الأحد، 31 أكتوبر 2010

الكاتب -- المجتمع-- القارئ -- سطحية الثقافة


يستثار الكاتب المفكر من صور الألم المجتمعى المحيط به،والكاتب المفكر ليس من قرأ بعض من الكتب أو كتب فنتازيا من الكلمات الغزلية أو المثيرة للشفقة أو الإثارة أو الحزن أو عبارات التأييد أو الشجب.
الكاتب هو من يشعر أن قدره أن يكون كاتبا فهو يشعر أكثر من غيره بهموم الواقع والرغبة فى تغييره للأفضل والكاتب صاحب رؤية مستقبلية والكاتب لا ينحنى لأراء الجهل والسطحية ممن يحاولون السخرية منه والنيل من دوره.
القراء أحيانا يرفعون الكاتب الى درجة أنه شخص لا يخطئ والكاتب يخشى الوقوع فى الخطأ مما يؤثر على إنتاجه فيعيش حياته بجدية وينسى نفسه،ويعانى الكاتب من قسوة المجتمع هذا إذا كان المجتمع جامد وبه الكثير من الجهل والهمجية كبعض مجتمعاتنا ولو تدخل الكاتب فى كل شيئ سيصبح إنسانا مملا وستفقد دعواه الفكرية قيمتها وأهدافها لأن ضياع طريق الأهداف فى عشوائية الإختيار يبين عمق الكاتب من سطحيته،فالكاتب المفكر هو صاحب اللقطة الفارقة فى التعبير عن الأهداف الإستراتيجية التى تبنى مجتمعا والتى تدمر نفس المجتمع ومن المؤسف أن الكاتب الجاد والمثقف الحقيقى يصل صوته لعدد قليل من الناس أما الكاتب المنافق والكذاب تجده مرفوعا على قمة هرم الثقافة الوهمى (إلا القليل) ويطالعك كل يوم بالتلفزيون الحكومى ويبدوا أن المطلوب دائما تسطيح ثقافة المجتمع.
الكاتب إنسان بشرى يخطئ ويصيب ويحب ويكره لكنه لاينهزم إذا كان صاحب قضية يدرك أبعادها وسمو أهدافها وعليه أن يكون صبورا شرسا لا ينحنى لأعباء الحياة
  • القارئ الذكى هو الذى يؤمن بتعدد الرؤى الفكرية وأن إختلاف الأراء يبلور رؤية تجمع كل المطلوب فى شكل أرقى وأفضل وإختلاف الرؤى تتعدد مع الطموحات وصناعة الأحلام فى حاجة إلى التنوع والقارئ محظوظ حيث يحصل على خلاصة الفكر وعليه أن يكون قارئ ذو شخصية فكرية.
  • الكاتب إنسان متفائل رغم صدامه المستمر مع ألم الواقع فلا ييأس
  • الكاتب هو من يكون قلمه سيفا للحق وغذاء للعقل والروح وموسيقى للأذن ومتعة للعين وعذبا على اللسان ومعينا على النوائب ومعبرا عن الأحلام وحنظلا على الشر
  • الكاتب لا يكتب ليتعالى على غيره ولا يفكر مثل العامة لكن يدرك أنه يكتب لهم وأنه لا شيئ إذا لم يؤثر فيهم
  • الكاتب هو من لا ينحنى قلمه خوفا من البطش أو رغبة فى وليمة أو عاطفة عاتية أو إنكسارا لمرض أو رعبا من الموت طالما يدرك أنه على الحق
  • الكاتب هو من لا يشبع من المعرفة ولا تتجمد أحلامه ويستطيع تحليل ما يقرأ ويسمع ويشاهد ويستطيع التحليق بما لديه من رؤية
  • الكاتب هو من لا يشيخ قلمه فهو أب للحاضر وصديق للمستقبل
  • الكاتب بالنسبة إلى المتلقى هو معلم نابغ وعالم طموح وأب حكيم وأم حنون وأخ داعم وصديق مخلص وحبيب قريب وشاب طموح وطفل حالم
الكاتب هو من يصنع الفارق فى التاريخ ويصنع القادة لأنه يصنع العقول
هذا هو رأيى فى الكاتب المفكر فهل ياترى القرن الحالى به مفكرين كتاب أو حتى حمل ربما يولد يوما ما من يغير خريطة واقعنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ربما واقعنا يقول : أننا لسنا سوى شخبطات لا تعرف طريقها ولا غايتها وأننا السبب فى ضياع مجتمعاتنا لأننا لم نعبر عنها تعبيرا حقيقيا..
خالد ابراهيم....مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

أستاذي الطيب :
كان تعريفك للكاتب رائعاً ولعل ما لفت انتباهي حديثك عن الكاتب الإنسان الذي يتنفس ألم الناس ويرسم أساريره بفرحهم ،ولكن لنعترف أن مسؤولية نهضة المجتمع ليست على الكاتب فحسب هو ركن من أركان الأمة، وفي البحر الزاخر سيدي الدر النفيس الذي لا يطفو على السطح ، والزبد يبقى رابيا مع لجة البحر بمعنى كم من الكتاب المغمورين الذين لم يعطيهم مجتمعهم فرصة للعطاء ، وكلنا ندرك ذلك ولعل القاريء المثقف يدرك ذلك فلا يلتفت إلا للكلمة الحقيقية البعيدة عن التزلف والياء .
ودمت بخير.

Khaled Ibrahim يقول...

الصديقة الدائمة والرائعة نور
شكرا لمداخلتك القيمة ولجمال حضورك الذى أنتظره وكلماتك بالفعل نابعة من فهم عميق للقضية
أرجو قبول الشكر الجزيل والمستحق
خالد

غير معرف يقول...

لنعترف أستاذي أن الكاتب لم يبدع ولم يملك تلك المفاتيح التي يدخل من خلالها لقلوب البشر إلا عبر حبه العميق وشعوره بجراح مجتمعه وإدراكه للعيوب التي تشل طاقات مجتمعه ،لذا ينبغي أن يصبر برغم كل ما يراه من جحود ونكران لانه يحاول علاج مرض يرجو أن يبرأ

Khaled Ibrahim يقول...

صديقتى المبدعة الرائعة نبيلة حمد
بل شك كنت أنتظر توقيعك الغالى وبلا شك مداخلتك دائما ما تكون مبدعهة وتعبير حقيقى عن قدرة فائقة فى الفهم والتعبير
شكرا لات كفى ولطكنها رمز بسيط لمبدعة كبيرة بحجم نبيلة حمد
خالد

غير معرف يقول...

يواجه كتابى ومثقفى اليوم الشرفاء في مجتمعنا العربى (السلطة الحاكمة ) التى تحاول كتم صوتة وإيذائة
فالكاتب الحر بقلمة المتوهج الغير خاضع لحكم أى سلطة هو وحدة يستطيع أن يبث الخير والرقى الاخلاقى والاجتماعى وعلاج نفسية واتجاهات الرأى العام وقدرتة على تأيدية من الغالبية العظمى .

والكتابة والكلمة شرف وأمانة يحملهما الكاتب فى عنقة
فيرصد الواقع بمنظار سحرى لايمتلكة المتلقى فينير لة الظلمة والعتمة التى قد توقعة اسفل سافلين .

دمت لنا اديبا مفكرا حرا مبدعا تنير لنا عتمة الكهوف التى نحى فيها .

د. وائل .

Khaled Ibrahim يقول...

صديقى العزيز د.وائل
شكرى وتقديرى لشخصك ومحبتى لرأيك
بلا شك يستهوينى وأحب دائما أن أرى رأيك منير على مدونتى واسمك مسطور فهو يعنى الكثير لى
شكرا جزيلا يليق بك ولن يكفيك
خالد