الأحد، 24 يناير 2010

الواقع والطموح والقدر

الواقع هو الحالة التى نعيشها من متطلبات إنسانية من رغبات مأكل ومشرب وتناسل وتداوى وسياسة وحرب وأمن وتعليم وكذلك من جماليات ومنغصات وأفراح ومصاعب وأعمال وهموم وشجون وغيرها مما هى نتاج أعمالنا بما فيها من مراحل عمرية مختلفة وبلا شك جزء من واقعنا عبارة عن نتاج مخطط لأعمال من سبقونا ،والطموح هو الإجتهاد فى طلب الأفضل والتغيير الذى يفيد الحاضر ويجعل الواقع أجمل وأرحب والمستقبل يمنحك التفاؤل ويكون واقع الأبناء والأحفاد فيه أفضل من واقعنا الذى نعيشه،أما القدر هو الحركة داخل إطار محدد لا يمكن تجاوزه لا بالواقع ولا بالطموح.
ونحن جميعا نحاول دائما الهرب من واقعنا الصعب الى واقع يرضى رغباتنا النفسية والجسدية وأن نضع بأيدينا واقع أفضل نشعر فيه بأن حياتنا أكثر يسرا وجمالا والحقيقة نحن ننسى أننا نتحرك داخل أقدار مخططة لا نستطيع أن نهرب منها فالمريض مثلا يجوب الأرض بحثا عن الدواء أو الجراحة طالبا للشفاء مع العلم أنه يشترى الصحة ولا يشترى العمر لأن العمر قدر لا يعلمه الا الله ولو علم المرضى أنهم يعيشون القدر لما فكروا فى الموت ولعاشوا فى رضا بالقدر
الفقراء أيضا لو علموا أنهم يعيشون القدر لرضوا دون شك فى رضا تام بالقدر لأنهم لن يستطيعوا الخروج من القدر المحيط بهم

الأغنياء أيضا لو علموا حقيقة القدر أنه سيأتيهم من حيث لا يعلمون لهانت عليهم الدنيا ولدفعوا بأموال الفقراء التى هى حق للفقراء دون أن يكنزوها ظنا منهم أنها ستخرجهم من محيط القدر.

الكل محاط بالقدر لا يستطيع الخروج عنه لكن الإنسان يعبث بالغباء فيما يملك محاولا تغيير ما لا يمكن تغييره.
إذا علينا جميعا أن نعلم بما أن القدر محيط بنا ولا فكاك منه فهل نرضى بالواقع دون توقف للطموح ودون أن نتخيل أننا قد نتغلب على القدر.

فالمطلوب منا أن لا ننسى أنفسنا بحيث لا نخشى الواقع وعلينا التعايش معه دون حزن إذا كان لا يرضينا وعلينا أن نعمل على التغيير وإذا لم نوفق فعلينا بالرضا لأننا سعينا للأفضل إذا ما نعيشه هو قدرنا وإذا كنا أصحاب سلطة فلنعلم أن قدرنا هو إختبار صعب لداخلنا من عدالة ومن سمو لأنفسنا أو علو أو تدنى وإذا كنا أغنياء فهذا قدر يتطلب أن تأخذ لنفسك على قدر الإحتياج وأن تترك للفقراء حقهم فلا نبخل ظنا منا بأننا الذين نصنع الواقع أما عن المستقبل فعلينا أن نعلم أن ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض فلا نتوقف عند الواقع خشية من القدر لأن القدر جميل وإن بدا لنا ظاهرا من الألم أو مما لا نحب أحيانا أو نحب أحيانا وننسى القدر.
تقديرى ومحبتى.
                           خالد ابراهيم

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

أخى الأديب الرائع أستاذ خالد :-
دمت ودامت أمالك وعلت وارتفعت طموحك ورقيت للخير بأذن الله دائماً ما أتابع مدونتك ودائماً ما تبهرني بتدويناتك الرائعة التي تحاكي أفكاري أو أحلامي أو آمالي
كلامك بالفعل رائع أراح صدرى لمشكلة ماوقعت بها وكأنك ترسل طيفك يحاكى طيفى وينصحة للخير
وليس لى تعليق سوى بالشكر .
- (إن لى نفسا تواقة تمنيت الإمارة فنلتها وتمنيت الخلافة فنلتها وأنا الأن أتوق للجنة وأرجوا أن انالها ).
عمر بن عبد العزيز.
والإيمان باللة هو أساس كل نجاح وهو النور الذى يضىء لصاحبة الطريق .

فكلل الله طموحك واجمل قدرك .

د- وائل عبد العظيم

Khaled Ibrahim يقول...

أخى وصديقى المبدع الكبير
تهرب منى الكلمات لأن قدرك كبير عندى وشكرك أمر صعب فلك المحبة والتقدير حتى ترضى وشكرك على دعمك المتواص الذى أتشرف به
خالد ابراهيم

Khaled Ibrahim يقول...

بالطبع كلماتى وشكرى لك د.وائل
محبتى وتقديرى

Unknown يقول...

سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته
صدقني المرة السابقة كتبت لك تعليقا ولكن زرقاء مسحت كل شيء والغريب ان ما كتبته كا ن قمة تفاعلي مع الموضوع
سيدى بمجرد تواجدى هنا فى مدونتك اعتبره
اروع زيارة اقوم بها واليوم اعتبرني ضيفة هنا
ولك منى زيارات اخرى ان شاء الله
كما انه تسعدني زيارتك الى مدونتي وكلما منك تعليقا ازداد تعلقا بالكلمة وحبا لحرف طالما اخفاه القلب وابى مدادى الا ان ينثره هنا وهناك
سيدي لك مني سلام طيب وكريم .
.................الحرة

Khaled Ibrahim يقول...

ملكة الرومانسية والحرف الرائع المبدعة (((الحرة)))
من الصصعب أن أشكرك ولو استطعت بعضا من الكلمات أن أشكرك فهو ليس يكفيك رائعة أنتى فى حضورك ونفسك وكلماتك وسامح الله زرقاء ولكن مجرد حضورك هو قمة الجمال والدافعية لأن أشعر بالفخر لأن الحرة تتواضع وتقرأ لى
دمتى جميلة ورائعة ومتواضعة رغم ما لديك فلك المحبة والتقدير والإحترام
خالد ابراهيم