الخميس، 14 أكتوبر 2010

مكياج العلم فى أمة متخلفة



من لم يهتم بأمر الناس فليس منهم ومن فارقته الأحلام والطموحات فهو إنسان جامد ومن لم يشغله تشخيص مرضه بطريقة صحيحة فسيموت عليلا مكتئبا ذليلا بعد أن أنجب أشباه له لا قيمة لهم فى الحياة والممات.
من خلال القراء الأفاضل المهتمين بأمر حياتهم ومن خلال البحث عن التشخيص الدقيق لواقعنا السيئ ،يظهر السؤال على واجهة واقعنا المتخلف لماذا نحن متخلفون؟؟؟؟
ومن الواضح أن أجسادنا بلا شك تثاقلت عن أى نهضة وملت من الحديث عن أمراضها وعللها،فهذا يرجعها لأمر دينى وهذا يرجعها لأمر دنيوى،وهذا يعللها بالحكام وهذا يبررها بالاقتصاد وهذا يقول التعليم وغيرها من المسببات التى نحاول جعلها شماعة نعلق عليها خيبتنا فلنتناول هذم المرة الأمر من زاوية أخرى وهى الروح
أفة العالم العربى الأن هى ضعف أرواحهم ولكن كيف يتم البحث والتعامل مع هذه الروح الضعيفة لنأخذ مثالا:
جاء الأمر من الله عز وجل للشيطان الرجيم أن يسجد لأدم،ماذا حدث؟؟؟ تخيل الشيطان أنه مصطفى أكثر من أدم وتناسى أن الأمر من خالق العباد جميعا وظن أن الله سبحانه غير عادل فكيف يساوى بينه وبين أدم هذا العبد المخلوق من طين؟فكان ما كان وخرج من رحمة الله وجميعنا يعلم ذلك
واقعنا الحالى يسير على نفس الخطى الشيطانية ولكن باسلوب جديد وهو أننا مصطفين على بعضنا البعض ونتحاسد فيما بيننا فيظن كل واحد منا أنه مصطفى روحيا ونفسيا وفكريا أكثر من غيره فنحقر من نرى له رأيا أو علما ممن هو على شاكلتنا فنوقف طموحه ونعمل على السخرية منه وعدم احترامه فيتجمد ولقد كان السجود لأدم له معنى الإحترام وليس العبودية لأن أدم كان عالما بما علمه الله(وعلم أدم الأسماء كلها) فالسجود هنا هو احترام العالم ونحن فى بلادنا نحقر العالم والمفكر ونشجع الكذاب والخائن والمنافق لأننا نفكر بنفس المنطق الشيطانى إدعاء الإصطفاء فيتقدم غيرنا ونتجمد نحن
ثم إننا نظن أننا من خيرة الأمم ونكرر قول الله العظيم دائما(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)هنا الحديث عن أمور تتعلق بأخلاقيات الإنسان وبعلاقته بربه وبالسلوك المحيط وهذا لا يتعلق بأمة العرب بل بأمة الإسلام
ولو فرضنا كذبا أن هناك أمة عربية هذا هو واقعها الذى بلا روح نحن جسد بلا روح ومن ثم فعدم تشخيص أمراضنا بشكل سليم والخروج من هذا الفكر الشيطانى يوضح أن القادم أسوأ
يجب أن نشعر بالاحترام نحو أى عالم إنسانى يفيد البشرية مهما كان دينه ولونه وموطنه،كما يجب أن نضع علماؤنا على رؤوسنا ودفعهم للتقدم وهنا أقصد تحديدا العلماء الباحثون عن تغيير الواقع للأفضل وجعل خريطة أوطانهم المستقبلية مضيئة للأجيال القادمة أما علماء التشريع فاحترامهم واجب شرعى لأن التشريع يربطك بخالقك فى الحلال والحرام فلا تفعل سوى ما يرضى الله بأخلاق يحبها الله أما العلم فهو ما أنزل على هذا الإنسان من خلال إستخلاف الله للإنسان على أرضه ليثبت الله لمخلوقاته الأخرى أن الله خلق أدم بعلم ولم يكن لهوا (سبحانه) وجعل السجود له منهم على حق لأن أدم وهو كل البشر صناع وخلفاء بما وهبهم من (ونفخنا فيه من روحنا)
مشكلة واقعنا أننا لم نفهم أيضا أن التشريع يترك لك مساحة للدنيا لأنك علمت أن هذا حلال وهذا حرام فتتفرغ لتغيير واقعك لذلك نحن ندعو فلا يستجاب لنا
نحن نرى الحضارة الغربية من منظور إعلامى ومن منظور إستعمارى فلا نرى فيهم سوى الفسق والفجور وحرب كذا وكذا والحقيقة لو رأينا التطور التكنولوجى لديهم لفكرنا أن نغير أنفسنا ونحافظ على شخصيتنا الأخلاقية فنأخذ ما ينفعنا
سيظل الحديث أننا ما دمنا لن نحترم أنفسنا فلن تقوم لنا قائمة وعندما تكون لديك قوة فلن يفكر القوى فى إيذائك لكننا بهذه الشخصية المريضة نفسيا وفكريا والضعيفة روحيا مطمع مستحق لمن يرون أنفسهم أعلى منا والعلو طبيعة النفوس التى تشعر بالفارق أما نفوسنا نحن فهى واهمة
عندما أخطأ أبينا أدم وأكل من الشجرة ذكر الله فغفر له لأنه هو الغفور الرحيم فنزل إلى الأرض ليظهر قوة هذا الإنسان المأمور له بالسجود فى التعامل مع طبيعة الأرض القاسية وكان عليه أن يعمل وأن يزرع ما يشتهيه ويخلق ما يطمح إليه (فتبارك الله أحسن الخالقين)
كثير من رجال التشريع فى كل الديانات جمدوا الواقع وظنوا أنهم يجاملون الله وكأن الله سبحانه تنقصه عظمة سيهبها له هذا المخلوق الضعيف وهو الإنسان فلا تقترب من كذا وقل كذا ولا تقل كذا ولم نفهم أن عباداتنا تعبير عن وقارنا لعظمة الله المستحقة وليس الناقصة والتى ستكتمل من أى مخلوق
من هنا يتضح أن هناك فارقا بين أمة لها روح وأمة بدون روح ومن هنا أعلنها صراحة أن كثير من أمة الإسلام فى عالمنا العربى تدينهم شكلى قائم على الشكل وليس المضمون وهو تدين كاذب لأنه غير مكتمل مكياج على وجه .....
أما أمتنا العربية فهى أمة بلا روح متخلفة كلامية تصنع واقعها الإفتراضى من خلال مظاهر صنها غيرهم
الله أعظم وأكبر من أفكارنا ورسولنا صلى اله عليه وسلم هو رسول مختار من الله العظيم لينقذ العالم من فساده الأخلاقى ويضعه فى المسار الصحيح فكان الإسلام مسك الختام للدين الواحد لأن الرب واحد من قبل ومن بعد وعلى بقية البشر أن يصنعوا أرضا جديدة بدأت مع بداية القرن التاسع عشر بثورة قلبت كل الموازين وعليهم الإحتفاظ بأخلاق الشريعة حتى تستمر عظمة شعارها الأخلاق وعلينا أن نتخلص من مكياجنا بأننا مصطفين والمهم أن نبدأ
يخطئ البعض أن اليأس سيكون طريقى وأن على أن أصمت وأن لا أقترب حتى لا أحترق بنيران ممن لا يفكرون ولا يحلمون وإن حدث فالموت أفضل من العيش بلا روح.
متى نغسل مكياج التدين فى أمة فقدت روحها ومتى نغسل عار التخلف فى ما يسمى أمة العرب؟؟؟
خالد ابراهيم محمد
مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com/

هناك 10 تعليقات:

معمر عيساني يقول...

شكرا جزيلا على هذا الموضوع الذي أوافقك في جزء كبير منه..
وأضيف فقط أن أكثر مكياج يستعمله العرب هو أحمر الشفاه..

yara يقول...

السلام عليكم اخي الفاضل والعزيز خالد ..
يشرفني حضورك دوما في مدونتي والمرور عليها ..
قال تعالى: ((إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))، ويقول سبحانه
ما كتبته اخي خالد هو صميم مصيتنا العربية فلن يتغير حالنا لا اذا بدأنا وغيرنا مافي أنفسنا كما قال الله تعالى هناك وقتها قد نجد الامل في هذه الأمة ..

Khaled Ibrahim يقول...

أخى معمر عيسائى
شرفت بتواجدك وتعليقك
شكرا جزيلا
خالد

Khaled Ibrahim يقول...

أختى الكريمة يارا
شكرا جزيلا فحضورك دائما ما يكون رائعا
بلا شك مدونتك ليست فى حاجة الى مجاملة فهى مدونة هامة بالفعل ويشرفنى زيارتها
نعم رغم القتامة لن تموت هذه الأمة
بلا شك سنبحث عن التغيير فى أنفسنا حتى يغيرنا الله
شكرا دائما لروعة حضورك
خالد

غير معرف يقول...

أستاذي الكريم :
ما يتقنه الكثير منا اليوم التهويل من المصائب وإظهار النقائص وتجاهل أو إخفاء الإيجابيات والحسنات ، وهذا ما نراه في مؤسساتنا التعليمية فلم تفلح مؤسسة واحدة أن تدخل قائمة الجامعات الناجحة أكاديمياً وبسبب سياسة التخلف في المعايير والأداء والقياس ، ولا يعني هذا أن شبابنا لا يمتلكون الخبرات أو الجهد ولكن هناك أسلوب عشوائي غير مخطط له وليس ممنهجاً في إعداد العلماء كالثوب الذي يحاك من الحرير دون ترتيب أو تنظيم ، حتى العلماء والأدباء لا يلقون الرعاية والتشجيع والتحفيز إلا بعد موتهم . . فنحن ماهرون في إعداد حفلات التأبين وتنظيم أكاليل الزهور على القبور ولا نتقن رعاية الجهود والطاقات وتنميتها فلدينا الكثير من غراس العلم والنهضة ولكنها لا تجد الماء الذي يرويها فتموت الطاقات والمواهب في صدور أصحابها وتبقي حسرة وألما ...لدينا أستاذي الكثير من الثقافات التي نبدع في تنميتها وتوقيرها كثقافة الخوف والعيب والتهويل .. ولا ندرك أن في أمتنا الخير العظيم الذي نستطيع بالمنهج الصحيح للدين والأخلاق تنميته واحتضانه ليشرق تاريخنا من جديد .. وهذا لن يكون إلا تحت مظلة النهضة الثقافية الشاملة التي تجد سبيلا للمواءمة بين العلم والدين والقيم المجتمعية ...حينها نرفع الرؤوس للسماء لنعانق المجد بكبرياء قائلين: نحن مبدعون

غير معرف يقول...

أستاذي خالد إبراهيم :
إن المعضلة في واقعنا الذي نعيشه أننا ندرك الألم ونشير إلى الجرح ونشخص المشكلة ولكننا نعجز عن وصف الدواء ، فعالمنا العربي المسلم يزخر بنجوم العلم الذين قد يشكلون فارقاً كبيراً إن أحسنا استغلال جهدهم ولكننا لا نتقن توجيه طاقاتنا وإبداعاتنا بفعل نكسة ثقافية نتفق جميعاً على أنها موجودة وربما شاركنا جميعاً ونحن لبِنات في بناء المجتمع المضطرب اقتصادياَ وحضارياَ في إيجادها و ترسيخها فالطفل الذي لم يتدرب على المشي والكلام إذا أقدم على فعل ما يزعجنا لا نملك له إلا التخويف من الله والحرام ،فينشأ الفرد عندنا خائفاً يترقب ، حتى الروح التي أوجدها الله لترقى بخليفته في الأرض أثقلناها بالعتاب والشكوى واترهيب فينشا الفرد إما متخوفا من كل شيء أو متحرراً من القيم ، ولا شك أن علماء الدين الذين أوكل لهم الدين مهمة إنعاش الروح وتنميتها لتسمو ،نراهم صاروا قضاة يصنفون الناس إلى مشرك أو مؤمن ، وهذا لا يشمل بالطبع معظمهم ففيهم النجوم المنيرة ،ولكن نحن بحاجة إلى ثورة حقيقية ضد المفاهيم المخطوءة التي تثقل كاهلنا ولا تدفعنا إلا للهاوية ، تحية لك أستاذي

Khaled Ibrahim يقول...

المبدعة المتميزة والرائعة دوما نبيلة حمد
بلا شك فى كل مرة أنتظر تعليقك ليكون إضافة حقيقية على موضوعى وهذا لثقتى الكبيرة بما لديكى من موهبة متميزة وفكر راقى أحب أن أقرأه وأعرفه مثل غيرى
تحياتى دائما لروعة وجوده الذى سأظل أنتظره
خالد ابراهيم

Khaled Ibrahim يقول...

المبدعة الرائعة التى دائما ما تضيى صفحتى بتواجدها
أشكرك جدا على المتابعة وعلى جرأة الطرح التى للأسف تنقص الكثيرين نساء ورجال وهذا يحسب لكى أن تكونى من أصحاب الرأى المستنير الذى دائما سأظل انتظره
شكرا لهذا التواجد الذى يمنحنا نورا فى عقولنا وقلوبنا
خالد ابراهيم

غير معرف يقول...

صديقى العزيز الأستاذ خالد ابراهيم -- تسعدنى مقالاتك التى تتطرح فيها الكثير من الأفكار الجريئة والمسكوت عنها-- وسوف اكتب لك لتلتفصيل فيما بعد 0 مع تحياتى - طلعت رضوان

غير معرف يقول...

here is link to the new spot in return megauploade
[url=http://173.192.82.7//] megauploade [/url]
http://173.192.82.7/
i'm also asking you to dispensation the link with all friend also to be part of the anti - Check Online Piracy Act (SOPA) -
من گمان می کنم megauploade give us earmark of good status services and minute it is our rhythm to pay back .

many thanks


[url=http://as-ala.com/vb/showthread.php?p=468#post468] xnxx [/url]