الأحد، 19 ديسمبر 2010

الضحك مقابل تذكرة لكن هنا لن تدفع

الإبتسامة تعيد للإنسان التوازن النفسى والإنسان الباسم هو إنسان متفائل مقاوم للإنصهار داخل حياة البزنس الجامدة التى خصخصت الإبتسامات وجعلتها داخل المسارح بعد أن تدفع ثمنها من خلال تذكرة الدخول فأنت تدفع نظير أن تضحك.. الجدية فى الحياة وتطبيق مفاهيم وأساليب العلم وإحقاق العدل فى كافة نواحى حياتنا هو ما سيبنى أوطاننا ويرفع قيمة حاضرها ومستقبلها لكننا فى حاجة ماسة أيضا للإبتسام لمواجهة الحياة المادية التى تشترى كل شيئ فهى تشترى المشاعر والضحكات والإنسان نفسه ومن الذكاء أن يحافظ الإنسان على روحه التى تتجمد داخل أروقة الجسد الذى بلا عقل فهو ماكينة لا تتوقف عن العمل ففقدت الروح جماليات الفرح وحتى الحزن أصبح يمر مرورا سريعا علينا فأصبح فقد أحبابنا أو أصدقائنا أمرا يسيرا على الكثيرين منا.
  • من الظلم والتعالى تقسيم العالم إلى عالم متقدم وعالم ثالث فأصبح الإنسان فى العالم المتقدم يساوى قيمة مادية ورمزية فى المقابل أصبح الإنسان فى العالم الثالث لا يساوى قيمة مادية أو رمزية.ومع تردى الإهتمام بالروح فى العالم والإهتمام بلغة الجسد سواء اللمس أو الطعام أو الملابس فلابد أن لا ننسى أن الروح لها حق بالشعور بالتفاؤل والأمل فالتعبد لله يمنحك طاقة روحية صافية مطمئنة أما الإبتسامة فهى ترويح عن القلوب التى أنهكها الإجتهاد اليومى وعناء المعاملات وقد قال النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تبسمك فى وجه أخيك صدقة.
  • لابد علينا أن نفرق بين الإبتسام الذى يجمع أرواحنا على قدر من الفرح والإنسجام وبين أن نرسم إبتسامة نتيجة سخريتنا من أى إنسان سواء لجهله أو لضعفه أو معتقده أو لعيب خلقى فى ملامح جسده فهذا غير جائز إنسانيا على الإطلاق.
الشخصيات فى العالم القديم والحديث والتى تميزت بروح الفكاهة عاشت طويلا حتى بعد مماتها ودائما ما كانت النكته لديهم وليدة الفكر المستنير والتى تهدف إلى تغيير واقع سيئ للأفضل بالسخرية من هذا الواقع المتجمد وقد تكون النكتة للعبرة أو حكمة وتكون مدعاة للفهم للطباع كطبائع البخلاء أو طبائع الرجال والنساء أو تكون النكتة سياسية للهرب من سلطان القانون الديكتاتورى.
تراكم الخبرات لدى البشر يتطلب قدرا من الحكمة فى نقل تراثنا لأن التراث هو نقل مراحل تطور الإنسان أو تجارب الإنسان أو تاريخ الإنسان وفى كل العصور كان هناك علماء ومفكرين وظرفاء لم ينساهم التاريخ.

وقد نأخذ بعضا من سخرية الجاحظ من البخلاء حيث صور البخلاء تصويراً واقعياً حسياً نفسياً فكاهياً, فأبرز لنا حركاتهم ونظراتهم القلقة أو المطمئنة ونزواتهم النفسية، وفضح أسرارهم وخفايا منازلهم واطلعنا على مختلف أحاديثهم، وأرانا نفسياتهم وأحوالهم جميعاً، ولكنه لا يكرهنا بهم لأنه لا يترك لهم أثراً سيئاً في نفوسنا................

• ليلى الناطعية ولبس المرقع:
ما زالت ليلى الناطعية ترفع قميصاً لها وتلبسه، حتى صار القميص الرقاع، وذهب القميص الأول، ورفت ( أصلحت ) كساءها ولبسته، حتى صارت لا تلبس إلا الرفو، وذهب جميع الكساء وسمعت قول الشاعر:
البس قميصك ما اهتديت لجيبه فإذا أضلك جيبه فاستبدل
فقالت: إني إذاً لخرقاء، أنا والله أحوص ( أخيط ) الفتق وفتق الفتق وأرقع الخرق وخرق الخرق.
.........
• البخيل بالبخور:
قال بخيل: حبذا الشتاء فإنه يحفظ رائحة البخور، ولا يحمض فيه النبيذ إذا ترك مفتوحاً، ولا يفسد فيه مرق إذا بقي أياماً، وكان لا يتبخر إلا في منازل أصحابه، فإذا كان في الصيف دعا بثيابه فلبسها على قميصه لكيلا يضيع من البخور شيء.
........
• قيل لبخيل: قد رضيت بأن يقال: عبد الله بخيل.
قال: لا أعدمني الله هذا الاسم.
قالوا: كيف؟.
قال: لا يقال فلان بخيل إلا وهو ذو مال، فسلم إلي المال،
وادعني بأي اسم شئت.
....................


أيضا من طرائف الأديب العالمي الساخر برنارد شو الذي رفض استلام القيمة المادية لجائزة نوبل للادب وقبلها أدبياً لصالح بلاده أيرلندا


• سالت سيدة ارستقراطية متصابية برنارد شو الكاتب العالمي الساخر كم تقدر عمري؟
وبعد لحظة من الاستغراق في التفكير أجابها قائلا:
من نظر الى قوامك الممشوق ظنك ابنة ثماني عشرة،
ومن نظر إلى عينيك العسليتين ظنك ابنة عشرين، ومن
نظر إلى شعرك الكستنائي ظنك ابنة خمس وعشرين
فأعادت سؤالها بعد أن أطربها ماسمعت: ولكن قل بصدق
كم تظن أنت عمري؟
أجاب برنارد شو: انه مجموع هذا كله.
------------------------------------
تقدم برنارد شو في حفل أرستقراطي إلى سيدة جميلة وطلب منها مراقصته لكنها رفضت وهنا سألها عن السبب ؟ فقالت ساخرة منه وبترفع : " لا أرقص إلا مع رجل له مستقبل "
وبعد قليل عادت المرأة إلى شو تسأله بدافع الفضول عن سبب اختياره لها بالذات ... فقال: " لأني لاأرقص إلا مع امرأة لها ماضي !
------------------------------------
التقى برنارد شو سيدة أنيقة جميلة فقال لها : " يا الله ما أروع حسنك" فابتسمت وقالت له : "شكرا. ليتني استطعت أن أبادلك هذا المديح "أجابها شو: " لا بأس يا سيدتي . اكذبي مثل كذبي"
------------------------------------
كان برناردشو منهمكا بالكتابة فقالت له سكرتيرته (وكانت جميلة) أن زوجته جاءت لتراه لحظة واحدة لأنها مسافرة وتريد أن تقبلك قبلة الوداع. فأجابها برنارد شو: ألا تعرفين أني منشغل جدا في هذا الوقت ولا أحب أن أقابل أحدا؟؟ ثم أضاف خذي منها أنت هذه القبلة ثم استردها أنا منك حين افرغ من عملي.
------------------------------------
حضر برنارد شو حفلة خيرية، وأثناء الأحتفال دعته إمرأة للرقص معها فوافق، وهو يراقصها سألها عن عمرها فقالت: خمس وعشرون !!
فضحك وقال لها: النساء لا يقلن أعمارهن أبدا ً، وإن قلنها فهن يقلن نصف العمر فقط.
فقالت غاضبة: أتقصد أنني في الخمسين من عمري يا سيدي؟؟؟
فرد عليها: بالضبط.
فصاحت به: إذا ً لماذا تراقصني ؟
رد عليها بكل هدوء: أنسيتي أننا في حفلة خيرية سيدتي.

------------------------------------
كان برنارد شو صديقا حميما لونستون تشرشل ، رئيس وزراء بريطانيا ، وكان هذا يحب النكتة البارعة فيتحرش ببرنارد شو ليتلقى قوارص كلامه.
قال له تشرشل - وكان ضخم الجثة:
أن من رآك يا شو يظن أن في انجلترا مجاعة -
- وكان شو نحيل الجسم جدا-
أجابه برنارد شوعلى الفور:


" ومن يراك يعرف سبب هذه المجاعة"
............................


أقواله في المرأة
• تضحي المرأة بكل شيء من أجل الرجل الذي أحبته ولكنها لا تهتم بمن تشك في محبته لها.
• لم أر في حياتي امرأة إلا ولها من القبح ما يغطي جمالها !
• الشخص الوحيد الذي يأمر المرأة بالصمت فتطيعه ، هو المصور.
تقلق المرأة على المستقبل حتى تجد زوجا ، و يقلق الزوج على المستقبل بعد أن يجد زوجة !
• الحياة الزوجية شركة يقوم فيها الرجل بالتدبير، والمرأة بالتبذير !
• بعض النساء لديهن القدرة على تسلية أي رجل ....إلا الزوج !
• علامة الحياء في الفتاة احمرار الوجه ...و في المتزوجة اصفراره.
• هناك رواية بوليسية مسلسلة يقبض فيها على " الجاني " من أول فصل ....إنني أعني رواية الزواج.
• لا توجد أم تحب أن تكون ابنتها طويلة اللسان مثلها.
• مَن قال أن المرأة ليس لها رأي ! ....المرأة لها كل يوم رأي جديد.
• اخلاص المرأة كالتوابل: الإكثار منها يضر والإقلاع يمنع اللذة.
• النساء عباقرة في الحب، أما الرجال فيمكنهم تعلم هذا الفن باللامبالاة.
• اذا أضحكت المرأة أحبتك.. ولم تحب مجلسك.

• يشعر الرجل بقوته فيغدق رحمته على المرأة، وتشعر المرأة بضعفها فتقسو على الرجل.
• سئل مرة برناردشو عن احدى النساء وهل هي جميلة أم لا.. فقال: دعني أراها عندما تستيقظ من نومها صباحاً
...........................
قول برناردشو في النبي محمد صلى الله عليه وسلم
كان المثل الأعلى للشخصية الدينية عند برناردشو هو محمد صلى الله عليه وسلم، فهو يتمثل في النبي العربي تلك الحماسة الدينية وذلك الجهاد في سبيل التحرر من السلطة، وهو يرى أن خير ما في حياة النبي أنه لم يدّع سلطة دينية سخرها في مأرب ديني، ولم يحاول أن يسيطر على قول المؤمنين، ولا أن يحول بين المؤمن وربه، ولم يفرض على المسلمين أن يتخذوه وسيلة لله تعالى.
............................
قول برناردشو في حق النبي محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال برناردشو:
إنّ رجال الدين في القرون الوسطى، ونتيجةً للجهل أو التعصّب، قد رسموا لدين محمدٍ صورةً قاتمةً، لقد كانوا يعتبرونه عدوًّا للمسيحية، لكنّني اطّلعت على أمر هذا الرجل، فوجدته أعجوبةً خارقةً، وتوصلت إلى أنّه لم يكن عدوًّا للمسيحية، بل يجب أنْ يسمّى منقذ البشرية، وفي رأيي أنّه لو تولّى أمر العالم اليوم، لوفّق في حلّ مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التي يرنو البشر إليها.
...................................................
من أجل أن تكون إنسان طبيعى إجعل من الحياة حولك مسرحا تتعلم منه وتعلم وتبتسم وتزرع الإبتسامة.
تقديرى... محبتى..
خالد ابراهيم أبو العيمة...مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

أخي الأديب المثقف خالد إبراهيم
السلام عليكم وكل عام وانتم بخير

زرعت الإبتسامة الجميلة في مقالكم الشيق الجميل الطريف
وذكرتني أقوالك بالياسين كاتب باب حتي نلتقي بمجلة العربي الكويتية ثم قام بنشر بعضها في كتاب بذات العنوان وعنوان جانبي البحث عن غبتسامة في زمن الجهامة
لاحظ يا صديقي تنكير الإبتسامة
وألاحظ ومعي القراء أيضا لصفحتكم وندرك جميعا قيمة ما صنعته في هذه الصفحة بتلك الإبتسامات ونود لو زدتنا من هذا المحصول الزاهر
لك تحياتي
خالد جوده
19-12-2010

غير معرف يقول...

ربما أخرجتنا بابتساماتك من دائرة الرصاصة الطائشة إلى الابتسامة الرائقة ، وعند الحديث عن الجاحظ ونوادر البخلاء أذكر أني سمعت أحد النقاد يقول أن الجاحظ أبدع في وصف شخصياته بحيادية وموضوعية حتى أنك أحيانا تتمنى أن تكون بخيلا ..
شكرا أستاذي للجو الذي أضفيته على قلمك والذي رسم الابتسامة الناضجة بعيدا عن السخرية والتهكم ولعل أسلوبك هنا يصنع منهجا في الكتابة الأدبية التي تستدعي الابتسامة الحقيقية دون تجاوز أو اختلاق لحقائق مزورة

Khaled Ibrahim يقول...

صديقى المبدع الأستاذ خالد جودة
شكرا جزيلا لهذا الملمح وكونك مبدع وناقد فأنت تدفعنى إلى البحث أكثر وشكرا لروحك السمحة المرحة مع تقديرى الدائم
خالد

Khaled Ibrahim يقول...

المبدعة الكبيرة نبيلة احمد
من دواعى السرور رضاكى عن المحتوى الخالى الخالى من السخرية والتهكم برأيك
أنا أحاول فى كتاباتى تقديم أسلوب جديد وإلا كان اطرح عاديا ولذكائك أدركتى هذه الفكرة وأشكرك على ثقتك ودائما وجودك واسمك إضافة قيمة أنتظرها
شكرا لهذا الجمال وهذه الروعة مع تقديرى واحترامى
\خالد