الاثنين، 2 نوفمبر 2009

لا روحانيون ....لا ماديون


إعتادت الشعوب العربية على مفهوم البركة فى الرزق وهو مفهوم خطير جدا وإخراج عن معنى البركة المقصود حيث كان من الممكن أن تكون إقتصاديات الدول العربية أقوى مئات المرات مما هى عليه الأن لو اتبعت أسباب العلم والتقدم وإحترام الإنسان


والدول الغربية تفهم معنى العمل والإجتهاد ومفهوم الإقتصاد بشكل علمى مدروس وغير معلوم لديهم مفهوم البركة بل يدركون معنى العمل الجاد


والبركة هى حصولك على أكثر من المتوقع من شيئ فى أى مجال أو نوع من المجالات خاصتا المجالات المتعلقة بالأموال أو الجوانب الروحية


إذا السؤال لماذا يتقدم العالم المادى ونتأخر نحن العالم الروحى ؟


المتأمل لكيفيية إقامة الدين نجد أنه يبدأ باتجاه روحى يدفع الإنسان الى معرفة ربه وغالبا ما يطلب الإنسان معجزات (مادية) أو خارقة للعادة لتصديق الأنبياء فى دعواهم والذين صدقوا الأنبياء يدفعون فاتورة هذا الصدق والإتباع من مالهم وأنفسهم وأوقاتهم إذا" حتى الدين يتطلب عرقا وجهدا ولا يعتمد على فكرة البركة بل البركة تكون من كثرة المجاهدة والعمل بالأسباب


المسلمين الأوائل لم يضعوا القرأن الكريم فى بيوتهم أو مزارعهم جلبا للبركة مثل ما نفعل نحن فنضعه فى سياراتنا ظنا منا أنه يقينا الحوادث علما بأننا نخالف علوم القيادة والأمان فنسبة الحوادث لدينا كبيرة جدا عالميا ونضع المصاحف فى بيوتنا من أجل جلب البركة ونفعل كل ما لا يرضى الله عز وجل بداخلها فلا حقوق لزوجات أو أزواج أو أبناء


والحقيقة هذه الأفكار ظالمة لديننا الحنيف لأننا نسينا أو لم نفهم(( فلا أقسم بمواقع النجوم )) فهل نعلم معنى الدقة فى مواقع النجوم ولم نفهم(أفلا ينظرون- يتدبرون - يتفكرون)


هل نفهم معنى التأمل الذى يشعرنا بعظمة الخالق كيف أبدع فى صنعه ونتعلم فن الإتقان (فارجع البصر هل ترى من فطور)


هل نفهم أن البركة هى بذل أقصى ما لديك لتحصل على ما تتمنى ثم تفاجئ بأنك حصلت على أضعاف ما كنت تريد


متى نتعلم أن الصوم هو بناء للإرادة ولتعرف أن بداخلك قدرات وطاقات للمواجهة والعطاء لكننا نصوم بطريقة العادة فلا تجد لدينا عزما ولا قوة دافعة للأمام ونسمع القرأن وكأننا نقوم برش مبيدات للقضاء على الشياطين


متى نفهم أن الجوائز التى نحصل عليها عن طريق الإتصال بالتليفون فى برامج المسابقات هى إهدار لقيم بذل الجهد وطرق التعلم وهى دعوة للوهن وللحصول على المال بأسهل الطرق ومن ثم نشأ وسينشأ جيل مؤمن بالحظ والبحث عن البركة دون تقديم بذل


أصبحنا نتوارى خلف الكلام الجميل وخلف اللحى وخلف النقاب خلف البراويز وخلف التقليد الأعمى وأصبح من يتكلم ليكشفنا امام أنفسنا من السهل تكفيره مع أن العلاقة الإيمانية بين العبد وربه (فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن إتقى) والحقيقة كل العيب فينا ولا عيب مطلقا فى دين الله ولا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم


إذا السؤال لماذا يتقدم العالم المادى ونتأخر نحن العالم الروحى ؟


لأننا لم نعمل لا بالطريقة المادية وأسباب العلم ولا بالإخلاص الروحى الحقيقى الذى يكون بالعلم الذى أنزله الله والأخذ بالأسباب ثم رد الفضل لله الذى أوجد لنا الأسباب لتكون سببا لرقينا ولرزقنا ولحركة حياتنا


نعم البركة من الله وموجودة لكن لها شروط أولها الإخلاص


ليكن شعارنا أحب وطنى وأمتى كما أحب نفسى وأغار على وطنى وأمتى كما أغار على نفسى


الله لا يريد رهبانية بل خلفاء فى الأرض يبنون –يصنعون – يبدعون – يفهمون قيمة العقل الذى وهبنا الله ثم يكون مردنا جميعا وأعمالنا الى الله


( إن تكونوا تالمون فإنهم يألمون مثل ما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون) هذا هو الفارق أما البناء فمسئولية الجميع






الحياة ليست عشوائية وبكل تأكيد لنحمد الله على عفوه وكرمه وحلمه علينا وهو أحكم الحاكمين


بلا شك إن الله لا يضيع اجر من أحسن عملا من أى دين وملة حتى ولو لم يكن يعرف من هو الله


الله عز وجل لا تنقصه عظمة بل نحن الناقصين


بناء الأوطان لن يكون إلا ببناء الإنسان


كلما فكرت شعرت أنى ضئيل


كلما تاملت شعرت أنى ذليل


تقديرى


خالد ابراهيم......مدونة سور الأزبكية



هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

استاذى الاديب المبدع استاذ خالد :-
تختلف الكتابات العربية في مدى تعبيرها عن الواقع العربي. نوع لايمت إلى الواقع بصلة كبيرة ونوع لا يستهان به كتابات تتسم بالموضوعية ويتسم طرحها بالوصف والتحليل وتكون محصلتها ذات فائدة واصدقك القول ان كتاباتك من النوع الثانى فلك الشكر والدعاء بالتوفيق.

فكالعادة تنبهنا مين حين لأخرعن مواضيع هامة ننساة او نتجاهلها وتمر علينا دون ان نقف عندها لمعرفة اسبابها بل نكتفى امامها بالشجب والادانة ولو اننا بحثنا عن اسبابها لوضحت المشكلة ووجدنا حلولها .
لماذا يتقدم العالم المادى ونتأخر نحن العالم الروحى ؟

- سئل الامام الشيخ محمد عبدة رحمة الله عن أنطباعه حول زيارتة لأحدى دول الغرب
فقد شاهد العدالة وحقوق الانسان والمساواة وعاد الى مصر( ام الدنيا) وشاهد الركود الاقتصادي والفاقة والفوارق الطبقية في طريقة العيش فأجاب الأمام
(( وجدت أسلام بلامسلمين أما في بلاد الأسلام فوجدت مسلمين بلا أسلام))

فقد لخص الأمام حال المسلمين اليوم وأين وصلت أخلاقهم وتعاملاتهم والتي أنعدمت بين المسلمين وأنتشرت في دول الغرب الغير مسلمة .
أي أسلام بقي لنا وأىتقدم وأغلب أعمال المسلمين غير متقنه و الرشوة قد طغت على كل تعاملات المسلمين وقد صار الكذب والغدر والخداع والتسيب والأهمال وأخلاف الوعد والظلم شعارنا .
وأتسأل يا أخى :-
أنا لنا التقدم والرقى وهذا حالنا و لدينا عدم ادراك للثقافة السياسية وتدهور فى الثقافة الفكرية والعلمية ولدينا فهم رجعي للدين ويوجد لديناتخلف لنظمنا التعليمية و هجرة العقول المبدعة الشابة إلى الخارج
إن الطاقة على الإبداع متوفرة لدى العرب. لديهم الإمكان الكامن للإبتكار. وحتى يتحقق هذا الإمكان يجب أن تتوفر الظروف الإجتماعية والثقافية والنفسية المؤاتية لتحقيق هذا الإمكان. كالتمتع بالحرية الإجتماعية والفكرية والنفسية والعاطفية ، والتحرر من الخوف .
لك تحياتى .
د – وائل عبد العظيم عبد الجواد .

غير معرف يقول...

أستاذ خالد
بصراحة انت بتخلينا نشغل دماغنا
انا بكتشف انى فى وادى تانى
شكرا لك

Khaled Ibrahim يقول...

صديقى المبدع الفنان د.وائل
كلمة حق
عندما يكون لديك صديق يتابع ما تكتب وياخذ منك ويضيف إليك فهذه نعمة عظيمة
والحمد لله صديقى الرائع المبدع د.وائل دائما ما يضيف الى ما أكتب
شكرى وتقديرى وثقتى فى إبداعك الإنسانى والطبى كمفكر وطبيب له تميزه الراقى
أرجو ان لا تحرمنا أبدا من مداخلاتك القيمة ومن جمال توجد إسمك على مدونة سور الأزبكية
خالد ابراهيم

Khaled Ibrahim يقول...

أخى الجميل (غير معرف)
كنت أود أن تكتب إسمك لأشكرك
ردك كم هو جميل ويعيننى على أن أكتب
ردك يعيننى على قسوة الواقع وعلى مواجهة الجهل
شكرى الجزيل

Borsa يقول...

thanx for this nice blog and please let me take a copy to my site

مشاهدة مباراة مصر والجزائر بث مباشر - Egypt vs Algeria

بث مباشر مباراة مصر والجزائر - Egypt vs Algeria

شاهد بث مباشر مباراة مصر والجزائر

مشاهدة مباراة مصر والجزائر بث مباشر تصفيات كاس العالم 2010 Egypt Vs Algeria

Khaled Ibrahim يقول...

Dear Borsa
Thank you for the beauty of your presence and I am honored you are repeating
Thank you a nice warm