعة والمتجسد في حكام يتداخلون في بعضهم تداخل الصفات العامة المشتركة في فرد, دون أن أحدد ملامحه الشخصية المميزة, لأن ذلك يعرضني إلى خطر استثناء آخرين, وقد يعرضني أيضا إلى مخاطر الهجاء".
"لنضحك قليلا مع الديكتاتور وعلى الدكتاتور, ومهما كان الاختلاف الأيدلوجي بين أنواع الدكتاتورية صحيحا, فإن الدكتاتور -في علاقته بالناس وفي عزلته- هو الدكتاتور, والدكتاتور يثير الرعب والسخرية معا, وساعات ما بعد الظهر وهي وقت السخرية سأودعك الآن لأكتب إحدى خطب الدكتاتور, فقد أطلقت عليه قافيتي, كما أطلق هو عليّ نباح كلابه وكتّابه"


                                                من رسالة محمود درويش الى سميح القاسم


                                                                 بتاريخ 9/9/86


------------القصيدة----------------
خطاب الجلوس
سأختار شعبي
سأختار أفراد شعبي
سأختاركم واحدا واحدا من سلالة
أمي ومن مذهبي,
سأختاركم كي تكونوا جديرين بي
إذن أوقفوا الآن تصفيقكم كي تكونوا
جديرين بي وبحبي
سأختار شعبي سياجا لمملكتي ورصيفا لدربي
قفوا أيها الناس, يا أيها المنتقون
كما تنتقى اللؤلؤة
لكل فتى إمرأة
وللزوج طفلان: في البدء يأتي الصبي
وتأتي الصبية من بعد, لا ثالث,
وليعم الغرام على سنتي
فأحبوا النساء, ولا تضربوهن إن مسهن
الحرام
سلام عليكم.. سلام .. سلام


سأختار من يستحق المرور أمام
مدائح فكري
ومن يستحق المرور أمام حدائق قصري
قفوا أيها الناس حولي خاتم
لنصلح سيرة حواء.. نصلح أحفاد آدم
سأختار شعبا محبا وصلبا وعذبا..
سأختار أصلحكم للبقاء
وأنجحكم في الدعاء لطول جلوسي فتيا
لما فات من دول مزقتها الزوابع!
لقد ضقت ذرعا بأمية الناس
يا شعب, يا شعبي الحر فاحرس هوائي
من الفقراء..
وسرب الذباب وغيم الغبار
ونظف دروب المدائن من كل حاف
وعار وجائع
فتبا لهذا الفساد وتبا لبؤس العباد الكسالى
سأختار شعبا من الأذكياء .. الودودين والناجحين
وتبا لوحل الشوارع
سأختاركم وفق دستور قلبي:
فمن كان منكم بلا علة.. فهو حارس كلبي
ومن كان منكم طبيبا.. أعينه
سائسا لحصاني الجديد
ومن كان منكم أديبا.. أعينه حاملا لاتجاه النشيد
ومن كان منكم حكيما.. أعينه مستشارا لصك النقود
ومن كان منكم وسيما .. أعينه حاجبا للفضائح
ومن كان منكم قويا أعينه نائبا للمدائح
ومن كان منكم بلا ذهب أو مواهب فلينصرف
ومن كان منكم بلا ضجر ولآلئ
فلينصرف
فلا وقت عندي للكدح والقمح
ولأعترف
أمامك يا أيها الشعب.. يا شعبي
المنتقى بيدي
بأني أنا الحاكم العادل
كرهت جميع الطغاة ..
لأن الطغاة يسوسون شعبا من الجهلة
ومن أجل أن ينهض العدل فوق الذكاء المعاصر
لا بد من برلمان جديد ومن أسئلة
من الشعب يا شعب.. هل كل كائن يسمى مواطن ؟
ترى هل يليق بمن هو مثلي قيادة لص وأعمى وجاهل؟
وهل تقبلون لسيدكم أن يساوي ما بينكم
أيها النبلاء
وبين الرعاع .. اليتامى .. الأرامل؟
وهل يتساوى هنا الفيلسوف مع المتسول؟
هل يذهبان الى الاقتراع معا
كي يقود العوام سياسة هذا الوطن؟
وهل أغلبيتكم أيها الشعب , هم عدد لا لزوم له
إن أردتم نظاما جديدا لمنع الفتن؟
إذن
سأختار أفراد شعبي, سأختاركم واحدا واحدا
كي تكونوا جديرين بي.. وأكون جديرا بكم..
سأمنحكم حق أن تخدموني
وأن ترفعوا صوري فوق جدرانكم
وأن تشكروني لأني رضيت بكم أمة لي ..
سامنحكم حق أن تتملّوا ملامح وجهي في كل عام جديد
سأمنحكم كل حق تريدون, حق البكاء على
موت قط شريد
وحق الكلام عن السيرة النبوية
في كل عيد
وحق الذهاب الى البحر في كل يوم تريدون
لكم أن تناموا كما تشتهون
على أي جنب تريدون.. ناموا
لكم حق أن تحلموا برضاي وعطفي.. فلا تفزعوا من أحد
سأمنحكم حقكم في الهواء.. وحقكم في الضياء
وحقكم في الغناء
سأبني لكم جنة فوق أرضي
كلوا ما تشاؤون من طيباتي
ولا تسمعوا ما يقول ملوك الطوائف عني
وإني أحذركم من عذاب الحسد!
ولا تدخلوا في السياسة إلا إذا صدر الأمر عني
لأن السياسة سجني
هنا الحكم شورى, هنا الحكم شورى
أنا حاكم منتَخب
وأنتم جماهير منتخِبة
ومن واجب الشعب أن يلحس العتبة
وأن يتحرى الحقيقة ممن دعاه إليه
اصطفاه, حماه من الأغلبية
والأغلبية متعبة, متعبة
ومن واجب الشعب أن يتبرأ من كل فرد نهب
وغازل زوجة صاحبه أو زنى أو غضب
ومن واجب الشعب أن يرفع الأمر
للحاكم المنتخب
ومن واجبي أن أوافق, من واجبي
ان أعارض
فالأمر أمري والعدل عدلي, والحق ملك يدي,
فإما إقالته من رضاي
وإما إحالته للسراي
فحق الغضب
وحق الرضى, لي أنا الحاكم المنتخب!
وحق الهوى والطرب
لكم كلكم فأنتم جماهير منتخِبة!
أنا الحاكم الحر والعادل
وأنتم جماهيري الحرة العادلة
سننشئ منذ انتخابي دولتنا الفاضلة
ولا سجن بعد انتخابي, ولا شعرب عن تعب القافلة
سألغي نظام العقوبات من دولتي
من أراد التأفف خارج شعبي فليتأفف
سنأذن للغاضبين بأن يستقيلوا من الشعب
فالشعب حر
ومن ليس مني ومن دولتي فهو حر
سأختار أفراد شعبي
سأختاركم واحدا واحدا مرة كل خمس
سنين
وأنتم تزكونني مرة كل عشرين
عاما إذا لزم الأمر
أو مرة للأبد
وإن لم تريدوا بقائي, لا سمح الله,
إن شئتمُ أن يزول البلد
أعدت إلى الشعب ما هب ودب من سابق الشعب
كي أملك الأكثرية, والأكثرية فوضى
أترضى, أخي الشعب!
ترضى بهذا المصير الحقير, اترضى؟
معاذك!
قد اخترت شعبي واختارني الآن شعبي..
فسيروا إلى خدمتي آمنين
أذنت لكم أن تخرّوا على قدمي ساجدين
فطوبى لكم, ثم طوبى لنا .. أجمعين
---------------
خالد ابراهيم...مدونة سور الأزبكية


http://khaled-ibrahim.blogspot.com


الاثنين، 11 يوليو 2011

طفولة المرأة

     تعشق المرأة أن تظل طفلة طوال حياتها ولا تنسى ذاكرتها أبدا ما حصلت عليه من تدليل من والديها أو المقربين والمحيطين بها وهى صغيرة،لذلك تكره المرأة كلما إزداد عمرها أن تفصح عن عمرها الحقيقي لأنها تختصر أنوثتها فى فترة زمنية محددة.
عمر المرأة يشعرها بالحرج لأن طبيعتها التغير المستمر خاصة بعد الزواج والإنجاب فهي تشعر أن الزمن يسرق جمالها لذا هي تتشبث بالماضي إلى أقصى درجة وتعتبر مستحضرات التجميل هي الشريك الدائم وهى أدواتها الفنية للتعبير عن وجهها على إعتبار أنه اللوحة الفنية والإلكترونية المعبرة عن أنوثتها وعمرها.
     على الجانب الأخر يتفاخر الرجل بعمره على اعتبار أنه دليل على حصوله على قدر كبير من التجارب والحكمة وهو فرصة لفرض وصايته على الصغار فيمارس الرجل دور الحاكم الحكيم.
بمرور الزمن تتحول المرأة بعد فترة الشباب إلى نهر عاطفي لأبنائها ولأنها لا تنسى صفاتها الطفولية فهي ترى فى أبنائها الشباب المفتقر فى أبيهم لأنهم يملئون حولها المكان حركة وضجيجا وهذا الصخب هو أحد أهم صفات الطفولة.
المرأة يقتلها العجز لأن روحها طفولية وأحلامها ذاتية.
الرجل تسرقه أحلامه الجماعية وتغتاله الصراعات الذاتية من المحيطين به حيث يرغب كل واحد منهم فى تحقيق ذاته على حساب الرجل الأب المسئول.
     المرأة تريد أن تأخذ من الرجل كل شيئ حتى عمره مقابل أنوثتها والرجل يقبل هذا العرض الإحتكاري.
     تعجب الرجل طفولة المرأة ما لم يختلفا.
     الزمن هو عدو المرأة الأول.
     يرى الرجل جمال المرأة من زوايا متعددة وفى كل عمر المرأة جميلة ولكنها تشوه لوحتها(بعضهن) بالشخبطة فى مواعيد وتوقيتات خارج المعرض الشبابي الذى يغرى المراهقين فقط لأن الجمال هو إحساس بالتنوع لا بالمقاسات والألوان والقبح ليس فى التجاعيد بل فى الأرواح التي تسكن هذا الجسد الفاتن الذى يسلب عقل الرجل كلما تناسقت زواياه مع روحه ومدخولاته مع مخرجاته
     ضعف المرأة هو سر جمالها سواء فى الطفولة أو فى الشباب أو فيما بعد ذلك من مراحل العمر وكلها جميلة ولكن علينا أن ندرك كيف نجعل أرواحنا متناسقة مع اعمارنا عندها نحتفظ بشباب دائم وأنوثة طاغية ورجولة فذة وفحولة فى المتعة.
المرأة طفلة جميلة لكنها مزعجة للرجل الذى لا يعرف فن إحتواء طفلته.
     لست أجد أجمل ولا أروع من المرأة لأنتقده لأنني أرى جمالها مثل كل رجل أكثر مما ترى هي نفسها ولكنني أدعو كل رجل أن يقبلها كما هي وأن يراها فى داخله كما يحب هو ويقبلها فى خارجه كما تحب هي وفى كلا الأحوال ليس هناك من هو أجمل منها.
     هذا رأيي فى المرأة وأنا فى شبابي ولست أدرى ماذا يخبئ النظام لي فى المستقبل.
خالد ابراهيم أبو العيمة...مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

الأحد، 10 يوليو 2011

مجتمعات تكره نفسها

من دون تجمل وبصراحة شديدة واعترافات مؤلمة نتيجة تشخيص وتحليل للأحداث والعلاقات الإنسانية داخل الدول العربية،جميعها،صدمتنى الحقيقة أنها شعوب تكره بعضها،داخل الدولة الواحدة وليس خارجها.
تضخيم الذات،التحاسد،البغضاء،التمييز الطبقى،السخرية من الأخر،العنصرية،العنجهية،الإنتهازية،النفاق الطبعى والإحترافى والمنهجى..كلها أمراض موجودة بكثرة داخل مجتمعاتنا على اختلاف أسمائها وطبيعتها.
هذه الأمراض التى لم تترك مجتمعا عربيا واحدا نستطيع أن ندعى أنه مجتمع النقاء،بل أن الأخلاق أصبحت سلوكاً فرديا لا مجتمعيا.
أعاد لى الثقة أننا قد نتغير نتيجة الأحداث الثورية العظيمة التى يمر بها عالمنا العربى وهى فى حقيقة الأمر ترتيب إلهى بقدوم رياح تغيير عاصفة لمواريث ظلت راكدة فى عقولنا وثقافتنا لفترات زمنية طويلة عبد فيها الإنسان نفسه والسلطة والمال وهى مقدمات لأحداث عظيمة سيتغير فيها واقع الأرض ولا ندرى أشر أريد بمن فى الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا.
وجدت الثوار بميدان التحرير بمصر أثناء الثورة تربطهم علاقات المودة واقتسام الأطعمة والمشروبات والخوف على بعضهم البعض ووجدت فى الجبهة الداخلية اللجان الشعبية فيها الناس جميعا يتعارفون على بعضهم البعض ويحرسون بعضهم ويتعاونون فيما بينهم فلا كبير ولا صغير،هنا أدركت أننا قد نتغير طالما أن التجربة أثبتت ذلك،هنا أعيدت لى ثقتى الضائعة والتائهة فى أن الشعب المصرى شعب يستطيع أن يستعيد نفسه.
أيضا كافة المجتمعات العربية اختلفت،فشخصية المواطن اليمنى بعد الثورة اختلفت عن قبل الثورة وكذلك شخصية المواطن الليبى وشخصية المواطن السورى والجزائرى والخليجى غيرها من المجتمعات التى تراود نفسها ثورياً،وأضف على ذلك المجتمعات العالمية التى تراقب الأحداث وتعيد ترتيب أجندتها.
بل أن الشعوب العربية كافة بدأت تراجع ملفها الإنسانى والإجتماعى وهذه بشرى لتغيير جذرى لكنه سيأخذ وقتاً(ربما) وربما لن يعطينا الله الفرصة إذا لم نتعجل التغيير.
قبل الثورات العربية كنا نعبد ألهة من دون الله على كافة المستويات {الحكام والأموال وأصحاب القداسة}وغيرها ..والأن نراجع أنفسنا ونتخلى عن ألهتنا من دون الله.
القادم أصعب،القادم مخيف....ولن ننتصر سوى بالحب فيما بيننا.
ما ندفعه الأن هو ثمن الصمت الطويل وثمن كراهيتنا لبعضنا البعض وعبادتنا لأوثان نحن من صنعناها وربما من يدفعون الثمن هم المؤمنون حقا وهم أخر ما تبقى من سلالة البشر،ولنتذكر أن صورتنا الواقعية كانت غياب المنطق.
-لا ندرى أشر أريد بمن فى الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا
خالد ابراهيم...مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

الاثنين، 4 يوليو 2011

سيناريو تخريب الجبهة الداخلية وصناعة شرق أوسط جديد


يخطئ من يظن أن انسحاب الأمن والإفراج عن أصحاب العقلية الإجرامية بالسجون من مساجين وبلطجية/شبيحة هو عمل محدود له أبعاد داخلية فقط وليست له أبعاد دولية كانت تحاول إستغلال الموقف لصالحها أى لصالح دول معينة يهمها تفكك الجبهة الداخلية ليكون السيناريو على النحو التالى:-
السيناريو الأول :الإنهيار الأمنى البديل له هو الحرب الأهلية ومن ثم يعنى ذلك أن يتم تقسيم البلاد على أساس عرقى فتجد مثلا فى مصر محافظات تحصل على حكم ذاتى وتصبح مثل العراق المنشغل فى صراعه الداخلى على تقسيم الثروات والسلطات على أساس عرقى أو مذهبى.
"فى حالة مصر" لو نجحت عملية تقسيمها فى هذه الحالة مثلاً تحصل الأسكندرية على حكم ذاتى والصعيد يتم تقسيمه على أساس دينى بحكم ذاتى أيضاً وقس على ذلك غيرها من المحافظات التى ستحصل على حكم ذاتى.
تفاجأ الغرب بوجود ما لا يمكن توقعه وهو اللجان الشعبية التى أمسكت بزمام الجبهة الداخلية فكان الكل(الشعب) مشاركا فى الثورة دون أن يدرى أن حماية الأحياء السكنية والشوارع والبيوت هى حماية للجبهة الداخلية فكان كل من شارك فى اللجان الشعبية مشاركا فى الثورة حتى ولو لم يكن يريدها أصلاً.
نجحت اللجان الشعبية فى حماية الجبهة الداخلية فكان لابد من ترتيب سيناريو أخر لتخريب البلاد واشاعة الفوضى فيها.
السيناريو الثانى: تم الإعتداء على بعض دور العبادة من المساجد والكنائس وعمليات اختطاف واختفاء لسيدات وفتيات بحجة تحولهن إلى ديانة أخرى وذلك لنشر روح الفتنة بين قطبى الشعب المصرى لكن وعى الشعب قضى على هذه الفتنة وهذا السيناريو.
السيناريو الثالث: تبقى سيناريو أخير لو تم التغلب عليه هنا نقول نجحت الثورة وهذا السيناريو يتلخص فى خنق البلاد إقتصاديا حتى تقوم ثورة حرافيش(جوعى) تقضى على كل ما يواجهها وتتمنى عودة العهد السابق حيث كان الحال أفضل معيشياً.
لكنهم لا يدركون أن هذا الشعب على إستعداد مهما تم خنقه أن يعلن الصوم فيأكل فى اليوم مرة واحدة فى مقابل أن لا يضيع الوطن لكن الأمر ليس فى حاجة لذلك لأن مصادر الدخل القومى المصرى متعددة ومتنوعة إذا أحسن استغلالها.
هنا يتبادر إلى الذهن طالما أن البلاد تدار بمجلس عسكرى ومجلس وزراء مؤقت لماذا تتأثر المؤسسات الإقتصادية من مصانع واستيراد وتصدير بتعديلات دستورية أو غيره من حركات التعبير فى الشارع،ما هو السبب فى ربط عمل مؤسسات الدولة بالدستور إلا إذا كان هناك نوايا مبيتة لأعمال التخريب.
الطبيعى والمفترض أن تسير حياة الناس بشكل طبيعى غير متأثرة بحركة الشارع والحديث عن دستور جديد من عدمه
هنا نرى أن مخطط الثورات من الداخل كان تحرير الشعوب من مذلة الديكتاتوريات الظالمة التى تتوارث الظلم الإجتماعى على شعوبها وكان مخطط الثورات الخارجى هو شرق أوسط جديد يقوم على تقسيم الدول من داخلها إلى دويلات تحت حكم ذاتى.
تقسيم مصر لو كان حدث لتم تقسيم كافة الدول العربية ولتم سيناريو إسرائيل من النيل للفرات كما هو مخطط ولكن الله سلم،وتقسيم مصر كان سيطيح بكل الفلسطنيين من فلسطين ويتم ترحيل من يتبقى منهم بعد قتل أكثرهم إلى مصر عن طريق سيناء.
إسرائيل- أمريكا- أوربا جميعم لا يرغبون فى وجود دولة كبيرة فى الشرق الأوسط خاصة مصرلأن 90 مليون مصرى من الطبيعى أن يوقفوا طموحات الدولة اليهودية فى التوسع.
الأقزام دائما يتطاولون على الكبار لكنهم لن يكونوا كبارا على حساب شعب الله يحبه وانظروا إلى خريطة مصر حيث تقع فى قلب العالم ويحدها بحر أحمر،وبحر متوسط،ويخترقها نيل عذب،و5 بحيرات،و4 واحات،وشبه جزيرة،وشعب واحد وإرث حضارى كل هذا لم يوهب لدولة أخرى فى العالم أجمع.
مصر ينقصها قيادة حكيمة مخلصة لشعب ليس لديه مطامع استعمارية ويحب التعايش الأمن ويحب كل الشعوب المتمدنة المتحضرة ويكره الظلم بكل صوره.
مصر كانت وستظل مستهدفه لكنها ستقوم هذه المرة رغم أنف العملاء والخونة والطغاة والراغبون فى تقسيمها ونهب ثرواتها فجميعهم لايدركون أن معدن هذا الشعب الذى كلما ضغطت عليه إزداد صمودا.
تشكيل شرق أوسط جديد تكون الدول فيه دويلات بلا قدرات هو حلم المستعمر ولن يتوقف الحلم إذا لم نكن أقوياء.
هل نتوقف فنلم الشمل؟؟؟؟
خالد ابراهيم...مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

الأحد، 3 يوليو 2011

الملف الأمنى بين الخطورة والمصلحة الوطنية

هذا التوقيت هو توقيت إعادة الثقة لجهاز الأمن بعد عملية الخيانة التى حدثت أثناء الثورة لإشاعة الفوضى فى الجبهة الداخلية لجسم الدولة وقد آن الأوان أن يعبر رجل الشرطة عن معدنه الحقيقى بالعودة لعمله بالقوة والحماس والعدل المنتظر حتى يتناسى لهم الشعب مآسى الماضى.
الشعب على استعداد لطى هذه الصفحة إذا صدقت النوايا ومن هنا أدعو جهاز الشرطة لإنتهاز اللحظة التاريخية للتعبير عن وطنيته.
انهيار الجبهة الداخلية أثناء الثورة أنقذته العناية الإلهية بتشكيلات اللجان الشعبية ولكن علينا أن ندرك أن هذه اللجان قامت بحماية المنشأت ولكن من المؤكد أن هناك عمليات قذرة قد تمت لغياب الأمن الإحترافى المجهز ومن هذه العمليات المخدرات بكافة أشكالها وهى فرصية ذهبية لمعدومى الضمائر فى تكريس أكبر الكميات وتوزيعها فى هذا التوقيت قبل أن يعود للدولة قوتها الداخلية ومن الطبيعى أن الكارثة الأكبر هو إعتياد المدمنين على كميات كبيرة من المخدر ستتطلب جهودا أمنية أكبر بكثير مما يبذل،ثم أنه إذا لم تسرع المؤسسة الأمنية بسرعة تلافى أخطائها والقبض على الأشخاص الخطرين وهم معروفون لديها فسوف تتفاقم الأمور للأسوأ وسوف تفقد هذه المؤسسة الثقة المطلقة من الشعب وهذا بالطبع مرفوض لأننا فى حاجة لرجل شرطة مؤتمن ومحترف وفعال لذلك أدعوهم لسرعة التدخل الفورى.
أطالب كعادتى بتفعيل دور علماء النفس والإجتماع فى علاج الصبية والشباب فى المرحلة الإبتدائية والإعدادية والثانوية والجامعة من خطورة الأسلحة التى لديهم وهى عبارة عن آلات حادة،سكاكين،سنج،مطاوى، أسحلة نارية... وغيرها والتى استخدمها هؤلاء أثناء الثورة لحماية الجبهة الداخلية حتى لا تكون مصدر إغراء لأعمال البلطجة أو شغب مما يتطلب السرعة فى التعامل مع هذا الملف الخطير حتى يمكن قبول العمل بروح وقوة القانون .
أقول للمسئولين عن الأمن كرامتك يحفظها عملك بجد وأمانة وكرامتك يهينها سلبيتك وانتظارك للفرصة للإنقضاض على إخوانك فى الوطن.
رجل الأمن هو أخ وأب وابن وصديق لا نقبل بإهانته لكنه هو من يقبل بالهوان إذا لم يقوم بدوره المنوط به وكيف يقبل أن يحصل على راتب يعيش به على أرض هذا الوطن ولا يقوم بعمله وينسى أن الذى يدفع له الراتب هو الشعب من الضرائب وغيرها.
الشعب لا ينسى أن دخول كليات الشرطة كان يتم بأعلى أنظمة الفساد مثل التوريث ومثل دفع الأموال،فقد كان يتم دفع ما لايقل عن مائة ألف جنية لدخول كلية الشرطة وعلينا أن نفكر لماذا يتم دفع هذه المبالغ؟؟؟ هل من أجل الضغط على رقاب الناس؟؟؟
لن يحمى مشروعاتنا القومية ولا أهدافنا الوطنية إلا وجود حارس أمين للوطن ولا أمل لنا فى جامعة علمية أو غيرها ما لم تتغير الثقافة الأمنية لصالح الوطن وليس الأنظمة.
نحن نريد تفعيل القانون على يد ((محترفون)) ((مؤتمنون)) وليس على يد عتاة فى القسوة والهروب من المسئولية وقت الشدة.
سننسى ما مضى بشرط أن تعود المؤسسة الوطنية سريعا بلا أجندة مأسوية وبلا تفريق بين أبناء الشعب الواحد وعلى الجميع أن يعلم أن الشعوب فاض بها الكيل فلم تعد تخشى الموت أو التعذيب لأنها ذاقت طعم الحرية وعرفت طريق الكرامة ونبذت نفسيا الفوارق الإجتماعية التى فرقت بين أبناء الوطن الواحد.
عد سريعا أو اعلم أننى لا أسامحك على راتبك التى تتقاضاه منى واعلم أن احترامى لشخصك نابع من احترامى للمهمة التى تقوم بها وهى عظيمة لو أدركت أبعادها وشروط نجاحها الحقيقية وأننى عندما كنت أناديك ياباشا (وأنت ظالم) سابقا لم تكن حقيقية ولم تكن تعبيرا عن احترامى بل كانت تعبير عن نفاق إجتماعى فرضه سلطان ظلمك على تواضع سلطانى لكنها لن تعود إلى سابق عهدها حيث لم تكن ترى سوى نفسك فاستحللت ما شئت من اموال الناس وأعراضهم وحرياتهم.لكننى أعود لأذكرك بأننى أرغب بأن أكون عاشقا لمهمتك مطيعا لسلطان القانون الذى يساوى بينى وبينك فى الحقوق إذا أخطأ أحدنا.عد سريعا لأننى أريد أن أنسى أننى كنت محتلاً من سلطان وظيفتك ووأدعوك كى تعبر عن سمو مهمتك وسأكون مطيعا للقانون على يديك مقدرا بكل الحب والتعاون مهام عملك.
الثورة كانت فرصة للأجهزة الأمنية ليعود لها رشدها وانسانيتها وهذا أجمل وأرقى بكثير من العيش كشبح مخيف فى شكل إنسان بلا قلب.
تحية واحترام لرجل الشرطة الذى نتمناه أكثر مما يتمنى هو لنفسه ونحبه أكثر مما يحب نفسه ونخاف عليه مثل خوفنا على أنفسنا ونرغب فى وده وصداقته بشرط أن يكون رجل شرطة حقيقى.
خالد ابراهيم...مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com/
  Thanks & Best Regards

الجمعة، 1 يوليو 2011

خواطر حول الحقيقة


الكون بما فيه من رموز كثير منها غائب قليل منها معلوم،قليل منها واضح،كثير منها خفى،كل هذا يدعوك للتفكر وللتأمل والبحث عن الحقيقة.
كيف لا تراودك فكرة البحث عن حقيقة وجودك وحقيقة أهدافك؟
كيف تختار أن تكون تكرارا لتكرار وكيف ترضى بدونية الفكر وبتوارث العادة ولو كانت خطأ؟
فكر واعلم أنه لا يهم ماذا أحب أنا لك ولكن الأهم هو اختيارك أنت،لأن إختيارك مسئوليتك،وكذلك إختيارى مسئوليتى
قيل أن (عبادة أهل الغفلةعادة،وعادة أهل اليقظة عبادة)
من هنا نفكر لنفهم أكثر ونستنبط الدلائل لندرك الخفى ونتعلم من الصغير لنصل إلى الكبير ويجب أن تحترم عقلك وتحفظ عمرك فالوقت لن يسعفك إذا أدمنت العادة وأحببت سكر الغفلة وأصبحت نسخة غير أصلية من إنسان عقله مزيف.
فى محيطنا الإجتماعى أحلام كل إنسان أن يختار أبيه وأمه وأن يكونا على أفضل ما يكون من مواصفات القوة والجمال والقدرة والصفاء والغنى،لكن؟ لا أحد يختار والديه ولكن مسئولية الإختيار تقع على الوالدين(الزوجين)قبل الزواج فى إختيارهما لبعضهما من حيث اللياقة الثقافية والإجتماعية والفكرية وغيرها لكن الثابت أنه لا أحد يختار والديه.
ولكن هنا القضية أكبر وأعمق ولنأخذها بمنطق الفكر وليس الإنحياز لما نتوارثه من ثقافات سواء دينية أو فلسفية أو إجتماعية متوارثة تبعا لما وجدنا عليه أبائنا لذلك لنفكر سويا بعقل منفتح بعيدا عن أيدولوجيتنا وليكن تفكيرنا بصوت عال وليس صوت عال من دون تفكير
قدر وقارك لله هو قدر إيمانك،فأنت عندما تتخيل إلهك عظيم وقوى ومهيمن وغنى وبه كل صفات الكمال التى لا تنقص ولا تضعف هنا أنت تختار بالرشد ما يليق بك من أن تكون عبدا له وأن تعود إليه وتشكو له وتطلب منه وتخافه فيكون هو القوة والقانون التى تهيمن على تصرفاتك.
 "الله" ما يليق بالإله أن يكون إلها واحدا لا شريك له حتى تكون كل المخلوقات تحت إمرته يأمر فيطاع ويقدر حيث شاء ويعدل فى عطائه ولا يستطيع أحد أن يراجعه ولا يستطيع مخلوق أن يخلق أو يصنع أفضل منه وأن تظهر قدراته فى صور متعددة وأن لايكون مثل مخلوقاته وأن يكون قادرا دائما على التغيير والتبديل طبقا لما يراه وأن يفرض العبادة كما يشاء على عبيده لكنه لا يميز بينهم فى طريقة العبادة فالكل لابد وأن يؤدى بطريقة واحدة لأن الإله واحد والإختيار واحد.
هنا من يعبد الأصنام والشمس والقمر والبقر والبشر هو فى الأصل لم يحترم طموحه وأفكار الرشد لديه مغلقة لأنه لجأ إلى ضعيف..فكيف أرضى أن يكون ضعيفا مثلى لا يقدر على عونى دائما وهو مجرد رمز إخترته أنا كإنسان وهو لم يستطيع أن يقنعنى أنه الرمز الأكبر والأعظم.
كيف أعبد مخلوقا مثلى فى الغريزة أو مثلى فى الضعف يحتاج لمن يعينه أحيانا" وكيف يتعطل عقلى فى عبادة مخلوق أظن أنه "وكيلا" عن الله أو إبنا له أو أن أعتقد أنه هو فكيف توقر مندوبا أنت تصنعه وليس هو وهذا يعنى أنك تستسلم تماما للدوافع الروحية دونما تفكير يليق بالإله ويليق بالإنسان نفسه ولماذا أستسلم لظهور ما يسمى رؤية من نظن أنهم أصحاب كرامة وقداسة وهم بشر مخلوقون مثلنا.
الإله الحقيقى يمنح عباده إرادة الإختيار الإيمانى دون إجبار والعقوبة على سوء الفهم والتقدير لأنك تنازلت عن حكمتك فى الإختيار لتعيش مع الأوهام وأسأت الأدب مع عظمة الإله التى تليق به كما يراها هو وليس كما تتمناها أنت لأن الإله إختار لك ما يليق به وبك.
كيف نجعل الذات الإلهية فى صورة مرئية تتألم وتفرح وتصلب وتموت أو تختفى أو أى صورة أين هنا وقارك لله الذى يليق به
منطقية سيدنا إبراهيم النبى كانت رائعة فى متابعته لحركة النجم والشمس والقمر حيث أدرك فكريا أن هذا الثبات والتغير فى حركة النجوم لابد له من قوة مهيمنة تحرك كل هذا لخدمة الأرض ليحدث فيها الإعمار ورأى أن العظمة تكون لمن يملك القدرة على التوجيه والثبات والتغيير دون إحداث فوضى والعظمة تكون لمن إختار مخلوقاته تعبر عن عظمة خلقه فكيف بمن ليس له القدرة على إستيعاب كل المخلوقات أن يستطيع أن يرى من خلق كل هذا.
التفكير المنطقى دون تعصب يصل بك إلى الحق دون أن تحمل مثقال ذرة من غل لمن يعينك على التفكير ودونما نظر إلى هويته ودينه لأن الحق يأخذنا جميعا إلى مراحل الفكر المستنير.
إختر إلهك حيث شئت لكن الرشد أن تختار من توقره إستحقاقا له وخوفا منه وطمعا لما لديه من عطايا لا تعد ولا تحصى ولا تستنفذ.
والمنطق يدعوك لتفكر وتعبر بمنطقك ولسانك أن تقول عن قناعة:إلهى واحد..لا إله غيره ولا مندوب له..ولا شبيه له..ولا رجاء فى غيره..لم يأمرنى بظلم..لم يخلقنى دون إرادة..أعطانى عقلا لأعرفه..ولم يعذبنى دون ذنب..ولم يكافأنى فسادا..خلق فأحسن..حكم فعدل..له الأمر والملك والقدرة من قبل ومن بعد..قدره فوق كل ثناء ووصف ...هو كما أثنى على نفسه.
ترى هل ما وجدنا عليه أبائنا أصبح مسئوليتنا أم هى رغبتنا فى الحياة دون عقل رشيد لنصنع الأساطير حول شخوص مخلوقة مثلنا.
الإله هو من يختارك ثم يترك لك الخيار لتختاره وهو أعظم من أى اختيارات مهما بلغت من السمو لأنه هو الذى يختار (هو كما أثنى على نفسه)
اختيار الأنبياء
هنا تستطيع أن تختار والإختيار مسئوليتك عند إختيارك للنبى لأنه إنسان مثلك  لكنه يمتلك ملكات وقدرات فكرية وروحية ليست عندك لكنه ليس إله.
 اتباعك للنبى أو الرسول له أصول يشترط فيها أن يثبت لك النبى صدق كلامه لأنه إنسان مثلك والفارق سيكون فى القدرات التى منحت له من الله وتكون أول دعوى الأنبياء إلى معرفة خالقك بالطريق القويم الذى لا إعوجاج فيه وبالطريقة التى يريدها الله وليست بطريقة أحد أخر والأنبياء جميعا يدعون إلى الأخلاق الكريمة ولا يمكن أن يكون فى دعواهم ظلم إجتماعى أو أخلاق فاسدة أو غرور بل هو رسول يدرك حجم مهمته ولا يستطيع أن يزيد أو ينقص فيها.
من البديهى أن يختار الله رسلا أصحاب سيرة ذاتية وملف إجتماعى نظيف تماما من كل شائبة لأنهم سيدعون إلى مكارم الأخلاق وإلا لن يصدقهم بشر،فكيف لكاذب أن يدعو إلى الصدق وكيف لفاسق أن يدعو إلى الشرف.
إذا إختيارات الأنبياء تكون على أعلى مستوى والذى يختارها هو الله الملك الأعلى.
فى الإسلام مثلا كان اختيار النبى محمد صلى الله عليه وسلم اختيارا مختلفا من حيث المعجزة التى تستمربعد موته وليست كالذين سبقوه من الرسل حيث كانت تنتهى المعجزة بموته النبى المرسل.
كل نبى قد قضى مرحلة عمرية خاصة بمجتمع معين ومساحة معينة ولكن عندما تكون الرسالة خاتمة والنبى خاتم الأنبياء لابد من إستمرار المعجزة ولننتبه أن كل معجزات الأنبياء حدثت فى وقت ما وانتهت بموتهم وعندما يريد الله أن يختم الله هذه السلسلة المباركة من النبيين لابد وأن يأتى بمعجزة تستمر وتكون لدى الناس جميعا بمختلف أديانهم وعلى كل واحد فيهم أن يدرك ما لديه من قيمة وكانت وستظل المعجزة هى القرأن وهى التى ستبرهن على أنه كلام الله ومنهج الله وأن النبى صلى الله عليه وسلم هو الخاتم للأنبياء الكرام جميعا.
القرأن حاليا هو رسول الله لكل البشر هو رسول داخل كل بيت وكل مكتبة تقريبا هو رسول ظاهر يبحث عن كل باحث للحقيقة وهو رسول مدرك لحقيقيته وبيانه لأنه كلام رب العالمين وهو رسول لا يلغى أى رسل لله الواحد من قبله بل هو إكتمال للدين الواحد لأنه من رب واحد
علينا ادراك الحقيقة دون تعصب ودون مواريث ودون أغلال لأن الله حسم منطق الإيمان بمشيئة الإختيار (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)
بحثك عن الحقيقة هو قمة الإحترام لعقلك واختر لنفسك من تشعر أمامه بضعفك لتستمد من قوته ما يعينك على لقائه بعد موتك.
-------------------
خالد ابراهيم...مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com