السبت، 1 مايو 2010

الحواس هى نتاج العظمة

ينقسم عمر الإنسان إلى ثلاث مراحل بعد سن الطفولة:
أولهما سن التكليف والذى يكون فيه الإنسان واقعا تحت تأثير قوة الإندفاع النفسى الغريزى وحب التقليد والرغبة فى إثبات الذات أكثر من الإندفاع الروحى
ثانيهما سن الممارسة (التجربة) وهو مرحلة عمرية تختلف من إنسان لأخر تبعا لمكان وطبيعة النشأة،وفيه تمارس التجارب خيرها،وشرها، وفيها محاولة الوصول إلى كل الحقائق الممكنة،والغير ممكنة.
ثالث هذه المراحل هى مرحلة خلاصة التجربة،أو مرحلة الحكمة،التى نستشعرها فى الأباء،والأمهات كبار السن،والأجداد،والحكمة أينما وجدت.
والباحث عن الحقيقة والتذوق الفنى للحياة عليه أن ينظر إلى حواسه الخمس (السمع والبصر والشم والتذوق واللمس ) بطريقة مختلفة بمعنى أن السمع نعمة عظيمة لكن العظمة أن تفهم لما خلقت لك حاسة السمع وكيف خلقت هذه الحاسة بتلك العظمة لتقرر بعد ذلك كيف تحترم عظمة السمع فتكون مدخلات السمع مريحة لداخلك فتخرج مخرجات الكلام منك فيسمعها غيرك بنفس الراحة التى إستقبلت بها ما يستحق تلك الحاسة التى هى نتاج العظمة،ثم نقيس على ذلك باقى الحواس ماذا نرى وماذا نشم وكيف نحس ونستشعر ونتناسل.
نأخذ مثالا أخر التفاح نحن نتعامل معه بطريقة البطن فقط ولكن العظمة تجدها فى اللون والطعم والشكل والتكوين والتوافق بالإضافة إلى التذوق والفائدة الصحية.
لذلك نجد أن الفزع فى الدنيا يأتى لأهل الغفلة،والقصص القرأنى هو قصص الحكمة وليس الرواية،ووأصبح من الغريب والعجيب لدينا أن نجد أناس متصالحين مع أنفسهم لأننا فقدنا الحواس التى نقيس بها جمال الأشياء التى هى نتاج العظمة،وتحول الجمال إلى سلعة تؤكل وتشترى وتغتصب وذلك ليس إلا لغياب المنطق بين الناس وعلينا أن ندرك أنه لا عبثية فى الخلق.
من هنا فإن فقدان الرشد(الوازع) أى عدم إستطاعة توجيه الإمكانيات الداخلية للفرد تجاه العظمة يجعلك إنسان لا تستحقها،لأنك جعلت نفسك فى الصف الثانى،الذى يستطيع أن يقودك فيه الجاهل وأنت بدون أسلحة فعالة.
الإتفاق بين البشر يكون بالحب فقط،لكن لا يصنع الحب إلا الرشد،وما خارج الرشد هو رغبات وشهوات،فالطفل الرضيع الذى نسبة معلوماتة زيرو هو أكثر الناس حبا لأمه.
علينا أن نعلم أن الرشد اليقينى يحقق النتائج المبهرة وعلينا أن نعلم أن الدنيا خارجنا وليست داخلنا
الإنسان يروض حياة الأخرين ولا يستطيع ترويض حياتة ولو حدث لإستخرج عظمة كبيرة جدا فالعلماء روضوا انفسهم فعلموا ان تسخير المادة فكرة لنتاج ما فنجحوا.
الأهداف تروض بالتجربة ولابد من الوصول إليها حتى لا تصبح أسيرا لجهلك،ولا تنسى الدنيا خارجك وليست داخلك.
خالد ابراهيم محمد......مدونة سور الأزبكية
http://khaled-ibrahim.blogspot.com

هناك 10 تعليقات:

غير معرف يقول...

بالفعل ينبغي ترويض أنفسنا وليس الآخرين . المقالة ثرية بالأفكار القيمة التي ينبغي التوقف عندها ففيها مفاتيح النجاح والتميز ..أشكرك سيدي

Khaled Ibrahim يقول...

المبدعة الأستاذة نبيلة
شرفت جدا بتواجدك وتعليقك وتمنياتى لك بالنجاح والتميز وشكرا دائما لمرورك وإحساسك الجميل
خالد ابراهيم

lamianooreldeen يقول...

الرشد قضية عقلية تعتمد بشكل كبير علي مدي النضج العقلي والفكري والمجتمعي اي ان الانسان كي يصل لمرحلة الرشد يجب ان يكون ناضج فكريا قادر علي التميز بين المرغوب فيه والمأمول فيه والمراد ان يكون والغرض من الشئ ايضا وفي ذات الوقت يجب ان يكون ناضج مجتمعيا اي انه واعي تمام الوعي بوعيه المجتمعي ومكانته ووضعه داخل مجتمعه الناشئ فيه والخارج منه حتي يكون راشد
ولا علاقة للسن هنا لانه هناك شاب راشد وهناك كهل متهور
هناك فتاة راشدة وامرأة طائشة
من رأي الرشد = نضج فكري
رشد + نضج فكري = انسان عاقل
لاميا نور الدين

غير معرف يقول...

الأخت لميا متابعةلتعليقكِ القيم فإن الرشد يُنمى بالشعور بالمسؤولية فكلما ازداد وعينا وإدراكنا لدورنا المجتمعي والأسري ازداد وعينا ونضجنا العقلي وكلما انسحبنا من مسؤولياتنا ازداد طيشنا وانفلاتنا من حواسنا التي لا تأتمر حينها إلا بهوانا القاتل

Khaled Ibrahim يقول...

المبدعة الرائعة لاميا
شكرا لتعليقك القيم وإضافتك لكن يتبقى أن الرشد فى الصغر هو ذكاء ناتج عن تربية رشيدة وهو بلا شك عطاء من الله
لكن جميعا نتكلم عن المسار الطبيعى فى حياة البشر وليس الهبات الربانية لبعض البشر
كما أنه لا يوجد إنسان كامل ولكن يظل البحث عن الكمال هو الخط للوصول الى الرشد والجميل جدا أن أحدنا لن يصل إلى درجة الكمال
نحن جميعا نكمل بعضنا البعض فكل رأى يسانده رأى اخر ويفتح نافذة لفهم أعمق
شكرا لحضورك الجميل
خالد ابراهيم

Khaled Ibrahim يقول...

المبدعة المتميزة نبيلة حمد
بلا شكيشرفنى متابعتك ورأيك يثرى مدونتى ويثرى عقولنا جميعا وهذا يدل على أن الكتابة لديك تمثل قضية واعجبنى حبك للعمق الفكرى والبحث دائما عن غذاء العقل مع الروح
نعم أنا معك ان الرشد ينمى الشعور بالمسئوليةوهو نتاج وعى
بلا شك كبت جماح طيشنا وإنفلاتنا يحتاج إلى رشد وإن أخطأنا احيانا فإن الرشد يدعونا للعودة وعدم الإستمرار فى طيشنا وفى عبادة هوانا
يتبقى أن الجميل أن الرشد يجعل الصعاب هدف سامى للتغلب عليها ورؤية قدراتنا بمنظور مختلف وأعمق أكثر قوة وجمالا وإبداعا
شكرا لمتابعتك وأرجو دائماأن لا تحرمينا من تفاعلك وإضافاتك القيمة كما أرجو ان نرى أعمالك التى بلا شك سيكون لها شأن
تقديرى وشكرى
خالد ابراهيم

الهاشمي يقول...

مقالة رائعة بارك الله فيك
تحياتي

Khaled Ibrahim يقول...

خى الكريم (الهاشمى)
شعرت بروحك الطيبة النقية وأشكر لك كرم الحضور والتفاعل
يشرفنى تواجدك الدائم
خالد ابراهيم

Khaled Ibrahim يقول...

المبدعة المتألقة نبيلة حمد
كان تعليقك الأخير عميقاوأعتذر لأننى تقريبا ضغت على إختيار نشر بالخطأ ضغت على إختيار رفض أرجو مشكورة إعادة التعليق وأرجو قبول إعتذارى حيث حدث سهوا علما بأننى كنت معجب جدا بالتعليق ووجودك وتعليقك شرف أعتز به وسأظل
تقديرى الدائم
خالد ابراهيم

غير معرف يقول...

If you wiѕh for to improve yοur knoω-hοw sіmρly keep visiting this site аnd be
upԁаted ωith the most up-to-date newѕ
posted hеre.

Ηеre is mу homеpage - http://www.go2album.Com/pg/Profile/milk34rule
my site > ipad