الأحد، 20 مارس 2011

دور الإنسان أن يكون سيداً على الأرض

الأهداف المستهدفة فى هذا الموضوع تحتاج إلى أصحاب قدرة على الفهم المستنير وأصحاب طاقة إيمانية حقيقية تبتعد عن الشكليات بالأديان جميعها بعيداً عن القشرة وتدخل على بوابة الفهم الصحيح والعميق لسنة الله فى الكون(ولن تجد لسنة الله تبديلا)
دور الدين هو تغيير صورة الواقع واستشراف المستقبل،دور الدين هو السيادة العلمية على الأرض وربط الخليفة المخلوق بالخالق الصانع،ولن يتأتى ذلك دون ربط الروح بخالقها وجعل أهداف العقل تعبر عن جمال إتقان صنعة الله المتمثلة فى خليفته على الأرض وهو الإنسان
ولست أرى غباء من البشر فى بلاد المسلمين أكثر من ترك سواعد غيرهم تعمل وتبتكر ونحن نظن فى داخلنا أننا أفضل منهم ظناً بأن حفظ بعض من أيات الله العظيم هى الفارق لصالحنا..عجبا فهل يستوى الذين يعلمون ويعملون والذين لا يعلمون ولا يعلمون،هل يستوى عقل به نظريات تغير من واقع الناس وعقل محشو بالنوم ومتوقف على حفظ أيات أو ترانيم أو تراتيل
هل فكرنا من هو الكافر الحقيقى ومن هو المؤمن الحقيقى،وأن الله لا يغفل عن أفعالنا مثقال الذرة ولا حبة الخردل ولا أدنى من ذلك ولا أكبر
هل فكرنا هل الإنسان روح أم جسد
هل فكرنا فى أن الأنبياء لم يكونوا أغنياء وكذلك المفكرين والفلاسفة جميعهم كان فقيرا علماً بأن نبى الله سليمان كان إستثناءً ليظهر قدرات أرادها الله أن تكون معلومة لنا ربما لنفكر عن عظمة الملك والعدل والهدف والعطاء
هل فكرنا فى العبرة من استخدام نبى الله موسى قوته فى نقل الصخرة لتيسير شرب المياه للرعاء والماشية وكيف كان حواره حضارياً مع فرعون
هل فكرنا فى رمزية إحياء الموتى وشفاء المرضى بإذن الله لنبى الله عيسى بأن البشر جميعاً عليهم إدراك قدرتهم فى تحقيق المعجزات إذا ارتبطت بالله
هل فكرنا فى جعل معجزة محمد صلى الله عليه وسلم الحقيقية هى كتاب الله المعجز القرأن الكريم الذى لا تنتهى الخواطر حوله ولا يمكن تفسيره تفسيرا واحداً وهل القرأن استخدم الدلالة المباشرة أم الرمز فى أن يجعل قرائه يستشرفون المستقبل ولماذا تحدث عن المستقبل وما معنى الحديث عن المستقبل وما هى الإستعدادات التى لدينا لتقبل ذلك ولماذا حدثنا القرأن عن بداية الخلق والنهاية وما بينهما وأن السماء والأرض كانتا رتقاً واحدا ثم حدث الفتق وتشكلت الصورة بعد ذلك لواقع مختلف
لماذا لم يظهر علماء مجددون لم يتوقفوا عند من سبقهم بل أضافوا نظريات جديدة غيرت واقع الحياة المهلهل فتجده لا يتحدث إلا عن ماض وكان دوره فى الحاضر أن يعمل كمذيع يتحدث عن التاريخ
لماذا حدثت الثورة الصناعية فى فترة إنهيار الأديان وكما قلنا سابقا هل ثبت تاريخياً أن حضارة إنهارت،أو دين تقهقهر للخلف أن عاد للحياة مرة أخرى
كيف يختزل ويحتكر مجموعة من البشر رحمة الله فى داخلهم فقط وكيف يروجون أن الزهد عبادة والفقر عبادة والجهل عبادة والمرض عبادة وهل ما يقصدونه هو العبادة الحقيقية التى هى على مراد الله... تعالى الله عما يصفون ...
إن نسبة مشاركة أهل الأديان جميعا فى صناعة الحضارة على الأرض تساوى صفراً فالثورة الصناعية قامت فى عصر كل الأديان وقتها كانت غارقة فى بلاغة اللغة وسفاهة الأمل المبنى على الأمنيات وليس العمل
لأن العيب فى إختزال الحياة فى الشكليات التى تم الترويج أنها هدف الدين الأساسى ومن ثم ماتت الأفكار بسبب سوء الظن بالله وكأن الله ((سبحانه)) تنقصه العظمة التى نهبها إياه فى صلاتنا فاختصر أهل الأديان تعظيم الله فى الصلوات وفى دين واحد وكأن الله طلب منهم أن يقوموا بما لم يستطع هو القيام به
عقول مغلقة وقلوب مقفلة تتهم من يبحث بالكفر وجعلوا خليفة الله فى الأرض عبدا للطبيعة وعبدا لمخلوق مثله فأى خليفة هذا المصاب بالوهن وكيف استخلفه الله فى الأرض (لاتعبدوا الشمس والقمر واعبدوا الذى خلقهما)
ما قدروا الله حق قدره
لغة التعبير المستخدمة فى طرح هذا الموضوع هى للبحث بطريقة مختلفة وليس سوى سخرية من واقعنا مع جل الإحترام لكافة الأديان ولكننى أرى أن العبادة تواصل روحى مع الله يحقق لك سكينة النفس أما العقل الممنوح للإنسان فهو إظهار لقدرة الله فى خلق هذا المخلوق البشرى الذى سخر له الشمس والقمر والأرض والدواب وغيرها أما أن تظنوا أن تسخير كافة هذا المخلوقات للإنسان دون قيمة فذلك تعدى على مراد الله سبحانه(ما قدروا الله حق قدره)
توارث العادات مرفوض فى الإسلام (وجدنا أبائنا) لها عاكفون ونحن مقلدون ولا نصلح أن نكون خلفاء فى الأرض
أما
(حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهاراً)
(كأن لم تغن بالأمس)
من هنا مطلوب سرعة إعادة التوازن لأنفسنا بربط العمل بالدين وعدم فصل أى منهما وربما نستنبط من فهم الأية أن القدرة على تغيير الواقع لابد وأن تستند على علم القدرة وعلى ربط القدرة بالتعريف بالله والخوف من الله والسعى فى الطريق المؤدى لمراد الله
ولعل الموت هو صورة نهاية القدرة للإنسان على وجه الأرض لذلك من مات فقد قامت قيامته
ما يسمى غضب الطبيعة حاليا وزلزلة الأرض يؤكد أن القادم أسوأ إذا ظل أهل الجهل فى جهلهم وفى شكلياتهم وظل أهل العلم فى ظنهم بأنهم قادرون من دون الله وما الزلزلة إلا تعبير عن عدم قدرتهم المطلقة
إختصار العالم كقرية صغيرة نشاهد الحدث سويا فى وقت واحد ونتواصل فى وقت واحد وننفذ إلى أقطار السموات بسلطان العلم فما معنى السموات الحقيقى هو سؤال متروك للقراء للبحث والبعد عن الإجابات المتوارثة
كيف يقول الله العظيم (» لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً  من خشية الله)ونحن نحفظ أياته دون خشوع ودون تأثر ولماذا لم تتصدع أركاننا الجسدية والنفسية.إذا هناك خطأ فى الفهم والتفسير والعمل والتلقى والإرسال
(كنتم خير أمة أخرجت للناس(تأمرون بالمعروف)( تنهون عن المنكر)(وتؤمنون بالله)
كأننا نرفض هذه الهبة من الخالق العظيم كيف لم نوقرها كيف لم نصنها..خسارة فينا الإسم
قيل: أن تضيئ شمعة صغيرة خير لك أن تنفق عمرك فى الظلام
لا يحزنك أنك فشلت ما دمت تحاول
أسأل وأستعين بالله للوصول للحقيقة والعمل بها وأعتذر لك ربى عن ضعفى الذى لم تخلقنى من أجله.
خالد ابراهيم...مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

هناك 11 تعليقًا:

ايمن اسماعيل يقول...

اشكر لك صديقى الجميل موضوعك الرائع الذى يدعو الى التفكير والتامل فيما هو ات وادعو اللة ان يوفقنا جميعا للخير
شكر ان سمحت لى بالاطلاع والاستفادة من عملك الرائع

الشاعر فضل أبو حريرة يقول...

اللغة المستخدمة فى هذا الموضوع تحتاج إلى أصحاب قدرة على الفهم المستنير وأصحاب طاقة إيمانية حقيقية تبتعد عن الشكليات بالأديان جميعها بعيداً عن القشرة وتدخل على بوابة الفهم الصحيح والعميق لسنة الله فى الكون .

جميل جدا يا صديقي " ولكنك لم تدع مجالاً للنقد ـ وكأنك تقول لي ولغيري لو انك نقدت هذه الكلمات فأنت غير قادر على الفهم المستنير و ....... إلخ " ورغم هذا .....
فلم ترضى نفسي بالسكوت " اكيد نفس عنيدة "

جميل جدا صديقي العزيز أن يكون الانسان سيداً على الأرض ... ولكن .. من يسود ....من

كيف يقول الله العظيم (لو أنزل هذا القرأن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله) خطأ إملائي

ولكن عموما مجمل هذا المقال الروحي يدعو الجميع كي يأخذ مكانه الذي جاء إلى هذه الدنيا من أجله
سعدت جدا بقراءة مقالك الجميل
واعذرني على نقدي لك
بس غصب عني " عدم فهم واستنارة بقى " تقول ايه

Khaled Ibrahim يقول...

الشاعر المتميز أيمن اسماعيل
سعدت جدا بتواجدك بتواجدك وبإحساسك وفهمك الواعى
تقبل شكرى وتقديرى
خالد

Khaled Ibrahim يقول...

الصديق الشاعر فضل أبو حريرة
شكرا لذلك الفهم المستنير.....هههههههههه
يا حبيبى والله وجودك رائع ولكن حضرتك لم تتنظر جيدا للهدف من الجملة المذكورة وهى لجذب الإهتمام والتركيز من القارؤ العزيز ولأنك لم تجرب الدخول إلى مناطق حساسة مثل هذه مع بعض الناس فبعضهم يعطى صك بالكفر فى حال عدم التفكير بالطريقة التقليدية المتوارثة
ومن ثم ففأنا أطلب أن نتوخى الحذر فى التعامل مع مثل هذه المواضيع ولذلك ياشاعر ياجميل لن يعلق على هذا الموضوع سوى أصحاب الفهم المستنير وأنت منهم
أنا برئ من تهمتك وأسعدنى جداً تواجدك وسعيد بثقتك فى نفسك وهذا ما أرغب فيه
تقبل شكرى على مرورك وتعليقك الرائع
خالد ابراهيم

غير معرف يقول...

أستاذي الكريم خالد ابراهيم :
كعادنك ظهرت هنا مفكرا ناقدا باحثا عن الحقيقة ، حقيقة وجود البشر ضمن علاقتهم بالخالق ووظيفتهم التي خلقوا من أجلها ، وعلاقتهم بالكون وقوتهم وضعفهم ..
أمتعتنا بهذا المقال الزاخر بالتأملات التي تستحق الوقوف عليها ..
تحية لك ..
نور

غير معرف يقول...

السيد الكريم الغيور الأستاذ خالد لك كل التحية ولكن مقالك تنقصه أشياء كثيرة. يا سيدى لسنا نحن من يجب أن يقرر ماذا يجب أن نفعل إزاء هذا التطور الحضارى الجبار وانحساردور الأديان متزامنا لأن كل شئ ما زال فى قبضة الله ( والأرض جميعا قبضته يوم القيامة) ولقد قال الله كلميه فى هذا اليوم العظيم والعاقل ليس من يبحث عن حلول لدور أهل الأديان الحقيقى بل هو من يبحث عن كلمة الله فى هذا اليوم فكل شئ بعيد عن هذا التوجه لا يعدو أن يكون سفسطه واستعراض معلومات وادعاء زائف بالإهتمام بشئون الله والبشر. شكرا. عبدالباسط.

Khaled Ibrahim يقول...

الكاتبة المبدعة نور
كعادتك طلتك إسماً وووهجاً يضاف إلى كافة ما يطرح على هذه المدونة
أشكر لك روعة الحس الراقى وقيمة البحث التى تبدو دائما مع نفسك الطيبة المتطلعة للأفضل
تقديرى وشكرى المتواصل
خالد

Khaled Ibrahim يقول...

المفكر الكبير الأستاذ عبد الباسط
أخيراً حصلت على توقيعك وتم إستدراجك للتعليق على أحد مواضيعك وأحد أفكارك
دائما ما تمنيت أن تكتب اسمك لأنها بداية لنشر ما لديك حيث أعرف قيمة ما لديك
الحيقةتعليقك وطرحك للبحث عن كلمة الله الأن يحتاج لحضرتك فى رسمالقضية بأبعاد المفكر المتميز أستاذ عبد الباسط
المهم حضرتك تكتب مقال عن هذا الموضوع وينشر بإسمك وأتمنى الحصول على شرف نشره
أشكرك على واجدك الرائع الذى طالما تمنيته وفى انتظار قلمك يا مفكر
تحية ود صادق واحترام مبجل لشخصك ولفكرك الذى أتمنى أن يخرج إلينا
محبتى
خالد ابرهيم

غير معرف يقول...

الأديب أستاذ خالد
حقيقة لا شك فيها أن الدين هو لصناعة الحياة وبناء الحضارة والانتقال لخانة العمل المثمر بدلا من الركون إلي حل جاهز مضمونه نحن عظماء لولا المؤامرة علينا
ونحن الأفضل رغم أننا نقبع في قاع الأمم لا وزن ولا قيمة لنا
ولله در الشاعر حين قال
لئن فخرت بآباء ذوى حسب
صدقت ولكن بئس من ولدوا

خالد جوده

Khaled Ibrahim يقول...

صديقتى الرائعة جدا نور
روحك السمحة المفعمة بنور الإيمان وصفاء النفس هى دليل على عظمة الفكر المستنير داخلك
\تحية ممتلئة بمشاعر الود لدعمك المتواصل وتواجدك الساحر
خالد ابراهيم

Khaled Ibrahim يقول...

صديقى المتميز الأستاذ خالد جودة
تقديرى ومحبتى لرأيك ولكن صدقنى يا صديقى المشكلة ليست فى المتأمرين علينا بل فى عفواً فى غبائنا من عدم التعلم وبناء أنفسنا وترك تعليق الشماعات لأخطائنا
قولك:
ولله در الشاعر حين قال
لئن فخرت بآباء ذوى حسب
صدقت ولكن بئس من ولدوا

وهذا يدل على عيب فى شخصيتنا بلا شك
محبتى التى لا تنقطع
\خالد ابراهيم