الأربعاء، 18 مايو 2011

الإبداع بين رحم المعاناة والرفاهية

معروف أن الإبداع يصبح أكثر عمقاً وتأثيراً فى النفس كلما كان واقع المجتمع فى حاجة إلى تشخيص عميق وجراحة عميقة لا يمكن إسنادها للعامة من الناس وهنا يأتى دور المبدع المثقف فى الوقوف أمام دوافع الإنحناء الناتج عن الفساد السلطوى وقسوة الرأسمالية أو التعصب الأعمى ونحن فى عالمنا العربى وصل فيه الحال النفسى والإقتصادى للمبدع الحقيقى الذى لم يتم خصخصته إلى حد الشفقة.
حقيقة الواقع تبدوا فى هيئة وملامح وعين المفكر الحقيقى أو الفنان الحقيقى وليس الأشباه أو المتسلقون أو المدعون فكم من المفكرين الحقيقيون الذين إذا صادفت أحدهم ولم تكن له وظيفة خاصة غير الكتابة أو أى شكل من أشكال الفن التعبيرى وجدته يحيا حياة بائسة ومتخم بأمراض الظلم الواقع عليه نتيجة محاولات قطع لسانه أو قصف قلمه أو ريشته ..إلخ.
هنا أحاول فى مدونتى رصد صفات المفكر الحقيقى الذى أهملنا حقه وعقله فتجمدت أحلامنا وانخفضت حاسة التذوق الفنى والخيالى والإبداعى منذ أن تركناه بمفرده يواجه جبروت وظلم وقسوة الواقع فكيف ننتظر منه الحل السحرى ونحن لم نبحث عنه ولم نسمع له متناسين عمداً أو جهلاً أن الحلول الحقيقية تبدأ من داخلنا أولاً وهو يعينك على فهمها فهل يستحق صانع العقول هذا النكران من شعوب لا تؤمن سوى بكم يدخل الجيب وماذا يدخل الكرش وماذا يعدل المزاج ومن هنا سؤال أطرحه كيف ترى الحقيقة من وجهة نظرك؟؟
من المفترض أن هذا السؤال يضعك أمام نفسك من حيث مسئولياتك تجاه نفسك وتجاه المجتمع فإذا أعجبتك سلبيتك فأنت فى حالة خلل نفسى وإذا أعجبتك ورضيت بهامشيتك فأنت غير طموح وتقليدى وغير مؤهل حتى لقيادة أسرة تكون نواة لمجتمع يرجى له التقدم من أبنائه.

  • المفكر يرضيه جدا أن تفهمه ولا يرضيه توقف أحلام البشر أو جمودهم فهو دائم التفكير عذب اللسان حساس للغاية يتكلم وهو صامت يتألم فى صمت ويفرح فى صمت يعجبه الجديد ويوقر القديم ويحلم باللامعقول فى عصره ويتحقق فى عصر غيره.
  • المفكر لا يشعر أبداً بالدونية ولكن يقتله دونية المجتمع والمفكر وطنى جدا عالمى جدا يحب بقوة ويكره بقوة حتى يحدث التغيير للأفضل ويتألم أضعاف عامة الناس.
  • المفكر يؤلمه الوظائف التى بلا عقل ويستهويه المنطق المفعم بالحقائق والخيال
  • المفكر يختزل الزمن ويتنبأ بالغد قبل مجيئه
  • المفكر أحياناً يرى الأمل فى دمعة أو يرى الحزن فى بسمة
  • المفكر لا يعرف الإنتهازية ولا الوصولية
  • المفكر يشعر أنه ملك متوج على منطقية الأشياء وديكتاتور متعصب فى وجه الجهل والجمود
  • المفكر إنسان يظلمه العامة ويوقره الصفوة وتبحث عنه الحكمة
الإبداع لا يعنى بالضرورة أنه لابد أن يأتى من المعاناة بل رقى المجتمعات فرصة بكل تأكيد للوصول بالأحلام إلى حد اللامعقول لأنه (لا معقول) اليوم هو (معقول الغد)
يصبح الواقع مجنوناً عندما يسود فكر ليس له مرجعية ثقافية حقيقية بل الجنون يأتى من ثقافة الغرائز بحيث يسمع صوت الإثارة الجسدية والكروية والدينية ولا يسمع صوت العقل المفكر الذى يعلمك الإستمتاع الحقيقى بكل حواسك دون أن تفقد رشدك.

  • لماذا تقبل أن تنزع منك قدراتك الذهنية من أشخاص إستغلوا قدراتهم الشكلية فى تحويلك إلى تابع يستدرجك ليفرغك من محتواك.
  • القبيح والمتعصب والجاهل والمتجمد هو/هى إنسان تنازل عن قضية الإختيار والإنتقاء والأفق الواسع فأصبح حبيساً لأفكاره فقط.
  • المثقف الحقيقى هو من يرغب فى مشاركتك الحلم والتغيير والجمال ويرغم العدالة على الوقوف بجانبك فى أوقات ضعفك فتصبح قوياً وكلما تعلمت أكثر صرت أكثر جمالاً.
  • التفكير والحلم والإرادة = رفاهية العقل
خالد ابراهيم...مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

هناك 3 تعليقات:

النهدى للعناية الصحية يقول...

شكرا على الطرح والرائع والمميز واتمنى المزيد بامر الله ومزيد من التوفيق والود
وارجوا زيادى ان تشرفنى بزيارة موقعى وارجوا ان يحوز على اعجابك
النهدى للعناية الصحية
http://www.nahdicare.com

النهدى للعناية الصحية يقول...

شكرا على الطرح والرائع والمميز واتمنى المزيد بامر الله ومزيد من التوفيق والود
وارجوا زيادى ان تشرفنى بزيارة موقعى وارجوا ان يحوز على اعجابك
النهدى للعناية الصحية
http://www.nahdicare.com

Khaled Ibrahim يقول...

النهدى للعناية الصحية
بالطبع أشكر لكم الحضور والشعور
تقديرى لكم
خالد ابراهيم