السبت، 26 سبتمبر 2009

حديث الصمت ( قصة قصيرة )


 وجهه المتوهج .. عيناه اللامعتان .. شعره المنسق المتراص حيث كل شعرة تعرف موضع مرقدها وحركة عضلاته التى لا تهدأ وفى حماسة بالغة الشدة خرج عن صمته قائلا نعم أنا من سيأتى (بالديب من ديله) انا اختيارى لفتاة أحلامى سوف يكون مختلف عمن سبقونى سأكون درسا فى الحب،أنتم اناس محبطين من اختياراتكم فحبيبتى انا معها متجانس ,متألف ,تفهمنى من أول نظرة , رشيقة لا تعرف الكسل ولا النوم الكثير , تؤدى صلواتها فى الموعد المحدد , تحب الحديث عن أبى وأمى , كم هى طيبة , كم هى رقيقة..كم هى حنونة , إننى أرى فى أعينكم الحسد والغيرة وانتم تظنون أن كل المتزوجين مثلكم تعساء , بؤساء............

واثق من خطواته , يتزوج من محبوبته تملؤه الثقة بالنفس فيقضى شهره الأول من العسل سابحا فى الفضاء , فى كل دواووين وأساطير العشق , على كل شواطئ الغرام..كثيرة هى الأحلام .

يسرقهما الوقت فيمر عام وجاء المولود الأول كم هو جميل

البلبل من خلال جرس الباب يعلن عن وجود زائر ؟ يفتح الباب ..مذهولا غير مصدق أبى وأمى فى عناق حار الى حد البكاء.

يقول الأبوان فى صوت واحد وجدناها فرصة لأنك لم تسأل عنا منذ عام
ويقبلان الحفيد ويهدهدانه ..يضعان بجواره الهدايا: انا جدك ,أنا جدتك
يحنى الإبن الكبير رأسه غير المنسق أمام والديه وعلى وجهه لمسة حزن كأنها أثار زمن بعيد مرددا أنا فى حاجة للكلام معكم

يرد الأب لم يعد يجدى يابنى أن أسمعك ثم يحمل الحفيد ويعطيه لأبيه فى حنان بالغ
يرحل الوالدان وما هى الإ لحظات إنقطع التيار الكهربائى فيصرخ الوليد مستنجدا بالصمت المحيط

خالد ابراهيم أبو العيمة

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

كل سنة وانت طيب ياراجل ياطيب
عيد فطر مبارك عليك وعلى الجميع
تأكدت تأكد ليس فية شك بانك اديب محنك مبدع قصة جميلة جدا ورائعة اشارات تعبيرية خلابة ورائعة
واصدقك القول لقد اصيبنا جميعا بالخرس الزوجى
اتمنى ان تجد حلا ياخى
د- وائل عبد العظيم

Khaled Ibrahim يقول...

الصديق المبدع الممتع د.وائل
وجودك يمثل الهدية العظيمة لى
تقرأ وعى وترد بجمال شكرا لمشاركتك القيمة
نحن أمام واقع من الكذب والنفاق والخرس ونكران الجميل
ندعى أننا نفهم ثم نكتشف غير ذلك
تقديرى لك وشكرى وخالص الود