الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009

الماضى والحاضر

إعتاد الإنسان العربى على الحياة القاسية فترة طويلة من الزمن لأن البيئة الصحراوية المحيطة به كانت قاسية للغاية فلا توجد إمكانات التكنولوجيا التى تحول تلك الصخور الى مبانى فارهة وطرق ممهدة وحدائق خلابة وهذا الجو شديد الحرارة إلى نسيم ينبعث من أجهزة التكييف إلى أن حدث عندما أنعم الله على العرب بالبترول فتغيرت حياتهم إلى الدعة والراحة وتركوا الصحارى والأغنام والعادات وكثير من القيم وإتجهوا الى الإنفتاح على الغرب بالسفر والتعليم والشراء والتقليد وللحق فإن الرجل الغربى والمراة الغربية ذات ملامح خاصة صنعها جمال البيئة المتراكم على مر العصور فالطقس البارد غير الحار ووفرة التكنولوجيا غير الحياة البدائية لكن للحق أيضا التاريخ يحكى عن فروسية العربى وربما تلك الشجاعة صنعتها قسوة الحياة والإنسان العربى فطرى التفكير وحياة البدائية جعلته غير مرتب وغير منظم لذا يبحث عن القوة فى تحقيق الغاية لذلك فهو يحكم بصرامة وصلابة وعنيد وربما صفة العند توارثها من قسوة حياته البدائية مسبقا لكن كان للعرب عادت حميدة وعادات سيئة مثل باقى الشعوب لكن كانت كلمة الشجاعة والكرم مرتبطة بالعالم العربى قديما ومن الغريب أيضا ان الجبن والبخل صار مرتبطا بواقع العرب الحالى وهو وضع معكوس فهل العرب نفوسهم تقوى مع المصاعب والمحن وتضعف مع حياة الدعة والراحة وهل الجيل الحالى من العرب والقادم يقرأ عن الماضى وما هو رأيهم فى الواقع الحضارى والمستقبل كيف نراه هل سنتحول تدريجيا الى غربيين أم نمسك العصاة من الوسط ونكون نصف غربيين ونصف عربى ثم تقل نسبة النصف تدريجيا الى أن نصبح بلا هوية إننا بحاجة الى التكنولوجيا ليس كمستخدمين فقط ولكن كصناع لها ولابد من أن تتغير الشخصية العربية من الحالة السلبية إلى الحالة الإيجابية ولن يكون سوى بإحقاق الحق وإقامة العدل وإصلاح التعليم والنفوس والقلوب والبعد عن الشعارات فواقعنا يحكى كما يقول المثل (خيبة الأمل راكبة جمل)
واقعنا يمشى نحو الضعف بقوة ويمشى نحو التقدم ببطئ كخطى الجمل
كم أتمنى أن يكتب كل مفكر منكم ما هى مميزاتنا كعرب فى الوقت الحالى وكيف نتحرك من هذه البداية للأمام وعلينا أن نعرف عيوبنا ونشخصها ونعمل على تلافيها
لاداعى أن نختبئ فى ثوب ظاهره الرحمة ومن باطنه العذاب
متى يأتى الوقت الذى يجمعنا على أن نتحاور من أجلنا وإذا إختلفنا نبحث عما يجمعنا أكثر
لابد من تغيير القصة القصيرة(الحدوتة) التى نحكيها لأطفالنا بما يناسب تطلعاتهم بدلا من حكايات الأشباح وابو رجل مسلوخة وتربيتهم على الخوف ولنعلمهم كم بلد عربى يحيط بهم وليكن لك أصدقاء ما استطعت من كل بلاد العرب وما يجمعنا وما يهددنا وكيف نحب بعضنا وإلا فلا مستقبل أفضل لأبنائكم فالمال وحده لا يصنع مستقبلا فليس الشكل كالمضمون
ليت من يملك المال وأسباب الحياة أن يوفر لأبنائة وإخوانه ووطنه وأمته عقلا يفكر ويزرع ليحصد ونحن فى حاجة لنسمع كلمة مصلحتنا وقوتنا وأمننا وواقعنا لابد من أن نحذف الياء ونضيف النون والألف لكل عمل فى نهاية كل غاية لنتحول من الأنا الى نحن فهل يكون؟.           تقديرى لكم جميع
خالد ابراهيم.....مدونة سور الأزبكية



هناك 10 تعليقات:

عصام فوزى يقول...

استاذى العزيز / خالد ابراهيم
دعنى اختلف معك فى ما توجهت اليه من الربط بين البيئة والتكنولوجيا حيث ان التكنولوجيا موجودة فى كل بيئة لحل مشاكلها
على سيبل المثال التقنية المعمارية فى بناء المدن والقرى العربية نجد المهندس العربى قد تعمد تصميم الشوارع ضيقة ودائرية للتغلب على درجة الحرارة بالحصول على افضل اسقاط للظل ونجد شبابيك الارابيسك صممت لادخال الظل الى البيوت وتلطيف درجة الحرارة المرتفعة فى حين اننا لو نظرنا فى البيوت الغربية لن نجد ما يعرف لدينا بالشيش بل زجاج فقط لان الزجاج يدخل الحرارة ويحجبها بالداخل وهم بحاجة الى الدفء فى بيئتهم
اذاً فلسيت المشكلة فى البيئة لآن لكل بيئة مثالبها الا ان التقدم الحقيقى هو توظيف التكنولوجيا للتغلب على مشكلات المجتمع ومشكلات بيئته .
المشكلة الحقيقية لدينا هى غياب الحرية والتى ينتج عنها غياب الابداع فالابداع بطبيعته لا يتماشى مع قمع الحريات وبالتالى قل انتاجنا واضافاتنا الى الحضارة العالمية حتى الحضارة الغربية لم تنهض الا بنهوض الحريات ووقف تسلط المؤسسة الدينية لديهم على الحريات وقمعها .
سيدى نحن نعانى من آفة غياب الحرية واغلاق منافذ التفكير الحر علينا فكيف يمكننا ان نكون منتجين ولسنا مستهلكين , نحن مستهلكين طالما نحن مقيدون فى تفكيرنا , الغربى ليس سوبر مان لكنه فى الحقيقة سوبر فرى .
تحياتى وتقديرى
عصام فوزى

Khaled Ibrahim يقول...

الأستاذ الرائع وصديقى المبدع عصام فوزى
نعم انا فى حاجة لن أقرأ لك أنا دورى فتحأبواب للحوار واكون موفق لو حصلت على مداخلتك القيمة والتى أشكرك عليها وأقدرها
لكن ما رأيك فى التشابه فى الطباع ألست معى أن طباع الحضر غير طباع أهل المدينة
وهل طباع أهل الصحراء كغيرهم
وهل طباع الجنوب كطباع الشمال
لكن انا معك فى حال توافر البيئة المناسبة من الحريات هنا يحدث الغبداع
ثم من هذا الذى يربط على ضمير الناس
الكارثة أن الناس أيضا تشارك فى قمع انفسها لأنها تستغنى عن ضمائرها حبا فى الراحة
الناس لا تريد أن تتعب نفسها لنها بلا طموح على الرغم من غياب الإبداع فى الغدارة
كثير من الناس يبحث عن شماعة ولكن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
لك شكرى وتقديرى ومودتى
خالد ابراهيم

عصام فوزى يقول...

صديقى العزيز / خالد ابراهيم
الانسان انسان فى أى مكان به كل الصفات السيئة والجيدة والفرق ان كل انسان تغلب عليه صفة معينة فالشرير ليس الشر به مطلق وانما يغلب عليه الشر
اما بالنسبة للشمال والجنوب والشرق الغرب الفروق لا تعود الى الطبيعة وانما تعود الى الفكر الموجود فى هذه الامم فلولا ثورة مارتن على الفكر الكنسى المتحجر لما شاهدنا هذه الثورة المعرفية فى اوروبا حيث كانت تعدم العلماء لمجرد توةصلهم الى حقائق علمية ضد فكر الكنيسة بتهمة الالحاد , وقد كان ما حدث مع فيلسوف مثل ابن رشد من احراق لكتبه هو بداية ردتنا الثقافية المعرفية وتغييبنا للعقل فى الامة الاسلامية , نحن مهزومون فكريا قبل ان تكون الهزيمة جغرافية والجغرافيا لم تكن ابدا سبب من اسباب تخلف الامم , فنجد دول تكون ظروفها الطبيعية صعبة مثل اليابان ذات الطبيعة الجبلية وعدم وجود مورد مائى حقيقى للبلد وع ذلك كانت النهضة بدون موارد تقريبا , ان المعيار الحقيقى للتقدم هو الانسان وليس الطبيعى فالشمال المتقدم الان هو نفسه المتخلف منذ الف سنة والبدو المتخلفين الان هم حكام العالم منذ الف سنة المتغير الحالتين هو الفكر والثقافة وليس الطبيعة بدليل انه لا توجد منطقة فى العالم ليس لها اسهام فى تقدم الحضارة الانسانية ولكن تخلف توقيتات الاسهام لكل مكان حسب المناخ الموجود فى المجتمع ودرجة قبوله للفكر والحريات

غير معرف يقول...

اخى العزيز العربى الأصيل خالد :-
بالرغم من ان الشعب العربى يعتبر من اكثر الشعوب مقلدا دون فائدة والاكثر تصفيقا بلاسبب ، والمشهور برد الفعل المتقلب السريع واقفا جالسا ضاحكا باكيا فى نفس الوقت ، غير مدرك باهمية الوقت ، ، يجمعهم طبل ويفرقهم سوط ، لايفكر الافى قوت يومة ومعلش ...ربنا يسهل ...

إلا أن الله اكرم العرب بالكثير من المميزات
اهمها أن منهم رسول الله صلى الله علية وسلم ومعة الصحابة رضى الله عنهم نشروا دعوتة ونصروة وتمسكوا بحبل الله واعتصموا وحققوا انتصارات وفتوحات عظيمة ويكفينا فخرا أن اكبر امة فيها الابطال هم الامة العربية قال علية الصلاة والسلام ( الخير في وفي امتي الي يوم الدين )
اين نحن سيدى من الترابط العربى اين نحن من الجماعة اصبحت الأنا هى اساس الحياة اين نحن من التمسك بحبل اللة ورسولة
اصبحنا ننتظر المعجزات ونعيش على الامنيات ونخدع انفسنا .... ومعلش....ربنا يسهل .

العيب يوجد فينا نحن يجب ان نغير انفسنا ونعيد حسابتنا .

د. وائل عبد العظيم

Khaled Ibrahim يقول...

المبدع المتميز جدا وصديقى الرائع عصام فوزى
تكرار دخولك ومتابعتك بلا شك أسعدنى والحقيقة نحن نريد الحصول على أفضل ما لديك من فكر فتقديرى لك
ما نكتبه محاولة لإلقاء الضوء على سلبياتنا لإستنهاض الهمم وتغيير السلوك اتلمشين الى سلوك حضارى
لكن يا صديقى فى علم النفس الألوان أيضا تؤثر فى السلوك فمثلا اللون الأحمر من الممكن أن يصيبك بالعصبية عكس اللون الأخضر وشدة الضوء مثل ضعف الضوء لهما تأثيرهما على السلوك الإنفعالى والصحة أيضا فما بالك بالنشأة
وأنا قصدت منطقة الخليخ خاصتاولنتفق معا بأن إدارة الموارد البشرية بالعلم والحرية الإبداعية يحقق أعلى النتائج لكن لا تقول لى أن المكان لا يؤثر فى السلوك ولكن تهذيب السلوك يمر بالتغيير عبر مراحل التعليم حسب طريقة التلقى من القيم والإطلاع والتأثير الإعلامى وتربية الأسرة والجو المحيط
إذا هناك فارق بين طبيعة السلوك التى يمكن تغييرها مع الوقت وإدارة الأفراد
تقديرى

غير معرف يقول...

أنتم يا أخوتي ماهرون في قلب الحقائق، فلقد دأبت وسائل إعلامكم على سبنا ونعتنا بكل الأوصاف.. والفضل كل الفضل يعود لمعلمكم" إبراهيم حجازي" الذي أغدق علينا بكل النعوت.. قبل وبعد المباراةالفاصلة،فنحن كشعب برمته في نظره(أقزام- عديمي الأصل- أبناء الفرنسيين،مليون ونصف إرهابي،،متخلفون)وقائمة النعوت كثيرة ونخجل من تشنيف أسماعكم بها، وقد اشترك في ذلك نخبتكم بدء من جمال مبارك ومرورا بفنانيكم(حاشا محمد صبحبي وعادل إمام وأمثالهم)
لم يسلم جزائري من سبابكم وتهديداتكم
وما أغنية " ابن الكلب" عنكم ببعيد.

Khaled Ibrahim يقول...

صديقى المبدع الطبيب الرائع وائل عبد العظيم
تقديرى لسمو فكرك لن أطيل على سيادتكم ولكن ألا تلاحظ شيئا
التعليقات الإيجابية أو السلبية تأتى فقط من دول الشمال الأفريقى ودول الخليج ليس لها وجود
هناك تعليقات من الأردن والجزائر والمغرب هل هذا يدل على شيئ
ساناقش الأمر فيما بعد
إسمح لى أن أشكرك
وتقديرى ومحبتى

Khaled Ibrahim يقول...

أخى غير معرف
أتمنى ان تصدقنى نحن نريد تجاوز ما حدث ولكن علينا أن نبحث فى أسبابه وياليت العرب جميعا يدركون ان هناك أشياء جميلة لدينا جميعا لماذا لا نلتقى عليها
لماذا نحقر من بعض
من هذا الذى يريد أن يجعل الطيب خبيثا والخبيث طيبا أرجو مراجعة أنفسنا بلا إستثناء
انا مصرى وأقولها يوجد الكثير من أهل الجزائر ناس على اعلى مستوى من الإحترام لكن البعض لا يعلم ماذا يدور حوله وأنا ضد القذف ولقد تعلمنا جميعا من أخطائنا فهل نتقى الله فى انفسنا
لنبحث جميعا عن الحل بمناقشة الواقع بإيجابية وتفكيرنا لابد ان يكون جماعى
لابد من تغيير الواقع للافضل
أنا سعيد لتفاعلك وصدقنى هذا يدل على أن لك دولة تستحق الإحترام وإن إختلفنا يسعدنى غيرتك ولكن سخرها للحق ولا تصدق كل ما تسمع وتقرأ بسهولة فهناك الكثير من يعرف الحقيقة وهناك مأجورون
تقديرى
خالد ابراهيم

عصام فوزى يقول...

الاستاذ / خالد
بعد التحية
فقد ذكرنىردك على تعليق د. وائل عهبد العظيم نتيجة كنت قد توصلت اليها من خلال تحليل السلوك العربى عامة وقد توصلت (فى وجهة نظرى ) الى الاتى :-
الشعوب العربية يكمن تصنيفها الى قسمين أساسيين
1- دول عربية كانت نشأة الدولة بالمعنى السياسى المعروف للدولة قديم مثل العراق والشام ومصر والمغرب .
2- دول طبيعتها الاصلية هى القبلية والبداوة والتى لم يكن لها دولة بالمعنى السياسى اكثر مما هى اقليم تقيم به مجموعة من القبائل مثل بعض اماكن الشمال الافريقى وبعض مناطق الجزيرة العربية .
وعند مقارنة سلوك الفئة الاولى بالاخرى فإننا سوف نلحظ غياب الخبرة التاريخية وموروث المدنية لدى الفئة الثانية فنجدهم انفعاليين يغلب عليهم النعرة القبلية والشوفينية الوطنية , شوفينية لكل ما ينمتى اليه للعائلة وللقبيلة وللدولة والدين التى ينتمى اليها , بينما الفئة الاولى تجدها اكثر تسامحا مع الاخرين ومع الاديان الاخرى , فى السعودية مثلا مستحيل ان يقبل سعودى ببناء كنيسة فى بلده حتى لو كان بها مليون مسيحى , بينما فى مصر الهياكل اليهودية كانت تبنى على ارض مصر اثناء تواجد اليهود على ارض مصر
وبناء عليه فإننى حين اقيس رد فعل العربى لابد أن اعرف بلده حيث أن هذا العامل مؤثر جدا فى طريقة التعامل حيث ان للنشأة عامل كبير وفى النهاية يعود السبب للثقافة وليس للطبيعة ولا أنكر ان للطبيعة تأثير على الثقافة الا ان النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) نهى عن القبلية على الرغم من انه من نفس البيئة التى أنتجت الثقافة القبلية فى العرب .
وتفضل بقبول فائق احترامى وتقديرى

Khaled Ibrahim يقول...

صديقى أستاذ عصام
نعم أجدت التعبير وأنا سعيد جدا لتصنيفك هذا لأننى كنت فى طور الإعداد لهذا الموضوع ولكن بلا شك سلتقى سويا
أرجو مداخلتك فى كافة المواضيع لإثرائنا بما لديك من فكر مستنير
تقديرى الجم
خالد ابراهيم