الأحد، 12 يونيو 2011

حملة الأقلام


القلم مسئولية كبيرة فهو لسان الأفكار وصناعة العقول وهو يرسم الأفكار والفنون على هيئة الحروف أو الرسوم على الورق أو عن طريق الأنامل على شاشات الكومبيوتر ووسائل العرض المختلفة.
غالبا ما يضيق الساسة والنظم الديكتاتورية بحملة الأقلام لأن لهم رؤى متعددة وأحلام متعددة ويضعون الحقائق أمام الناس والسياسي يخشى المثقف لأنه يفهمه جيدا فيلجأ إما إلى تهميشه والنيل منه إقتصاديا ليلهى المثقف فى أعباء الحياة وإما أن يستقطب المثقف ويغدق عليه مقابل الحصول على تأييده والإستفادة فى مواهبه فى رسم الصورة الأجمل.

الأنظمة الديكتاتورية لا تترك فرصة للقضاء على المعارضة إلا وفعلتها حتى مع الأديان فهي تستقطب رجال ذات مواصفات خاصة ليظهروا على المجتمع بفتاوى حلال وحرام فى أحداث غير مألوفة تشغل المجتمع عن مراقبة ما يحدث فيه من فساد ومن ظلم إجتماعي وأمنى.
القلم إذا لم يكن للتنوير وتحفز الطاقات وصناعة الأحلام فهو قلم خائب مضيع للوقت وهو إهانة للعقل البشرى الطموح والكتابة ليست شعور بالذاتية بل هي شعور بالجماعية وهى تصنع الوعي العام والذوق العام وهى مفردات الحكمة وهى دعوة للتأمل تتخلص فيها من واقعك لتدخل فى عوالم أخرى تجبرك على الإحساس بالرغبة فى تغيير واقعك للأفضل وعلى الإحساس بالجمال وجودة الأشياء.
حامل القلم فنان بلا سلطات تنفيذية بل أفكاره هي التي تستحوذ على القارئ على قدر الموهبة والصدق الفني والطموح والخيال والواقعية
المجتمع القارئ هو مجتمع متذوق للفن والحكمة مميز يسهل فيه التخاطب والتوجيه والإستمتاع وتقل فيه الجريمة والعشوائية والأمراض.
المجتمعات المغلقة هي مجتمعات أحادية الرأي ديكتاتورية النظام مخالفة الرأي فيها جريمة أقل ما فيها سفك الدماء بكل سهولة ويسر لا حقوق فيها للفرد أكثر من المأكل والمشرب ولا ثمن فيها لمن يخالف الرأي.
الكثيرون من حملة الأقلام فى المجتمعات العربية مهمشون جدا ولديهم الفرصة الأن مع حركات التحرر من الأنظمة الديكتاتورية أن يظهروا عن معدنهم الحقيقي وأن يكون لهم هيئات تجمعهم وتنشر آرائهم وعليهم إظهار الحقيقة والمخفي عنهم فى فهم الواقع دون روح إنتقامية ودون مآرب شخصية بل على المثقف أن يكون عنوان المرحلة.
كلما قرأت أشعر بالدونية التي تدفعني للأمام وتعظم من حجم أحلامي وكلما فهمت نفسي وواقعي أكثر كلما إزددت ثقة وكلما قرأت أكثر شعرت بطفولتي أكثر.
لمن تقرأ ؟ هذه مسئوليتك نقرأ دون تمييز فى البداية ثم ستجد نفسك مدرك لإختياراتك ثم تصبح لديك القدرة على التعبير فى التلقي والإرسال وكن محايدا حتى تدرك منازل العظمة فى المواهب بين البشر وكن روحا لا جسدا ترى الحياة من أعلى وليس من تحت الحفر وتذكر من عاش يزحف لا يطير ولو تطير ألف عام.
القلم مسئولية على من يمسك به ومن يقرأ له فى كتاب أو لوحة فنية أو شاشة،فهل كل من يمسكون القلم واعون لحجم المسئولية ومتى يدرك الكاتب أن المتلقي ذكى جدأً عندما يجد من ينير له الطريق يتمسك به.
حملة القلم مسئولون عن تغييب الشعوب والشعوب مسئولة عن الإستسلام وما بين هذا وذاك ندعو إلى عودة المنطق ليبحث كل من الطرفين عن الأخر فكلاهما يصنع التغيير للأفضل.
صدق أو لا تصدق ما أكتبه هو لك...
خالد ابراهيم....مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

هناك تعليق واحد:

شهرزاد المصرية يقول...

أ خالد

أثار فى مقالك كثيرا من الشجون، نعم نحن مجتمعات مغلقة و أقتبس من مقالك: "المجتمعات المغلقة هي مجتمعات أحادية الرأي ديكتاتورية النظام مخالفة الرأي فيها جريمة أقل ما فيها سفك الدماء بكل سهولة ويسر لا حقوق فيها للفرد أكثر من المأكل والمشرب ولا ثمن فيها لمن يخالف الرأي"
أنت تتكلم على المستوى السياسى و لكنى أحب أن أضيف أن سفك الدماء هذا قد يحدث على المستوى الإجتماعى أيضا
فنحن مجتمعات تميل إلى التنميط stereotyping لدرجة كبيرة و تعتبر أى خارج على الأعراف الإجتماعية كالخارج على القانون يجب إعدامه إجتماعيا، حتى لو لم يفعل عيبا و لاحراما و ذلك بالرغم من أن الأعراف السائدة فيها الكثير من "العيب و الحرام" و لأذكر كأمثلة فقط: الغش فى الإمتحانات، الكذب بدعوى المجاملة، الرقص فى الأفراح بما ينافس راقصى و راقصات شارع الهرم ثم إدعاء الحشمة و الوقار بعد ذلك
و بالفعل هذا الإعدام الإجتماعى يحدث، فالبنت التى تتمرد على طريقة الصالونات التقليدية للزواج كثيرا ما ينتهى بها الأمر "كعانس" فى عرف المجتمع، و أنا بالمناسبة أكره هذه الكلمة و أحس فيها بمنتهى الإهانة للمرأة، و الشاب الذى يتمرد على الطريقة التقليدية فى إختيار العمل و نظام الوظائف و غيره و يحب أن ينشئ مشروعه الخاص قد ينتهى به الأمر عاطلا عن العمل و ربما مريضا نفسيا أيضا
يا سيدى نحن مجتمع يعانى من مرض أسميه: متلازمة الخوف من التفكير و الرعب من التغيير
و حتى و إن كان النظام قد تغير، فرؤوسنا أو ما بداخلها ربما يحتاج لتغيير أيضا و بالطبع حملة الأقلام لهم الدور الأكبر فى ذلك و إن كان تأثيرهم محدودا بسبب المرض الذى ذكرته بالأعلى

دمت من حملة الأقلام الشريفة و تحياتى لك