الخميس، 1 أكتوبر 2009

فلسفة الموت





أحاول ان أفهم فلسفة الموت من وجهة نظرى المتواضعة وما هو الفارق بين الموت والشهادة ولماذا يؤجر المريض لدرجة أن بعض الأمراض تعدل الشهادة كما ورد فى أحاديث النبى صلى الله عليه وسلم

لأننى لست برجل تشريع وغير متخصص فى الدين لكن ما المانع أن نفكر بصوت عال ونتكلم عن الموت بقدر ما نملك من معلومات أو بقدر ما نفهم أو نتوقع دون إعتراض على ما لا يمكن الإعتراض عليه

ينشأ الطفل ذكر كان أم انثى بمواصفات تجمع بين الضعف الشديد والفقر الشديد حيث يكون فى حاجة الى كل شيئ من ملبس ومأكل وإيواء ورعاية ثم تبدأ ملامح الوجه والجسم فى الظهور ويزداد جمالا" وكم من البراءة ويكون خاليا من الشرور

العجيب فى مرحلة العجز يكبر الإنسان فى السن فيعود طفلا تدريجيا كما بدأ فى دورة عجيبة من التشابه لكن الإختلاف أن الطفل يزداد قوة والعجوز يزداد ضعف فخلايا الطفل تتجدد وخلايا العجائز تنتهى

الشباب هو مرحلة القوة بين الطفولة والعجز لكن يتبادر الى الذهن سؤال هام ؟ لماذا نموت؟

وتكون الإجابة لأن هذا إختيار الله ولا يستطيع أن يعترض أى مخلوق على مراد الله ومن يحاول فهو كاذب

لماذا الموت أقل درجة من الشهادة؟ أعتقد لأن الشهيد يواجه الموت بشجاعة من أجل قضية فهو إما منتصر أو شهيد وهو اختبار عظيم لقوة الأعصاب التى يجب أن يكون عليها الإنسان فى المواجهة فهل نتخيل أن تكون وجها لوجه مع من يحاول قتلك...الأمر صعب لكنه صعب على أمثالنا لأننا أجيال تم تربيتها على الراحة مع أن الموت ليس هدفا فى حد ذاته

إذا لماذا لم يمت النبى صلى الله عليه وسلم شهيدا؟ أعتقد لأنه رمز والرمز لا يموت فى معركة فتدوسه الخيول والأرجل لا سمح الله كما أنه لايموت مقتولا بسلاح الغدر ولا مسحورا فهو محفوظ كحفظ الله للقرأن

القائد العظيم خالد بن الوليد يخوض كل تللك الحروب دون أن يقتل ولأنه يفهم معنى الشجاعة يدعوا على الجبناء بعدم النوم فيقول فلا نامت أعين الجبناء وكان يتمنى أن يموت شهيدا بدلا من أن يموت مثل البعير كما ذكر بنفسه

إذا المطلوب قوة إدراك وقوة ثقة وقوة أعصاب فى التعامل مع الموت وعدم إعتبار الموت نهاية مرحلة بل الأكيد أنه بداية مرحلة جديدة فلا نحزن الحزن الذى يدمر أعصابنا ويفقدنا صوابنا ويضيع منا فهم قضية الموت

بالطبع الفراق صعب ونبكى على فراق من نحب لكن علينا إدراك أنه سبقنا وسنلحق به وبما أنه لم يستطيع أن يدفع الموت عن نفسه فكذلك نحن لن نستطيع إذا علينا نستمر فى الحياة بحماس وأن الموت يستدعينا للبناء وترك الحياة من خلفنا أفضل للأحياء وحسابنا على الله

أما المريض فلقد رأيت المرضى كيف يعانون لفترات طويلة ومحرومون من نعمة الوقوف والجلوس والنوم والطعام والترحال وأداء المهام والواجبات بشكل طبيعى لذلك فهمت أن أجر المرض عظيم وفهمت أن الأمراض المستعصية هى مواجهة بين أعصاب المريض والمرض وهى لا تقل عن تلك المواجهة بين الجندى والعدو فى المعركة

لكن أرى أن : الموت يأتى من دون استعداد لكن الشهادة تأتى مع المواجهة فهو ذاهب للموت

المريض يعيش بالأمل حتى أخر لحظة الى أن يأتيه الموت لكن المجاهد أمله بربه فقط وهو حريص على النجاح إن قدر له الحياة أو الموت بتقدير إمتياز ليحصل على أعلى مراتب الموت

إذا المريض يجب أن لا يحزن لأن له أجر عظيم على صبره وقوة مواجهته للمرض وله الحق فى الأمل

والإنسان الصحيح الخالى من المرض عليه أن يشعر ويرى ويعطى كل ذى حق حقه وأن يبنى فغدا عجز يعود به ضعيفا فقيرا الى كل من حوله مهما كانت ثروته التى يملكها فهى لن ترد له شبابا أو سلطانا

لو تذكرنا أن الموت قادم لفكرنا فى البناء ولتركنا الكبر والتفاخر ولأحببنا لغيرنا ما نحب لأنفسنا ولتركنا الظلم وما إعتدينا على حق أحد ولو كان على غير ديننا ولما تحاسدنا

أفكر فى قضية الأقصى كيف تموت من بيننا فأفكر ثم أفكر فأجدنى لا أرى سوى أننا نتكلم عن الثوب والنقاب واللحية والحج والعمرة والبرامج على الموبايل التى تبين كل ذلك والحلال والحرام وهى مجهودات مشكورة لكنها بعيدة عن القضية الكبرى وهى لماذا ليس لنا وزن ولماذا العرب يوميا على صدر عناوين الأخبار على كل الشاشات المقروءة والمسموعة والمشاهدة فقتلانا مثل فئران التجارب ليس لهم وزن عندنا فكيف يكون لهم لهم وزن عند أعدائنا لماذا؟

لأننا لم نفهم فلسفة الموت ولا فلسفة الحياة

نحن نفهم فقط حب الحياة

علينا أن نفهم ان الحياة بناؤها هو الهدف والعدو الذى يريد ان يسلبنا الحياة لابد وأن نكون قادرين على مواجهته بما بنيناه لأوطاننا وأن ندافع عن البناء بالبناء فإما أرقى درجات الحياة أو أرقى درجات الموت

فالحياة الكريمة هى الهدف وليس إنتظار الموت

علينا أن نحلم بالحياة الكريمة والموتة الكريمة وما بعد الموت سيكون أجمل إذا عملنا بمبدأ إعمل لدنياك كانك تعيش أبدا (منتهى الأمل) بالبناء يكون

الشهادة أرى أنها تكون لمن يبنون ويدافعون عن البناء وليس اليائسون من الحياة فيفجرون أنفسهم فى أوطانهم

هى خواطر أتمنى أن أكون وفقت فى عرضها وفهمها وعذرا إن خاننى التعبير

علينا أن نفرح بالحياة فنبنيها لنفرح بالموت عندما يأتى لأنها بداية اللقاء العظيم بواهب الحياة وواهب الجمال
خالد ابراهيم
مدونة سور الأزبكية





هناك 11 تعليقًا:

غير معرف يقول...

السلام عليكم ياخى العزيز
أحزنتنى كلمات وعباراتك عن الموت وترقبة والشهادة ومنزلتها الرفيعة
لهينا بالحياة الدنيا ونسينا الموت وهو حقيقة
ولهونا ومرحنا واستمتعنا وفرحنا بشهر رمضان الكريم وبعيد الفطر ونسينا اخواننا فى فلسطين
فأهالي غزة يترقبون الموت ويقرأون "الشهادة" كل يوم اللهم انصرهم واثبت خطاهم

علينا يااخى ان نعلم حقيقة الموت وانة الاستعداد ليوم الرحيل
والموت والحياة .. كلمتان تتلاصقان وتتناقضان
والإنسان يهرب من الأولى للثانية
والأخيرة تهرب منه لتضعه في الثانية في دورة تنتهى بالثانية .

و الموت هو الحياة الدائمة أمّا الشهادة فهي أفضل سبيل للإنتقال من الحياة المؤقتّة إلى الحياة الدائمة المليئة بالرفاهيّة و النعيم

ولنسئل انفسنا سؤلا :-
لماذا كل واحد منا , يضع أهدافا و امال واحلام , فيعمل ويكدّ من أجل تحقيق طموحاته وهو يعلم ان الموت ات لا محال.؟.

والخوف من الموت غريزة طبيعية موجودة لدى جميع الكائنات الحية من اصغرها الى اكبرها لما في الموت من رهبة ورعب وعظمة ، فالانسان لا يهاب شيئا كهيبته من الموت ، بل ان خوفه من بعض الاشياء انما ينشا من خوفه من الموت ، ولولا الموت لما هاب الانسان شيئا ، نعم فالموت رهيب اذا ما ارتبط بالفناء والعدم والانتهاء والزوال لما فيها من وحشة للقلب والروح .
ولكن الامر سيتغير اذا ما ارتدى الموت لونا اخرا وهو الشهادة فى سبيل الله التى تعد اسمى انواع الموت وافضله


د. وائل عبد العظيم

لمى هلول يقول...

الفاضل
خالد ابراهيم
ياسبحان الله لهذا التخاطر
كنت افكر فى هذاا الموضوع وبوفرة
ولكنى وجدته عندك
ان لى مدخل اخر عن الشهادة ان اقول ان كانت الشهادة كما عرفتها انت وكما صورتها موقعة بدر الكبرى قد يغفل الناس عنها ولما هى اهم معركة فى الاسلام لانه تخيل ان هذادين جديد له بضع سنين فالمحاربون فيها لما قال لهم الله (اهل بدر افعلوا ما بدا لكم فقد غفرت لكم ))لان كل واحد منهم اتبع دينا جديدا وغير الهه بل واليوم سيموت بارادته فداء ويترك اهله وكل الدين باختياره
لموقف مثل هذا لهو اختبار للنفس مابعده من اختبار اختبار للدين ولنفس وشجاعتها ..ولازالت الشهادة تحمل نفس المعنى الى اليوم
ام الموت فارهب مافيه ان ياتى بغتة ولا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون
تخيل اننا مثلا فى العام الماضى كانت لنا شكوكا عقائدية وفى الذى قبله كنا نقعل الكبائر وفى الذى سبقهما كنا نلهو ولا نؤدى اماناتنا وحقوقنا باعتبار اننا لازلنا صغارا وشبابا طيشا ان حضرنا الموت فى اى من هذه المراحل بغتة التفكير فى المصير المحتوم لا يسر عدو ولا صديق ولكن مثلا ان كنا نمضى بنظرية احرص على الموت توهب لك الحياة فلن تكزن هنالك مشكلة والف مرحبا بالموت ولنشانا على هذه الحالة من الحرص والتنظيم والمدارة بالغفران والتمسك بالرضا بدون ان نشعر بان الحياة فى انتظار الموت بتلك الطريقة هو شىء خانق او شبه ملائكى مستحيل
ولكن الموت هو الحقيقة الوحيدة التى لا نعلم عنها اى شىء وتلك هى المصيبة
استغرب جدا عندما يقولوا فلان مات والناس عادى
تخيل انوا الموت دا مصيبة كبيرة لدرجة انك لو بينك وبين الموت ساعة ربما تكون قد كفرت بينك وبين نفسك والناس لا تدرى ذلك لذا وجب الصلاح ومعرفة الموت معرفة تليق به كى يثبت الله وملائكته الذين امنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وكما قال تعالى ((ولهم البشرى فى الحياة الدنيا يقول العلماء ان البشرى هو التثبيت وقت الموت ...وقت السكرة
ارجو ان لا اكون قد اطلت ولكن هى اطالة بقامة هذا المقال وهذا السرد الكافى الوافى الجميل للموت
فاردت ان اشركك الفكرة العظيمة
واشيد بالطرح وكتابتك عنه بمفردات وافية واخيرا
لم نعطى تدوينتك حقها الحقيقى

Khaled Ibrahim يقول...

أخى الكريم الرائع د.وائل
أصبحت غير قادر على مجاراتك فلك إضافة قيمة بالفعل للمقال فنعم كل ما >كرت حقيقى وأشكرك بشدة على تواصلك ودعمك
لكن الموت ليس عندى حزينا سوى للفراق لأننى لا أستطيع أن أدفعه عن نفسى لكنى أحاول ان افهم موقعى منه
والموت حقيقة لكن هو حقية تدعو للحياة
تقديرى فالموضوع صعب وشكرا لمداخلتك
خالد ابراهيم

Khaled Ibrahim يقول...

المبدعة الفاضلة المتميزة لمى هلول
شكرا لمداخلتك القيمة والحق هى إضافة للموضوع تستحق التأمل ولا يضير أن تكتبى عن نفس الموضوع فهو موضوع كبير ومن المؤكد أن عندك رؤى تصب فى صالح فهم أوسع لفلسفة الموت الحياة
فنحن فى حاجة للتفكير دون المساس بالثوابت والحقيقة لابد وان نرضى بها مهما فارقنا من نحب
والموت بالفعل يستدعينا للخياة بحق
إن الدار الأخرة لهى الحيوان
أخاف من الكتابة فى الموضوع ولست أخاف من الموت لأن حقيقة فليع>رنى الجميع عن التقصير فى حق الموضوع
أما عن مدونتى فشكرا جميلا لك فهى مدونتك أيضا تكتبين فيها ما تشائين ونتعلم منك وه>ا يشرفنا
تقديرى وشكرى العميق
خالد ابراهيم

ثرثارة يقول...

عيش يومك كأنك تموت غداً
الحياة الدنيا زائلة ولكننا فيها نكد ونشقى ونسعى لنحصل الآخرة ومع ذلك نحب الدنيا و نخاف الأقتراب من الآخرى لوعاش كل منا على امل انه سيموت من الغد فأنه لن يضيع الوقت في الخوف من الموت او ندب حظه ووو كل انسان سينحى المسار الذي يريرده بالدرجه التي يحبها ليحقق لنفسه مايعتقد انه يوصله لدار القرار

اللهم اجعل افضل اعمالنا خواتيميها يارب

اللهم انا نسألك في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .

دمت بود اخي

Khaled Ibrahim يقول...

الأخت الكريمة ثرثارة
شكرا لمرورك الرائع والجميل
تقديرى وإمتنانى

غير معرف يقول...

بسم الله الرحمن الرحيم
اخى العزيز خالد
بعد التحية/قصة فلسفة الموت
جميلة انا نفسى تعلمت منها الكثير
اشكراجداجدا
اخوك***********مـحـمـد الفخرانى

Khaled Ibrahim يقول...

شكرا يا فنان يا جميل
انت أيضا أمتعتنا كثيرا وعلمتنا كثير
لك التقدير الذى تستحق

غير معرف يقول...

اخى العزيز/خالد ابراهيم لست من رواض الشبكة الدوليةللمعلومات ولكنى وبلمصادفةكحلت ناظرى بمدونتك الرائعة عنواناوموضوعاوهالنى ثمين ما انفقت فيها من وقت وجهد رائعين مع خالص تمنياتى بالتقدم والتوفيق*************اخوك محمد حجازى

Khaled Ibrahim يقول...

أخى الرائع وصديقى المحترم محمد حجازى
هالنى أنا ياصديقى روعة حضورك وتشريفك لمدونتى ومشاركتك
تقبل شكرى ومحبتى وأرجو ان لا تحرمنا من ابداعاتك
التقدير والثناء والجمال لحضورك
خالد ابراهيم

Khaled Ibrahim يقول...

أخى الرائع وصديقى المحترم محمد حجازى
هالنى أنا ياصديقى روعة حضورك وتشريفك لمدونتى ومشاركتك
تقبل شكرى ومحبتى وأرجو ان لا تحرمنا من ابداعاتك
التقدير والثناء والجمال لحضورك
خالد ابراهيم