السبت، 3 يوليو 2010

السلطة أقوى من المال والمال أغلى من عامة الشعوب

قسوة الواقع أو أزمة الواقع هى أن أحلامنا مرتبطة بالساسة فى الدنيا ومرتبطة بالدين فى الأخرة ورجال السياسة والسلطة يعملون لأجل أصحاب النفوذ للحفاظ على مقاعدهم وما يفيض منهم من فتات يتم إلقائه للفقراء وأكثر شعوبنا من الفقراء ومن ثم فتوارث المناصب أصبح حصريا على أصحاب السلطة والنفوذ وبما أنهم يمتلكون أدوات القوة فإنهم يمتلكون الإعلام الذى يتم توجيهه لإبراز صورتهم هم فقط فذاك صاحب الجلالة وذاك صاحب الفخامة وهذا صاحب السمو وهذا صاحب المعالى أضف على ذلك من يتبعهم من صاحب السعادة والباشا والبيه ثم عامة الشعب وهم ما يعادل 97 % من المجتمعات العربية
عامة الشعوب يأملون أن ينظر أصحاب السلطة فى الكتب الدينية أملا فى أن يخافوا من وعيد الله للظالمين فيرتدعوا ويعيدوا الحق والعدل للمظلومين والمقهورين
ولأن التاريخ الإنسانى مليئ بالأحداث المتشابهة على مر العصور قد تولدت ألوان من الفنون التى تعبر عن الوقع لكنها غير قادرة على تغييره فنشأت جماعات أصحاب أفكار منها ما هو يسارى ومنها ما هو يمينى وجماعات ذات صبغة دينية أو لادينية وجماعات معارضة بعضها حقيقى وبعضها شكلى وبالطبع نشأة كل فرد تؤثر فى إنتمائه وقناعاته لكن من المؤكد أن الكل يسعى لتغيير واقعه للأفضل فيحاول دائما إستقطاب مؤيدين لفكره وبالطبع أكثر وسائل الإقناع هو إبراز مفاسد أصحاب السلطة والمال
أمام حجم الصورة من الظلم الواضح امامك أو عليك تشعر أنك ضئيل وأنهم يسرقونك ويحطمون أحلامك وأنك مجرد عبد لديهم تباع وتشترى ويتم قتلك إذا حاولت الإعتراض من هنا تتحرك القناعات نحو السلبية ويمتلئ إحساسك بالقهر وتصبح فى حاجة إلى معجزة لإعادة توازنك لتشعر بوجودك فتسيطر عليك السلبية والعشوائية فتنعدم ثقتك فى حياتك وإختياراتك وإنتمائاتك ولا تعرف من هو عدوك من صديقك
من هنا يتضح أن السلطة أقوى من المال والمال أغلى من الشعوب
هل المشكلة يمكن أن تتغير بتغيير السلطة أم بتغيير القوانين أم بتغيير النوايا أم بتغيير الشعوب أم أن المشكلة أننا شعوب جاهلة لا تعرف قدر النعيم الذى نعيشه
الأنبياء كانت سلطاتهم منحة إلهية لذا كان العدل طريقهم
وحكامنا كانت سطاتهم منحة أمريكية فكان الكرسى حقهم
والشعوب حائرة بين الدنيا والدين
فى إنتظار رأيكم
خالد ابراهيم محمد
مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

هناك 7 تعليقات:

غير معرف يقول...

صديقى الأديب خالد إبراهيم
أبحرت بنا فى مسالة شائكة
وألمحت فى ذكاء لموضوع التوازن النفسى لدي الإنسان ، وطلبت الحلول وعرضت بدائل لها
ويدور المحور الرئيس : كيف السبيل إلى التغيير ؟

أعتقد انه من خلال الشعب ذاته، بمعنى ان تربية الشعوب هى طريق الخلاص ، اى توعيه الشعوب المغلوبة على أمرها ان هناك نسق معين للتقدم محكوم ببضعة مبادئ وقيم أصيلة للتقدم والنماء يستحيل أن يتقدم شعب بدونها منها قواعد العدل ، ومنها النظام والإنتماء ، وقبول الآخر ... إلى آخره من هذه القيم البناءة
ولا يمكن إجراء التغيير بثورة او ما أشبه إذ ان الفاعل الرئيس في المعادلة هي الشعوب نفسها ، وهى التى يثمر عنها من يعبر لها عن أهدافها وطموحها الإنساني والمشروع فى حياة كريمة
وبعبارة ملخصة (كما تكونوا يولى عليكم) ولكن من ناحية أخرى والقول للولاة (عمالكم اعمالكم) إذ عمل الوالى ليس شئ سوى اختياره لبطانته التي إما تامرة بمعروف او تقدسه صباح مساء فتنشا دائرة خبيثة لا تنتهى من الفساد وتبادل المصالح خارج اطر الشرعية
قيل : الفساد يعنى أنت لى وأنا لك أو "ساهرش ظهرك مقابل ان تهرش ظهرى " أو بمقولة الشعب "شيلني واشيلك"
ومن تلك الرؤية أرى أن من ضمن الفهم الصحيح هو الوعي الكامل بناموس الله فى الكون فالله تعالى خلق الناس متفاوتين فى حظوظهم من كل امر ومن ضمن الأمور المال ، ومحاولة المساواة بين الناس طبقا لحاجاتهم عبث لا طائل من ورائه لكن في الحين نفسه كفلت الشرعية الآلهية أن يحصل كل إنسان على نصيبه العادل من حد الكفاية (لا حد الكفاف)
فتتسع دائرة الرضا وتمتد مظلة عفة النفس وكرامتها بين عامة الشعب فتجد ان الصدقات لا تجد من ياخذها ولم تجد نفسا طامعة ترجو نوالها كما حدث مثلا فى عهد خامس الخلفاء الراشدين
شكرا جزيلا لكم فكركم الذي يطرح الأسئلة ويحرك الجمود

غير معرف يقول...

صديقى الأديب خالد إبراهيم
أبحرت بنا فى مسالة شائكة
وألمحت فى ذكاء لموضوع التوازن النفسى لدي الإنسان ، وطلبت الحلول وعرضت بدائل لها
ويدور المحور الرئيس : كيف السبيل إلى التغيير ؟

أعتقد انه من خلال الشعب ذاته، بمعنى ان تربية الشعوب هى طريق الخلاص ، اى توعيه الشعوب المغلوبة على أمرها ان هناك نسق معين للتقدم محكوم ببضعة مبادئ وقيم أصيلة للتقدم والنماء يستحيل أن يتقدم شعب بدونها منها قواعد العدل ، ومنها النظام والإنتماء ، وقبول الآخر ... إلى آخره من هذه القيم البناءة
ولا يمكن إجراء التغيير بثورة او ما أشبه إذ ان الفاعل الرئيس في المعادلة هي الشعوب نفسها ، وهى التى يثمر عنها من يعبر لها عن أهدافها وطموحها الإنساني والمشروع فى حياة كريمة
وبعبارة ملخصة (كما تكونوا يولى عليكم) ولكن من ناحية أخرى والقول للولاة (عمالكم اعمالكم) إذ عمل الوالى ليس شئ سوى اختياره لبطانته التي إما تامرة بمعروف او تقدسه صباح مساء فتنشا دائرة خبيثة لا تنتهى من الفساد وتبادل المصالح خارج اطر الشرعية
قيل : الفساد يعنى أنت لى وأنا لك أو "ساهرش ظهرك مقابل ان تهرش ظهرى " أو بمقولة الشعب "شيلني واشيلك"
ومن تلك الرؤية أرى أن من ضمن الفهم الصحيح هو الوعي الكامل بناموس الله فى الكون فالله تعالى خلق الناس متفاوتين فى حظوظهم من كل امر ومن ضمن الأمور المال ، ومحاولة المساواة بين الناس طبقا لحاجاتهم عبث لا طائل من ورائه لكن في الحين نفسه كفلت الشرعية الآلهية أن يحصل كل إنسان على نصيبه العادل من حد الكفاية (لا حد الكفاف)
فتتسع دائرة الرضا وتمتد مظلة عفة النفس وكرامتها بين عامة الشعب فتجد ان الصدقات لا تجد من ياخذها ولم تجد نفسا طامعة ترجو نوالها كما حدث مثلا فى عهد خامس الخلفاء الراشدين
شكرا جزيلا لكم فكركم الذي يطرح الأسئلة ويحرك الجمود
خالد جوده

lamianooreldeen يقول...

اخي الفاضل
السلطة والقوة والمال اوجة ثلاثة لمجسم ثلاثي الابعاد اذ ما اجتمعوا تكون شكل مخروطي ثابت يدل علي الاتحاد والقوة والسيطرة والهيمنة
لكن ان سقطت احدي عناصر تلك المنظومة يختل الشكل العام
اما جزئية ان السلطة اهم من المال فسلطة بدون مال لاتساوي شئ
مهما كان نوع تلك السلطة لان المال هو الذي يدعم فكرة السلطة ويقوي موقفها
فلو اخذنا مثال ان شخصاما بسلطته قرر الاستيلاء علي شئ ما ماذا سيفعل به بعد ذلك اذ لم يكن لدية المال كي ينفق علي هذا الشي ومن هنا يظهر ان ما حارب من اجله واخذه بسلطته لا جدوي منه
اسفة علي الاطاله

غير معرف يقول...

تحية طيبة للأستاذ الأديب الفاضل

حقا لقد عم الفساد فى البر والبحر
خاصة الشروخ الجلى في قواعد الديموقراطية والفشل الذريع فى سياسة وتطبيق أساسيات التعليم والخدمة الصحية سواء لمقدمى الخدمة أولمتلقيها وكذا إهدار المال العام
والقضاء على الفساد يعد مطلب أساسي لنهوض أي مجتمع

فيجب أن نراقب ونعاقب ولا نكتفي بمعاقبة المتهمين في قضايا الفساد دون أن ننظر إلي تحليل تلك الاسباب .

تحياتى
د- وائل

Khaled Ibrahim يقول...

الأخ الكريم أستاذ خالد جودة
بلا شك قراءتك للموضوع متزنة كعادتك وفهمك واعى الى الحد الذى أتمناه
أشكرك جدا
خالد ابراهيم

Khaled Ibrahim يقول...

الكاتبة المبدعة لاميا
شكرا لحوارك الذى كنت اتمنى أن يطول
شكرا لمداخلتك والحقيقة أنا قصدت الترتيب فى عالمنا على الأدوات
أشكرك دائما
خالد ابراهيم

Khaled Ibrahim يقول...

د.وائل
صديقى الممتع المبدع
شكرا للمحتك الذكية وشكرا لشرف تواجدك
بلا شك اتفق مع حضرتك فيما ذكرت
حقا لقد عم الفساد فى البر والبحر
خاصة الشروخ الجلى في قواعد الديموقراطية والفشل الذريع فى سياسة وتطبيق أساسيات التعليم والخدمة الصحية سواء لمقدمى الخدمة أولمتلقيها وكذا إهدار المال العام
والقضاء على الفساد يعد مطلب أساسي لنهوض أي مجتمع

فيجب أن نراقب ونعاقب ولا نكتفي بمعاقبة المتهمين في قضايا الفساد دون أن ننظر إلي تحليل تلك الاسباب .

تقديرى ومحبتى وشكرى الدائم
خالد ابراهيم