الثلاثاء، 3 مايو 2011

شهادة ميلاد وطن

الثورة هى العثور على شهادة ميلاد وطن ضائع تم إغتصابه من فئة تحتكر الأمال والكراسى والأموال والأحلام والكلام لنفسها،ولكى تحافظ على غنيمتها تضع خونة داخل كل جهاز من أجهزة الوطن المغتصب،ويحصلون على إمتيازات خيالية مقابل ولائهم،ومن هنا يحتمى النظام خلف البروبجاندا الإعلامية وأساتذة التجميل وصناع الأوهام ليصنعوا أساطير وبطولات وهمية من أجل ثقافة صناعة الأوهام التي تجعل من القائد رمز أكبر من الوطن فيختصر الوطن فى شخص الرئيس أو الملك أو الأمير أو الأخ العقيد

عامة الشعوب سذج والعقوبة تنزل غالبا على السذج لأنهم لم يفكروا،لذلك أكثر الأمراض والعشوائية والجهل تصيب العامة وبالطبع هو نتاج ظلم وحقارة من الطبقة الحاكمة ولكن أنا ألفت الإنتباه إلى أن السذاجة تبدأ بصناعة بطل وهمي واختصار الحياة والذكاء والحلم فى هذا الشخص.
وكما ذكرت سابقا مقولة الفيلسوف الألمانى عندما قال : سحقا لشعب يعبد البطل أياً كان هذا البطل.
الثورة تعثر على شهادة ميلاد الوطن لكنها لن تعيد كتابة البيانات الصحيحة سوى بيد أبناء الوطن ولأن التغيير بطيئ فعلينا بتغيير حياتنا على نحو سريع يبدأ بمفهوم الإنتقاء سواء فى الكلمات أو التلقي أو البحث أو الزرع أو الإستقطاب أو الصناعة وغيرها من كافة المجالات على أن يكون مفهوم الجودة هو العامل الأول والسريع ليشعر الناس بوجود تغيير لأن التغيير الثوري ليس أشخاص فقط بل ثقافات وثقافة الإنتقاء والتجويد هي أسرع وسيلة لرؤية التغيير ولنأخذ مثالا بسيطا لما يمكن أن يستشعره المواطن البسيط: رغيف العيش مثلا هل أصبح بعد الثورة أكثر جودة من قبل الثورة عندما تكون الإجابة لا فنحن سنأخذ وقتا طويلا وقس على ذلك كافة الخدمات المعيشية والصحية والمعنوية
الشعوب العربية تدفع ثمن سذاجتها فمتى تفيق ومتى نرى جيوشا وطنية تحمى أبناء الوطن من مغتصبي السلطة والثروة والأحلام،وعندما يطول الصراع بين الشعوب والأنظمة دون أن تسقط هنا نؤكد خيانة الجيش لوطنه وهو ما يحدث فى اليمن وليبيا وسوريا وبلاد قادم فيها التغيير لكنهم لا زالوا يعتقدون أن التغيير ليس سنة كونية بل هم قادرون على إغتصاب القدر أيضاً
الغافلون لا يستطيعون الإفاقة لأنهم صدقوا أنهم ألهة من دون الله والشعوب التى لا تقدم شيئاً من أجل الحصول على حريتها لا تستحق الحياة والسماء لا تعطى مجاناً كل شيئ بثمن فمتى تتغير ثقافة السذج وإنتظار الحلول القدرية وانتظار الحظ أن يطرق على الباب ثم تفتح له فيمنحك الحرية والأمال والسعادة والأمان.
المثقفون مسئولون عن جهل الشعوب العربية لأنهم لم يسمعوا سوى لأنفسهم ولم يعبروا تعبيرا حقيقيا على أنهم صناع عقول والسذج أيضاً أحسنوا الظن بالثعلب والذئب والضبع ولم يتعلموا من طبيعة الغرائز.
من هنا أدعو كل عاقل أن يستخدم عقله فيما يرى ويسمع ويعتقد وأراهن على أن ميلاد الأوطان على نحو جديد قادم لكن الفرق فى دفع الثمن أكثر من يتحمله هم عامة الناس الذين إستسلموا لثقافة الإكتفاء الغريزي فتجمدت عقولهم برغبتهم ورضائهم عن خطة الثعالب الماكرة الذين ضيعوا الأمانة ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل)

من بعد ميلادك ياوطن


الموت من غير دموع


الحياة من غير خضوع


الذل مالهوش رجوع

خالد ابراهيم...مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

هناك 6 تعليقات:

كريمة سندي يقول...

الجهل كالآفة وهو مرض العصر

Ahmed . M . Abdulrahman يقول...

كلامك سليم ولاكن الثورات نتاجها ليس لحظى ولاكنه ليس بعيد المدى

ياخذ فى متوسطه من 3 الى 6 سنوات

وخير مثال على ذلك ثوره يوليو المجيده

منذ 52 حتى 56 انجز فيهم الكثير و الكثير

و استطعنا ان نضع متوسط للنمو بالنسبه للثوره فى ذلك الوقت مع وضع العوائق الخارجيه فى الاعتبار

لذلك على الثوره المصريه المجيده ان تتفوق على ثوره 52 بنسبه 500% على الاقل

هذا هو المختصر
تحياتى لك
___________________
الى عاوزنى يجينى
http://misr25jan2011.blogspot.com

دكتور/ محمد فؤاد منصور يقول...

عزيزي خالد
استمتعت بالإبحار في فكرك الراقي ومدونتك الجميلة .. واناهنا لأسجل حضوري .. فلك الشكر على حملك لهموم الوطن .

Khaled Ibrahim يقول...

الرائعة كريمة سندى
أرحب بك ترحيباً يليق بك
أسعدنى مرورك وتفاعلك
خالد ابراهيم

Khaled Ibrahim يقول...

أحد شباب الثورة الرائع أستاذ أحمد
بالتأكيد وجودك على مدونتى وتعليقك يعنى لى الكثير وبالطبع كلامك سليم بلا مجاملة
شرفنى تواجدك وأشكرك
خالد ابراهيم

Khaled Ibrahim يقول...

ساحر القصة الأديب المبدع د.محمد فؤاد منصور
يكفينى وسام تواجدك وشرفنى وحروفى أن نرحب بك على مدونة سور الأزبكية وذا يعنى لى الكثير والكثير
أشكرك جزيلاً ومحبة تليق بك
خالد ابراهيم