الخميس، 7 يناير 2010

التعصب الدينى ملف هام

إعجاب المرء برأيه كارثة كبيرة جدا ولابد من تغيير الثقافة الجامدة إلى ثقافة الحوار القائم على الإنصاف والعدل والبعد عن مظاهر التمييز والعلو حيث كل الناس لأدم وأدم من تراب.
طرق الملف الساخن من التعصب الدينى فى العالم العربى يحتاج الى صدق وعدم تقزيم أى رأى أو فرض رأى غير الرأى السليم الذى يراعى القيم والحقوق دون محاباة ودون جور على أى طرف.
أولا لابد من جعل قوة القانون فوق رقاب الجميع مسلمين ومسيحيين وغيرهم دون النظر للمعتقد أو للعائلة من حيث النفوذ والعدد والمال.
على الكنيسة أن تسلم المجرم الذى يحتمى بها للقانون دون حماية أو دفاع عنه وعلى المسجد أن يسلم المجرم للقانون دون حماية أو دفاع عنه فليس لمجرم حق الحماية أيا كان إنتمائة لأن الأديان قائمة على العدل والمساواة بين البشر.
البعد عن مظاهر الإستفزاز مثل تعليق السلاسل الذهبية التى تحمل شكل المصحف أوتعليق السلاسل التى تحمل الصليب لأن من الواضح أنها ثقافة تدعو للتمييز وعلى الجميع أن يفهم أن الإيمان ما وقر بالقلب وصدقه العمل وليس الإيمان الشكلى فكل الناس أمام الله فى الحقوق سواء كما أنه لابد من زرع ثقافة أبناء البلد الواحد والمصير الواحد والحقيقة يجب على الدولة أن تفعل دور علماء الإجتماع والنفس فى علاج الشخصية المرضية للمتعصبين.
واضح أن التعصب ناتج عن إعداد مسبق لأجيال ترى فى الرموز طوق النجاة أو الشهرة للوصول لأهداف تخدم الغير لأن ما يحدث حاليا بعيد كل البعد عن التعايش السابق الذى كان بين المسلمين والمسيحيين فى مصر بدون مشاكل حيث لم يكن هناك أى تمييز أو إعتداء على الخصوصية من أى طرف للأخر ولعلنا أمام مخطط صهيونى يتم الحديث فيه عن دولتين داخل مصر يكون فيها الجنوب المسيحى والشمال المسلم وتبدأ بذرع مثل هذا النوع من الفتن رويدا رويدا حتى الوصول للهدف المطلوب لخدمة الأعداء.
والتاريخ الإسلامى القديم لم يثبت فيه حرق الكنائس أو حتى الصلاة فيها كما هو معروف عن رفض الخليفة القوى عمر بن الخطاب عند دخوله القدس أن يصلى بالكنيسة.
الحل هو قوة القانون.
نشر الوعى بالتخلى عن الرموز من متعلقات بالرقبة أو الوشم على اليد وغيرها من أماكن الجسد.
الحل بتفعيل دور العلماء المتخصصين فى علم النفس والإجتماع.
الحل فى إيجاد رجل دين واعى موثوق به لا يجامل ولا يحابى ولا يضعف لمصلحة طرف على لأخر ولا ينظر إلا الى الحق.
على الإعلام تقديم نماذج للنجاح تكون قدوة خاصتا فى المجال العلمى والفكر والدين والفن الحقيقى الذى يحترم العقل والبعد عن الفنون التى تهمش التفكير عند حدود العناوين والبراويز.
زرع مفهوم الأية(وأما ماينفع الناس فيمكث فى الأرض) ولا زلت أقول فى الوقت الحالى أن بناء المصانع ومراكز البحث العلمى وبناء الإنسان أهم من بناء دور العبادة الكثيرة جدا ولا يدخلها إلا القليل فالناس فى حاجة للعمل والبعد عن شبح الفقر الذى يغذى التعصب والجهل،ويجب استثمار دور العبادة الإستثمار الأمثل فى فهم الدين الصحيح و زرع حب الوطن وقيم العدل واحترام دور العبادة واجب على الجميع ولا يجب إهانتها أو غلقها أو إسنادها لمن يقوم عليها وهو غير مدرك لحقها وحق زائريها
الملف الإقتصادى هام فى غلق منافذ التعصب لأن كثير من الناس فى حالة فقدان ثقة مع الحكومة حيث تنفق الملايين على الرياضيين الخاسرين وتهمل الأوضاع الصحية فى بعض المناطق من علاج ومياه ملوثة واستصلاح أراضى والإهتمام بقطاع التعليم هو المشروع الأسمى فى بناء عقول المستقبل فلا فائدة ان تنجح فى الإستثمار ثم تنفق كثير مما تجنيه فى العلاج لأنك بدون خطة وقاية من الأصل.
لا ننكر أن هناك جهود لكن لابد من العمل بمنظومة شاملة وعدم التركيز على قطاع واحد ولابد من التفكير بصوت عال وليس الكلام بصوت عال ولابد من تقبل النقد وعرض الإنجازات ومعرفة ما هو مخطط وعلى أى فترة.
نرجو توضيح المخاطر الخارجية التى تهدد الوطن وشغل الرأى العام بالقضايا الهامة والحلول المقترحة
نريد إستعادة الثقة ولن يكون سوى بالإهتمام بالإنسان أولا واحترام عقله وإننى على يقين أن الكثير من أبناء هذا الشعب لم يكفر بتغيير واقعه للأفضل رغم الصبر الطويل.
نريد قانون قوى عادل فوق الجميع ،نريد رجل دين حكيم،وسياسى حكيم،وعالم طموح،وأديب صانع للعقول،ومدرس يدرك خطورة عمله،وطبيب أمين،وشرطى عادل،وشباب متعلم متحمس،وإعلام يرى الجمال الذى يصنع المستقبل ويبنى الحاضر بعيد عن تقديم الإحباط ونريد العامل،والصانع الماهر الذى يوقر عمله ويشعر بأهميته ويرى من حوله التقدير.
نريد أن نرى التفاؤل فى أعين الصغار والحب فى وجوه الكبار،وللحق فإن الموضوع كبير وعميق ولكن علينا أن نزرع روح المحبة وفهم حقيقة أن الله لا يرضى بالظلم لعباده وهو الذى يحاسبهم على معتقدهم وأنه لا إكراه فى الدين ولا تفريط فى حق مظلوم ولا بد من عقاب للمجرم يعلم أنه سيكون جزاؤه إذا أخطأ قبل أن يفعل الخطأ.
يبقى من الأكيد أن مصر دولة حقيقية لن تسقط مهما حاول محبى التعصب والجهل ولو بعد حين.
خالد ابراهيم محمد.....مدونة سور الأزبكية

هناك 13 تعليقًا:

غواص في بحر الحياة يقول...

أخي الفاضل و الكاتب العظيم الأستاذ/خالد ابراهيم
لا شك أن التعصب و كما قيل من قبل أنه أعمى .. و ليس النظر فقط . فهو أعمى البصيرة و المفهوم و المبادئ و القيم .... الخ.
لذلك أستطيع أن أعرف التعصب بأنه كمرض السرطان ، إذا تملك من البعض لأصبح سبباً للهلاك.
أنا مع سيادتكم في أحلامك بأن نج من الناس كل ماهو حسن.و لكن يجب على كل فرد منا أن يقف لحظات صدق مع نفسه ، يحدد فيها من هو ، و ماذا يريد ، و أين السبيل الحقيقي.. و الإجابة مؤكد ستكون في ثقافة الأديان السماوية ، التي دعى الله فيها إلى حسن الخلق.و لا ننسى قول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه و سلم ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ).
أتمنى هذا حتى نكون ، و نكون و أؤكد ( نكون ).

sallam يقول...

أخى الاستاذ/ حالد ابراهيم
مع احترامى لأراءك القيمة وهدفك النبيل فى هذا الموضوع فإنى أرى أن ما يحدث من مشاحنات واعتداءات بين بعض المسيحيين وبعض المسلمين فى مصر لا تندرج تخت ما يسمى التعصب الدينى , فالتعصب الدينى قد ينشأ بين فئتين أو طائفتين من دين واحد يقعان فى خلاف أو اختلاف على غرض أو شئ معين .
ولا يوجد فى مصر من ينازع على دين الأخر , أو من يريد إلغاء الآخر إنما توجد كراهية ونوايا خبيثة تريد إشعال فتنة بين المسلمسن والمسيحيين فى مصر ولا يهمها مصلحة الوطن , والمسئول عن هذه الفتنة التى تتاجج بين الحين والأخر القدوة الفاسدة والمتطرفة من الطرفين , فما يبدو على السطح من لقاءات رجال الدين المسيحى وعلماء المسلمين يأتى بناء على أوامر أمنية لتهدئة الناس , ولكن لا ينظر إلى الأسباب والمتسببين الخقيقيين فى هذه المشاكل , ولن يحقق اى قانون مهما كان رادعا من إنهاء هذه المشاكل التى تحدث . طالما يوجد من يحركها من بعض القساوسة الذين يعملون فى الخفاء أو العلن وبعض الخطباء أو الشيوخ الذين يحركون مشاعر الكراهية والحقد فى نفوس الجهلاء من الذين يستمعون إليهم , والواجب على الحكومة وضعهم على قوائم الإرهاب والقبض عليهم أينما كانوا وتقديمهم للمحاكمة بتهمتى إثارة الفتنة والخيانة العظمى وكلهم معروفين سواء فى الداخل أو الخارج ولا يتسع المجال لذكر أسمائهم

yara يقول...

أخي العزيز والفاضل خالد ..
أتمنى ان تكون بالف خير واسرتك الكريمة ..
اولا اعتذر عن التقصير فانا بصراحة مقصرة بحق الجميع لظروف صحية ولكنني لست بغائبة عما تجود به من مواضيع فلي مرور على كل مرور وقت كتابتك له وقرأته ولكن احيانا يصعب على التعليق .. فالزعل مرفوض والعتب مرفوع ..
بالنسبة للمدونون العرب كانت مفروضة على رقابة بطريق الخطأ وبعد عدة مراسلات توضح الامر ورفعت الرقابة والحمد لله ..
أما لموضوعك التعصب الديني .. فالمتعصبون لديهم معتقداتهم ومذاهبهم وطائفيتهم وأيديولوجيتهم وهم الغارقون في تعصبهم الديني والمذهبي والطائفي والأيديولوجي حد الجهالة والعُمي فهم لا يستطيعون أن يروا في هذا العالم سوى أنفسهم ودينهم وتاريخهم ومذهبيتهم ثم يأتون الى الناس بهذا الحقد والكراهية إن من يفقد الاخلاق والتسامح سيفقد إنسانيته سينحاز للتعصب والجهالة والطائفية والعنف الديني فماذا منحتهم تلك التعاليم الا ان يكونوا أعداء لهذا وذاك وأي هلاك ينتظر الانسان حين تفرض عليه تعاليمة بان يكون عدوانيا ومهددا ..أن الذين يخرجون الى الناس بهذا التعصب ما هو الا انهم يرون في الطرف الاخر بانه قد تفوق عليهم وهذا ما يؤمنون به في داخلهم فيرون به العدو ليس لانه مختلف عنه في العقيدة او الطائفية او ... فقد لانه قد تفوق عليه وهكذا نجد الشتائم والغيرها وسيلة للدفاع لعدم استطاعتهم للوصول الى مستوى الطرف الاخر واذا تركوا هذا الاسلوب فانهم يتركون معتقداتهم وهذا يصبح اسلوبهم هويتهم ومعتقداتهم وفي النهاية تعكس مسلهكم وفكرهم وثقافتهم ,..
فالديانات السماوية جمعاء دعت الى التسامح وحسن الاخلاق والفضيلة وهذا التعصب ماهو الا بث روح الفتن بين الديانات السماوية لزعزة الامن والاستقرار بين هذه الديانات ..

دمت بالف خير .. واتمنى ان اكون قد وفقت او وضحت وجهي نظري لهذا الموضوع
تحياتي لك وتقديري ولي عودة للباقي ..

مصطفى محمود يقول...

استاذى الفاضل خالد ابراهيم
ان التعصب الدينى اخى الفاضل موجود داخل كل مجتمع فلا يمكن ان يجتمع العالم كلة على راى واحد لن كل انسان مختلف فى عقليتة وفهمة فقد يختلف التفكير فى معنى التعصب الدينى حيث هناك من يتعصب الى درجة انك قد تتحاور معه فلا تستطيع اقناعه برئيك وهناك عددة تعصبات ليس فقط فى الدين ولكن فى جميع المجالات الاخرى كالرياضة كما حدث فى مباريات مصر والجزائر وهذا كلة يرجع الى انتشار الاميه فى مجتمعنا فى راى ويج ان نعمل على القضاء عليها
وشكرا على اعطائنا هذا المجال للتحاور

Khaled Ibrahim يقول...

صديقى المبدع الغواص
شكرا لك للمتابعة ولمداخلتك القيمة ونحن فى حاجة لتغيير أنفسنا
تقديرى ومحبتى

Khaled Ibrahim يقول...

أخى المبدع الأستاذ Sallam
شرفنى زيارتك ومداخلتك القيمة وأتمنى أن تكون معنا دائما
بالفعل نحن نعانى من سيطرة الجهل على عقولنا ولابد من تغيير الفكر التعليمى والإعلامى لتغيير الصورة المشوهه.
مداخلتك إضافة قيمة أحييك وأشكرك عليها
خالد ابراهيم

Khaled Ibrahim يقول...

الفاضلة الأخت المبدعة الكريمة يارا
شكرا لزيارتك التى كنت أنتظرها مع مدونتى ونحمد الله على سلامتك وأسأل الله العظيم أن يشفيك
والحق أنتى مبدعة كبيرة وكنا جميعا بلا شك قلقين على مبدعتنا وسلامتك بالدنيا
نعم أتفق مع تلك الرؤية التى تفضلتى بعرضها لأن بالفعل زوايا التعصب متعددة وليت الناس تقرأ بدلا من حالة الإنغلاق الفكرى لدرجة أن البعض لا يريد أن يفكر
المودة والتقدير والإحترام ويشرفنا تواجدك
خالد ابراهيم

Khaled Ibrahim يقول...

الصديق العزيز الأستاذ مصطفى محمود
إضافة قيمة للموضوع والتعصب متعدد وإن إختلف المسمى ولكن التعصب الدينى خطر لانه يهدم كل القيم الإنسانية
شرفنى وأسعدنى جدا مداخلتك القيمة
تقديرى ومحبتى
خالد ابراهيم

غير معرف يقول...

استاذى العزيز الفاضل خالد بيك
تعتبر المناعة هى الدفاع والعلاج الهام لمهاجمة من الفيروسات والاوبئة
سيدى الفاضل فى الاونة الاخيرة اصبحت مصر دون مناعة تدافع بها عن نفسها واصبحت الفيروسات والبكتريا والهجوم الشرس والحقد الدفين المرسل لنا من الخارج انتشر وتفشى وتكاثر وترعرع من سب وقذف وارهاب وادعاء بالخيانة والمولاة للعدو والفتن الطائفية والبهائية الخخخخخخخخخخخخخخ
اصبحت حزينا على مصر الشامخة مصر العزيزة قبلنا الاهانة واهدرت كرمتنا وسمحنا لانتشار الفيروسات واضعفنا جهازنا المناعى لنا الله

هناك سحابة قاتمة تعلو سماء مصر من نتاج التعصب الديني الذى اصبح حقيقة ظاهرة تنمو على كلا الجانبين الإسلامي والمسيحي.
تلك الأزمة تهدد بكارثة مروعة هدفها تخريب المجتمع المصري.

إن المسئولية لحل وقمع تلك المشكلة تقع عل عاتق المثقفين من الشرفاء على كلا الجانبين المسيحي والإسلامي مثلك استاذ خالد للعمل السريع علي إيقاف تيار التعصب الديني .

لابد من حلول جذرية وكفانا كلاما ( تعليم صحيح بمنهج تربوى دينى علمى اخلاقى– مراقبة وتحسين الاداء الاعلامى – الحب والانتماء الذى افتقدناة .

د. وائل

غير معرف يقول...

كم انت جميل ولك من الاسلوب ما يجذب اليك المختلف معك قبل الموافق ان هذا الذى نلق عية التعصب الدينى وهذا ان دل فانما يدل على هوية ساحقة فى الثقافة الدينية لدى كثير من الفئتين واكثر ما يبث هذا هم اعاء ليس لهم مكان بين جموع المسلمين والمسحيين الحق
فكم تعاملنا مع المسيحيين وكم نقول ان المسيحى افضل من المسلم فى تعاملة
وكم من مسيحى يقول ان المسلم احسن وافضل لى من المسيحى فى تعاملة
ولنترك هذا جانبا
ولنأخذ ايدينا فى ايدى بعضنا البعض ولنرفع القبعة أحترامنا لمن يرضى بنا كمسلمين وكمسحيين فى هذة الارض المباركة التى ذكرها اللة فى قرأنة وهب اليها المسيح فرارا من االرومان وأوى اليها
فليذهب المسيحى الى القلعة ويرى ويشلهد مسجد محمد على والى الازهر ويرى الحين والازهر
وليذهب المسلم الى طموة هذة البلدة التى يوجدبها الديرفى البر الغربى ويصل بخندق الى كنيسة مريم بالمعادى اسفل نهر النيل



معذرة اخوانى ان اطلت عليكم بحديثى هذا فأخى خالد دائما ما يثيرنى بقلمة وكلماتة الرقيقة العذبة وموضوعاتة التى تمس الجانب والجانب الاخر
تقبل مرورى وتحياتى

mando4m يقول...

اخى الحبيب خالد الرسالة والتعليق السابق خاص بى ولم اكن اعلم انى غير مسجل عندى فمعذرة اخى وصديقى وارجو ان تتقبل مروى المتواضع فكم انت جميل
تحياتى

labib يقول...

استاذى الفاضل / خالد ابراهيم
لقد اعجبنى اسلوبك وسردك للموضوع
اننى متفق معك انه خارجى ويد خفيه تحاول العبث والتفرقه فى المجتمع المصرى
لكن القضيه ليست التعصب الدينى فقط انما هى قضيه اغتصاب لطفله كيف استطاع هذا الوحشى ان يقوم بهذه الجريمه
ولو كان المرتكب لهذه الجريمه مسلم لحدث ذللك

اسعار العملات يقول...

ممتاز
شكرا جدا