الأربعاء، 16 ديسمبر 2009

إختفاء الرجل

ظاهرة تنتاب الشباب فى العالم العربى،منذ فترة ليست قصيرة،وهى ظاهرة تكبير العضلات بالصدر،والأيدى،والأرجل،من خلال تعاطى أدوية مخصصة لهذا الهدف،ومن خلال الدخول للصالات الرياضية (الجيمانزيوم)، والمشهورة بالجيم (بتعطيش الجيم)،ومن هنا يصادف الكثير منا شباب يرتدى ملابس تظهر فتون عضلاته مستعرضا إياها امام المارة وتشعر أنك أمام كتلة فى شكل رجل، والحقيقة هذا الموضوع يشدنى لكى أسأل هل مهمة هذا الإنسان هو ترهيب الناس،أم أن الرجولة حب مشترك،ومسئولية،ورحمة بالنسبة للمرأة،أم أن المرأة يجذبها هذا النوع الثيرانى الشكل، لتتباهى به أمام خلق الله،بأنها تملك ثورا لا عقل له،وأن من يقترب منها سينال الجزاء الأوفى من الضرب على يد هذا العملاق الأخضر،وهل يكفى المرأة حاجتها أن تحصل على الرجل المجسم الشكل الثلاثى الأبعاد بدلا من الحب الحقيقى الممتزج بالرحمة والحنان علما بأن الشكل الخارجى المجسم ليس دليلا على فحولة الرجل الجنسية والعاطفية والإنسانية وليس هذا يعنى رفضا للرياضة أو حبا فى الذين تركوا أنفسهم عرضة للسمنة أو لظهور الكرش وكأنهم نساء حوامل دون ان يبذلوا جهدا للتخلص من الشحوم أو الوزن الزائد وليس سخرية من أحد لا سمح الله ولكن انا أطرح هل من الطبيعى أن يكون شكل الرجل إستعراضى وهل هذا هو شكل الرجل الذى تتمناه المرأة وفارس أحلامها أم أن الرجول تناسق فى الجسم والفكر والعاطفة والقوة وعطاء بين الطرفين وبين الإنسان والمجتمع بعيدا عن شراسة الشكل وإستئساد الرجل الذى يتحطم على بوابة المرض والحوادث أو الفشل فى إقامة علاقة حميمية من طراز التبادل المشترك لكل عوامل الجمال.
من المؤكد أن بناء الجسم مطلوب مع بناء العقل والتناغم مع القلب والإحساس حتى لا تكون مخرجاتنا مثل العفاريت التى يخشاها الأطفال ونرجوا أن يبتعد الشباب عن الهرمونات التى تصنع شكلا خارجيا،وتفرغ كل المعانى الداخلية، وما أن يتقدم به العمر يصبح مثل فرانكشتين،فهل يوما ما يختفى الرجل الطبيعى من أمامنا وتظهر أجيال يتم تحريكها بالإشارة،وبالريموت،جميعهم يعملون بودى جارد.
تمنياتى لكم جميعا بالصحة والعافية والجمال اللامحدود داخليا،وخارجيا.
خالد ابراهيم أبو العيمة
مدونة سور الأزبكية

هناك 4 تعليقات:

غير معرف يقول...

تدوينة جيدة
سيأتي علينا زمان يشكل كل إنسان نفسه كما يحب الآخرون

Khaled Ibrahim يقول...

Sonnet
شكرا لجمال تواجدك وتعليقك
نعم سيكون الشكل حسب الطلب لكن المحتوى سيكون غريبا لأن الجمال الطبيعى ينتج عن توافق أشياء مع بعضها لتنتج شكلا جميلا اما حسب الطلب فسيكون شكل عرائس الأطفال الجامدة مضمونا والجميلة شكلا
شكرا جميلا لك شكلا ومضمونا
خالد ابراهيم

غير معرف يقول...

- اخى العزيز أستاذ خالد :-
مقاييس فتى الأحلام تتغير كل فترة حسب التغيرات التى تحدث فى المجتمع واسلوب التربية.
وللأسف فكرة فتى الأحلام يتم حسابها بمقاييس الشكل والمظهر فقط ،

ولكن من المفترض ان تتمثل صفات الرجولة وفتى الاحلام فى عقل وخيال المرأة صفات اهم غير الشكل والمظهر كأن يكون الرجل شهما , محبّاً , حنونا , عطوفا , مخلصاً , مهتمّاً بشؤونها ذو اخلاق كريمة رجلا بمعنى الكلمة وليس كتلة فى شكل رجل .

وادعو الشباب بأن يبتعدوا عن تعاطى الهرمونات وادوية بناء العضلات لان بها اضرار كثيرة كارتفاع ضغط الدم و تصلب الشرايين و تدهور في وظائف الكبد ونشوء النزعة العدوانية والشعور بالقلق والتسبب في الادمان
وتدنى القدرة على الانجاب حيث يؤدى إلى تدني هرمونات الغدة النخامية المسؤلة عن تحفيز الخصية لانتاج الحيونات المنوية و يؤدى ذلك لعدم القدرة على انتاج الحيوانات المنوية و ضمور الخصية .

د- وائل عبد العظيم

Khaled Ibrahim يقول...

ديقى المبدع الجميل د.وائل
بالطبع هذا الموضوع هو ساحة بين يديك تضع فيها ما ينفعنا
شرفت جدا بتواجدك وتعليقك الرائع وهو إضافة قيمة تستدعى منا العمل بما فيهاز
تقديرى لك
خالدابراهيم