الخميس، 25 مارس 2010

العالم الإفتراضى

يصطدم الإنسان بحقيقة الواقع مع الأزمات ويهرب الإنسان إلى الواقع الخيالى هربا من الأزمات ومن هنا يظل الصراع بين الحلم والحقيقة،إذا نحن نصنع الواقع الخيالى الذى يصنع إحتياجاتنا النفسية ولو كان مغايرا لحقيقة الواقع المحيط.
فمثلاعالم الإنترنت،و(عالم الشات) المحادثات من خلف الأقنعة والمسافات الزمنية والحواجز هو صورة لواقع نحن نصنعة لكن به الكثير من المخفيات فى واقعنا الحقيقى،وبالطبع يضاف عالم النفاق والمجاملات المفتعلة والإنبهار بنجاحات كرة القدم وغيرها مما يصعب جمعه هو نتيجة لواقع غير واضح المعالم،ضاعت معه الحقائق المرئية،لأننا لم نعد قادرين على تغيير وهن الواقع الحالى إلى واقع يستشعره كل إنسان يعيش معنا .
جميعنا يعيش صورة الواقع أما الواقع الحقيقى أننا نتحرك داخل قطار زمنى ينزل كل إنسان فى محطتة رغما عنه على الرغم من محاولات الشغب أو اللهو التى لن تجدى أو الحزن على فقد الأحباب الذين نزلوا فى محطاتهم،ولكن صورة الواقع التى نحياها جعلتنا ننسى أن محطاتنا سوف تاتى،وننزل يوما ما من قطار البشرية الذى يجوب الأرض بلا توقف.
قناعاتنا الشخصية بمستوى الدرجة التى نقيم بها داخل القطار تختلف من إنسان لأخر،لكن الأكيد أن التاريخ لن يذكر سوى الذين تدرجوا على كل الدرجات حتى وصلوا إلى الدرجة الممتازة وذلك ليس من حيث الإمكانات ولكن من حيث المضمون من هنا فإن فقدهم خسارة عظيمة لكن علينا أن نقبل بها لأنهم نزلوا فى الموعد المحدد تماما فى محطة الوصول المحددة سلفا وأن نبدأ نحن فى صنع ما يجعل لحياتنا قيمة وما يترك من أثر لما بعدنا.
المؤلم أن ركاب القطارالقابعين،الحالمين،المشاكسين،المحبين،العاشقين،المجتهدين،النائمين..جميعهم يظنون أنهم دائما أفضل من الذين نزلوا بمحطاتهم فسرعان ما نسيناهم،دون أن ندرى أننا نعيش صورة الواقع وأن الحقيقة تبدأ مع مغادرة القطار.
تقديرى
خالد ابراهيم


هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

الصديق العزيز خالد إبراهيم
تحية طيبة ..
مقالتك (العالم الافتراضى) تُثير قضية ثقافية غاية فى الأهمية ، قلما ينتبه إليها أحد ، وتنبع هذه الأهمية ، من أنّ تاريخ البشرية يؤكد على مآسى البشر سببها (الأحادية) وأنّ كل إنسان يعتقد أنه (أفضل) إنسان) وأنّ كل مجتمع هو (أفضل) المجتمعات وأنّ كل أصحاب معتقد يرون أنّ معتقدهم (أفضل) معتقد إلخ لذلك رأيتً أنْ أضيف إلى مقالك المهم الذى أشرت فيه إلى حقيقة أنّ كل إنسان (يخلق) لنفسه عالما متخيلا ، عالما افتراضيًا ، حقيقة أخرى وهى ترادف ذلك مع (التعصب) لرأيه ومعتقده . والأخطر اعتقاده بأنه يمتلك الصواب المطلق وأنّ غيره يسير على طريق الخطأ المطلق إلخ
وأرجو قبول مودتى الدائمة ..
طلعت رضوان

Khaled Ibrahim يقول...

صديقى الأستاذ طلعت رضوان
أسعدتنى جدا مشاركتك فى هذا الموضوع فأرجو قبول شكرى وإعتزازى
خالد ابراهيم

غير معرف يقول...

سلام الله عليك كاتبى العزيز
اتمنى من اللة عز وجل ان تكون بخير وان يبعد عنك الحاقدين والحاسدين
واتمنى أن تكون دائما فى ركب القادة الادباء
كلماتك بجد اكثر من رائعة فأنت بالفعل فيلسوف رائع تخرج الحكمة من فاك .فأنت بالفعل فيلسكمنمكنمموف
تكلمت عن الحلم والحقيقة فالحلم يأخى هو انعكاس لما يدور في عقولنا وطموحوتنا من الاشياء الجميله التي لا نستطيع الوصول اليها ، اما الحقيقة فهي ما يمكننا الحصول عليه فعليا.
وفي وجهة نظري ليس هنالك فرق ما بين الحلم والحقيقة ، فكل العالم الذي نعيش فيه الآن موجود في عقلنا ويسمى بالعالم الداخلي ، والحلم أيضاً موجود في عقلنا لذلك ليس هنالك فرق بينهما .
ولاننسى ماهو أجمل ألا وهو الطموح فكل شخص على هذه الأرض لا بد أن يطمح لشيء ما
ويختلف الطموح وأهميته من شخص إلى آخر وكذلك يختلف اسلوب السعي إليه وكذلك تحقيقه فإن تحقق له فقد اصبح حقيقة وواقع وإن لم يتحقق فقد كان حلماً مرّ عليه مرور الكرام
فالطموح والحلم شيئان عظيمان ومتلازمان ، إلا أن الطموح أروع و أسمى
فياليتنا نكون طموحين نسعى لتحقيق كل أحلامنا لنرسمها على أرض الواقع .
د- وائل

nasra يقول...

نعم .. في العالم الافتراضي نصنع ما نشاء وما عجزنا عن فعله في عالمنا الحقيقي ... ربما هذا العالم الافتراضي هو من رحمة الله بنا ... أبدعت :)

Khaled Ibrahim يقول...

صديقى الرائع د.وائل
مما لا شك فيه أن من النعم العظيمة وجود صديق مثلك يدفع للأمام ويتسم بالفكر والإنسانية فلك منى التحية والحب الأخوى والإعتزاز الدائم
خالد ابراهيم

Khaled Ibrahim يقول...

nasraالمبدعة المتميزة
شكرا لروعة تواجدك ورقة كلماتك وأرجو أن لا تحرمينا من عودتك التى سأنتظرها دائما
خالد ابراهيم