السبت، 3 أبريل 2010

القناعات والقناعة

تعدت مراحل الطبقية فى بلادنا عالم الأغنياء حتى وصلت إلى عالم الفقراء،فالفقير أصبح يتظاهر بالغنى ليس إستعفافا بل أصبح ينفق القليل الذى يحصل عليه فى المظاهر التى لا ترتقى به وأصبح يتعلق بالنماذج البشرية الموجودة فى المجتمع التى تعتمد على الظهور الإعلامى مثل الفنانين ولاعبى كرة القدم وإنتقل طموح الكثير من الفقراء من محاولة تحقيق الذات إلى مرحلة الإرتباط بالغير على سبيل المثال نجاحات كرة القدم أصبحت هى متنفس الفقراء الدال على عظمة الدولة وأصبحت خسارة كرة القدم هى إنكسار لهمة وهيبة الدولة وهذا منطق خطير لأنه ضاعت معه قيم العلم وظهرت معه أفكار الإستهزاء بمن يحاول تغيير الواقع للأفضل من حيث العلوم الإنسانية والصحة والفنون وإحترام حقوق الإنسان،بل الأدهى والأمر هو وجود الطبقية بين طبقة المثقفين أيضا فأصبح البعض مختالا بفكره،محتقرا لرأى غيره،وراغبا فى الحصول على كل شيئ وإلا أصبح ناقما على كل شيئ،وإذا كان هذا هو حال أصحاب الرأى وإستنهاض العقول فمابالك بأصحاب السلطات التنفيذية،وكبار الموظفين بعدما أصبح لكل مهنة فى بلادنا رعاة يرغبون فى تمييزها عن المهن الأخرى إرساء لمبدأ التميز والفردية وإحتقارالغير ناسين عمدا أن المجتمع يقوم على بناءه الكل كبيرا وصغيرا.
وعقولنا الجامدة هىالمسئول الأول بلا شك عن مخرجاتنا لكن من الأكيد أيضا هو أن الحكومات ما كان يجب أن تسمح للأغنياء بفصل واقعهم عن واقع الفقراء بشكل كامل وليس أدل على ذلك من وجود مدارس لا يدخلها إلا أبناء طبقة معينة وهذا مبدأ خطير لأن التعليم لابد وأن يكون متاح للجميع بشكل متساو ولو وجد الفقير نفسه بجوار الغنى فى مكان واحد لزالت حواجز التميز الطبقى الإقتصادى ولأصبح التعليم مجالا للتسابق الشريف ولظهرت المواهب من كلا الجانبين،أضف على ذلك العلاج أصبح طبقى ورغيف الخبز يأكله الفقير ليمرض ويأكل الغنى رغيف خبز خاص مستمتعا به،ومن الطبيعى أن تكون هناك فوارق فى نوع الغذاء،ووسائل التنقل ولكن ما أقصده هو المساواة فى التعليم والصحة،ورغيف الخبز والتقاضى،ساعتها لن تكون هناك دواع للحسد أو الإستهزاء،بل سيصبح الدافع لتغيير الواقع للأفضل هو هدف الطرفين، ودور المتخصصين فى عالم الإجتماع والنفس الغائب لابد وأن يعود للتشخيص لنعرف أمراضنا ونتداوى ليصبح لدينا الهمة لبناء بلادنا لتكون فخرا لنا وللأجيال القادمة فى شتى المجالات بما فيها الفن والرياضة ولتسود لغة العلم والإبتكار والقيم الإنسانية والمساواة حفاظا على عقول الشعوب التى هى الفارق بين البشر وليس شيئا أخر،كما أننا فى حاجة لتنمية مهاراتنا الحالية ومعرفة إحصائيات حجم التخصصات التى لدينا لسد العجز فيما هو نادر وتأهيل ما هو ضعيف.
أدعو كل إنسان أن يقرأ داخله بصدق وأن ينظر كل منا للمستقبل فالذى لا ينظر للمستقبل هو قصير النظر،لأننا قد نكسب أشياء بصورة سريعة وغير مشروعة حاليا،لكن إذا زاد الجهل عن الحد,وتفشى المرض،فلا مستقبل لبلادنا سواء للأغنياء أو الفقراء،وهى دعوة للجميع أن يدركوا أن لذة الحياة فى العطاء وليس الأخذ،وجمال الحياة فى المساواة وليس العلو،وأن قوة الجسد فى الحركة وليس السكون،وأن عظمة العقل فى الإبداع وليس الخمول،وأن روعة القلوب فى الإحساس وليس الجمود وعلى قناعاتنا بالفردية وحب التملك والظهور والعلو أن تتغير إلى القناعة بحقوق الأخرين أيضا.
تقديرى
خالد ابراهيم


هناك 5 تعليقات:

عبدالله العمامي يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احب ان اشكرك على هذه المدونة الرائعة وعلى هذه الجهود المبذولة للرقى بالمستوى الفكرى والثقافى للمجتمع
اخى الكريم نحن بحاجة الى دعمك ومشاركتك فى منتدى عائلتئ للمحاولة للنهوض بالمستوى الفكرى لكل فئات المجتمع ولك منا كل التقدير .تذكر نحن بحاجة الى جهودك فربما كلمة او موضوع تكون فى ميزان حسناتك الى يوم القيامة
http://www.myfamilylibya.com

محمد هباش يقول...

أستاذى العزيز خالد
ساهم النظام بشكل فعال فى تغييب الهوية الخاصة والعامة لكل الشعب وذلك عن طريق الدعم الكامل والمباشر من السلطات التنفيذية والإعلام بشكل واضح للعلن لا مراء فيه فى خلق هذا الشتات وهذا البين الواضح فى التمييز والتفرقة ولكن بوعى كامل لإهدار الميزة التى تجعل الفرد جزءا من مجتمع متكامل يستطيع أن يبنى ولا يهدم
من خلال دعم كرة القدم ومبارياتها ماديا ومعنويا بشكل مباشر وعلنى
فهل تتذكر مثلا دعما قدم لعالم أو لفنان أو مثقف .
وهل ذلك من قبيل الترويح عن الناس , أبدا
ولكن الهدف الوحيد هو جر هذا الشعب بكل قوة بعيدا عن الحركة للأمام
ولمصلحة من ؟؟
أصبح الكل فى لهاث حول توفير القوت فقط , ولا عذر لمن فقد الوجهة فى الطريق الصحيح نحو الأمام
لصالح الجيل كاملا
والعذر الذى يمكن أن نتخذه لأصحاب التسلط والمظهرية والنرجسية وغيره من أمراض المجتمع فى العالم التاسع
هو أنهم فاقدوا الأهلية !!!
ولن يستعيدوها.............


أمتعنى كثيرا رأيك ووجهة نظرك
وعرضك الرائع للموضوع
وبشكل رائع أيضا

تقبل خالص تحياتى وإحترامى

محمد هباش

Khaled Ibrahim يقول...

أخى الكريم عبدالله العمامى
أشكرك جزيل الشكر لأنك شرفتنى بالزيارة وأصبح لزاما عليك تكرار تواجدك الذى سأنتظره دائما فلك شكرى ومحبتى وتقديرى
كما يشرفنى الإنضمام فى منتداكم الرائع متمنيا لكم التوفيق فى مقصدكم
تقديرى ومحبتى
خالد ابراهيم

Khaled Ibrahim يقول...

الصديق الشاعر المبدع الكبير الأستاذ محمد هباش
عندما يكون التعليق من شاعر كبير ومتميز مثل محمد هباش بلا شك هى إضافة أعتز بها
وعندما تتعانق حروفى مع صديقى الجميل محمد هباش فهو بلا شك تعبير عن صداقة وأخوة أتمنى أن تدوموأتمنى أن أكتب ما يليق بأن يحوز رضاك
شكرا لمداخلتك ودعمك ولك منى المحبة والشكر والتقدير
خالد ابراهيم

غير معرف يقول...

الصديق الجميل / خالد إبراهيم 00
تحية طيبة 00
مقالك (القناعات والقناعة) غاية فى الأهمية بعد أنْ ساد مجتمعنا النشاط الاقتصادى الطفيلى المدمر لأية تنمية اقتصادية والمعادى للعلم وللتصنيع إلخ ومن ظهرت كل أمراض المجتمع بما فيها من مظهرية كما أشار مقالك وبما فيها - وهو الخطر- ظهورأبشع انواع الطبقية إلى درجة وجود أشخاص يتقاضون مليون جنيه شهرياًرغم فسادهم وإجرامهم فى حق كل المصريين ، وفى نفس الوقت يوجد من يتقاضون أقل من مائة جنيه شهريًا ، رغم شرفهم واستقامتهم00 ولك أرق تحياتى 00 طلعت رضوان