الخميس، 21 أكتوبر 2010

التفكير المثالى والتفكير المادى


لنتفق أولا على حقيقة أن رأس الحكمة مخافة الله ولنتفق أيضا على أن الشر ليس فى إرادة السوء بل فى سوء الإرادة.
هذه مقدمة تظهر أنه فى واقعنا الحالى كلما إذددت ثقافة إذداد بؤسك وصراعنا الحالى يدور بين قطبين من التفكير القطب المثالى الذى يرى أن كل شيئ بحلوه وشره مرجعه إلى قوة عظمى وهى الله وثانيا قطب التفكير المادى الذى يؤكد على أن كل الظواهر نتيجة لتفاعلات وإندماج وإنشطار وعوامل بشرية وإجتماعية وغيرها من نتائج العلم التى تؤكد أن الإنسان مسئول عن تطوره أو جهله.
التفكير المثالى هو حبيب ولاة الأمر فى بلادنا ويشجعون عليه ليس طاعة لله وإنما ليرضى الناس بالمصائب التى تحدث لهم حيث أن الناس ترى كل الأشياء قضاء وقدر ولابد من الصبر والطاعة والولاء.
وتفكيرك بشكل علمى قد يوصلك فى النهاية إلى جهنم وبئس المصير وإن فكرت بشكل علمى أو واقعى فأنت علمانى تبحث عن الفساد فى الأرض
التفكير المادى يقول أن سبب خيبة الناس فى الركون الى الأحلام وإنشغالهم بقضايا روحية عن حياتهم لذلك هم كسالى غير مقدرين لقيمة الوقت مع أنهم يستخدمون كل أساليب التكنولوجيا فى حياتهم اليومية بدء من الكهرباء وأدوات المطبخ والسيارة وغيرها التى تيسر حياتهم دون أن ينظروا إلى ما بذل فيها من قواعد علمية دقيقة وصارمة ويؤكد الماديون أن المثاليين غير قادرين على تغيير حياتهم وسيظلون متستقبلين غير ومبدعين شعوب متواكلة أمراضها كثيرة ومشاكلها كثيرة كالفقر والتعصب والقتل وغيرها.
وللوصول إلى الحقيقة لابد من التفكير بصوت عال والمقارنة الحالية سيكون فيها ظلم كبير للتفكير المثالى أكثر من التفكير المادى.
أولا الحقيقة التى لا جدال فيها بوجود قوة عظمى تهيمن على الكون وهى الله لا جدال فيها وعلى الأقل لو فكرنا فى حقيقة الموت وكيف يموت الإنسان وانه لم يحدث خلود لأحد من البشر ممن سبقونا فإذا هناك قوة عظمى مهيمنة على أرواحنا كما أنه لو نظرنا فى تتابع الحضارات الإنسانية وإنقضائها وتبدلها لعلمنا أن هناك سنة التغيير وهذه لابد من قوة عظمى ورائها
ثانيا الحقيقة أن الله أرسل رسلا خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من ظلمات الجهل وعبادة أنفسهم أو عبادة ما هو مسخر لهم فينتهى الناس عن ذلك ويتفرغون لحقيقة عبادة الله وحده وكل ما هو غيره فهو مخلوق يمكنهم التعامل معه سواء الإنسان أو التربة أو الكواكب أو غيرها بما يحقق مصالحهم لذلك العلم يبدأ من تشغيل هذا العقل الممنوح من الله للإنسان ودراسة الكون وكل هذا لايضير الإنسان فى علاقته بالله بل يعمق داخل الإنسان أن تلك العظمة الكونية ورائها ما هو أعظم منها وهو خالقها
يتوقف نوع وكمية العلاج وفترة التداوى على نوع المرض وهناك أمراض لابد من التدخل الجراحى لها وهناك أمراض بسيطة لا تحتاج سوى مسكن لكن أمراضنا الحالية بلا شك تحتاج إلى قوة كبيرة وواقعنا يؤكد على سؤال هام من يقدر على هذا العلاج.
تغيير الواقع يتطلب جرأة قرار ومهما كانت هذه الجرأة فالأمر بعيد تماما عن علاقتنا بقدرة الله لأننا كيف نساوى ونشبه قدراتنا بقدرة الله لذلك مهما كان الجهد المبذول منا فهو ليس خروجا على القدرة الإلهية المهيمنة ومن هنا فمحاولاتنا الركون للقدرة الإلهية تواكل وليس توكل وإساءة فهم وأدب لكون كله يشهد بأنه صنع ليس ليكون جبال هامدة أو صحراء قاحلة أو سماء عارية أو تفاعلات خامدة أو حضارات جامدة.
نداء إلى كل من يظنون أن العلم إساءة أدب مع الله أقول لكم أن ألله اعظم من أن نتجرأ على ما لايريده ( الأرض يومئذ قبضته والسموات مطويات بيمينه) هل تتخيلون هذا المعنى وهذه القوة.
بلادنا أشد بلاد العالم صراعات وأمراض ومشاكل نفسية وظلم إجتماعى ونحن ننتظر إنهيار الحضارات الأخرى وواقعنا يحدثنا بأننا بلا حضارة حالية وبلا رؤية مستقبلية ومع ذلك نعتقد أننا صفوة.
أعيدها: الكون كله يشهد بأنه صنع ليس ليكون جبال هامدة أو صحراء قاحلة أو سماء عارية أو تفاعلات خامدة أو حضارات جامدة.
خالد ابراهيم محمد
مدونة سور الأزبكية


http://khaled-ibrahim.blogspot.com

هناك 6 تعليقات:

غريب يقول...

نحن أمة ينقصها صاعق لتنتفض من سبات الوحل الذي رزحت تحت غلظته ,
كيف نصنع صاعق لوضع نحن صنعناه لأنفسنا؟
للأسف كلماتك كالشرار في الرماد
ولكني أضنه شرار مستمر الى ان يشعل الرماد


تعبير غريب قد لا يرقى لبوحك
لكنها كلمات شاب من امة اكتحلت بالرماد

لك مني تحية وسلام

غير معرف يقول...

أستاذي المكلوم:
لا بدأننا نعيش في عالم مضطرب صنعناه بأنفسنا ،نحن من صنع الأعدا بخوفنا ونحن من جلبهم لبلادنا بتخاذلنا ،نعم نحن من ابتدع الجهل والأمراض النفسية والخراب بادعائنا البؤس وابتكارنا لفكرة المؤامرة ، جلسنا في قعر الركب الحضاري ننتظر من يصنع لنا رغيف الخبز وادعينا بدموعنا المصطنعة أننا نحلم بعمر أو خالد حتى يعيد لنا ماضٍ أضعناه بكسلنا وتقاعسنا ولم نقف هنا بل أبدعنا وتفننا في انتكار أدوات الفساد والظلم لأنفسنا قبل غيرنا ـ
أنا هنا لا أستخدم أسلوب جلد الذات ولكن يكفينا إصرارا على الغي والتخاذل ويا ليتنا نيام ، معنا الرسالة الحقيقية للبشرية الدين السماوي العظيم والكتاب المعجز الذي يحمل مفاتح الغيب ، ولكننا نسينا الله فأنسانا أنفسنا ولو علم الله فينا خيرا لأسمعنا ، نعم قد لا يكون فينا الخير ليسمعنا وهذا هو المخيف هنا ، لأن خالقنا قد يستبدلنا بأي لحظة ،،

Khaled Ibrahim يقول...

أستاذ غريب
تحيةلهذا الشاب الرائع المهموم بقضايا أمته
شرفنى بلا شك تواجدك وتعليقك يدل على غيرة كبيرة لصالح أمتك وعلى حماس ليت كل الشباب يمتلكونه
يشرفنى تواجدك الدائم
خالد ابراهيم

Khaled Ibrahim يقول...

صديقتى المبدعة المتميزة دائما نبيلة حمد
والله تواجدك ودعمك يسعدنى دائما ورأيك موضع تقديرى واعتزازى
الحقيقة دائما لديكى رأى ورؤية
تحملين قضية
سيدة رائعة مهمومة بقضايا وباحثة عن التغيير للأفضل
سأحزن جدا لو قل تواجدك على مدونتى
سأظل أنتظر هذا التواجد ولكى منى صادق التقدير والاحترام والإعتزاز
خالد

غير معرف يقول...

أستاذي :
يبدو أننا ركنا للدنيا فأصابنا مرض التثاقل والغرور فكل منا يسعى لغايته ولتذهب الأمة إلى الهلاك ، لم ندرك مفهوم المسؤولية والانتماء أو حتى مراقبة الله لنا ،نرجو أن ننهض وننفض كل غبار الجهل المهتريء في نفوسنا ..

Khaled Ibrahim يقول...

صديقتى المميزة نور
رسالتك القصيرة ذات معان كبيرة لمن يتدبر ويبحث عن الحقيقة والعلاج
شكرا لروعة تواجدك الذى يشرفنى دائما
خالد